الأربعاء 2024/02/07

آخر تحديث: 20:06 (بيروت)

تظاهرة منددة باللجنة الدوليّة للصليب الأحمر.. ومساندةً لغزّة!

الأربعاء 2024/02/07
تظاهرة منددة باللجنة الدوليّة للصليب الأحمر.. ومساندةً لغزّة!
اتهم المتظاهرون الصليب الأحمر الدولي بالتّواطؤ مع إسرائيل (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

إبان الحرب التّي شنّها الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزّة، سلّمت وزارة الصحّة الفلسطينيّة إحداثيات المستشفيات في القطاع، إلى اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، التّي بدورها أعطتها للاحتلال، تجنبًا لاستهداف هذه المشافي المحمية بموجب الحمايّة التّي يقدمها القانون الدوليّ. وبالتّوازي، وبالرغم من هذه "الضمانة" التّي قدمتها اللجنة لإدارات المشافي، بانتفاء إمكانية استهدافها، كانت فرق الصليب الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة، وبعد أيام قليلة على اندلاع الحرب، متوجهة نحو خان يونس جنوبي القطاع، تلبيةً لتوجيهات الاحتلال، معلنةً وبصورة رسميّة وقف خدماتها الصحيّة والإغاثية في الشمال، مخلفةً وراءها ما يناهز المليون فلسطينيّ لمصيرهم وتحت رحمة آلات الإبادة المستمرة.

وما هي إلا ساعات قليلة، على امتصاص العالم (أو بعضه) صدمة مجزرة مستشفى الأهلي المعمدانيّ، ليل السّابع عشر من تشرين الأوّل الفائت، التّي أوقعت ما يربو عن 500 ضحية مدنيّ ومن الطاقم الطبيّ ومئات الجرحى، ليحول العالم أنظاره عن المشاهد المرّوعة المتأتية، نحو المسؤول والمتواطئ ناهيك بالغافل عن تحذير المحتمين بهذا المشفى من حتفهم المشؤوم، في مكانٍ كان من المفترض أن يكون لهم مأوى وحمى من النزعة الإسرائيليّة لمحو كل ما هو فلسطينيّ. فيما انصبت الاتهامات والانتقادات على رأس اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، بوصفها المؤكد على أن المشفى المذكور كان محميّاً من أي عنف أو استهداف.

تظاهرة مندّدة
وبحضورٍ أمنيّ كثيف، وفي أوّج زحمة السّير المعتادة في شارع الحمرا-رأس بيروت، وقف العشرات أمام مبنى اللّجنة الدوليّة للصليب الأحمر، محملقين بالواجهة التّي تغطي المبنى، الواجهة التّي طُبعت عليها رسومات كرتونيّة تمثّل الخدمات التّي تقدمها المنظمة، لسكّان الدول التّي تتواجد فيها؛ وتحت شمس الظهيرة، وقف هؤلاء، العشرات من اليساريين وسكّان المخيمات من النّسوة والأطفال،  يتقصدون إزدراء الواجهة الملوّنة دون غيرها، ساخرين من "الإنجازات الوهميّة والكاذبة" كما قالوا، ومتهمين المنظمة بالتّواطؤ مع إسرائيل، والانحياز لها على حساب أهالي غزّة المنكوبين.

والتّظاهرة التّي نفذت اليوم، الأربعاء 7 شباط الجاري، كانت قد دعت إليها تجمعات عدّة وأفراد ناشطين وناشطات واتحادات شبابية ونقابية وجمعيات، ضمن مسيرة من مقرّ اللجنة في الحمرا، وصولًا إلى السّفارة البريطانيّة وبعثة الاتحاد الأوروبيّ في زقاق البلاط (نزلة برج المرّ)، تحت عنوان "مواجهة الدول داعمة الإبادة"، وغايتها كما أشار المنظمون: "الضغط على الدول الاستعمارية الداعمة للإبادة بغزة والاعتداء على لبنان والمنطقة (آخرها قضية "الاونروا")، رفضًا لقبول الصليب الأحمر الدولي للتوجيهات الإسرائيلية ولداعميها وعدم القيام بواجباته وحماية أهلنا في غزة، ورفضًا للتواطؤ الرسمي العربي ولترجمة الإرادات الشعبية لمواقف عملية لوقف الإبادة والعدوان".

وبعد ترديد الأهازيج والشعارات، قام المنظمون بتلاوة بيانهم، وجاء كالتّالي: "إن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وبعض الدول الغربية الاخرى، كشفت بشكل سافر عن تقاطع مصالحها وقيمها الاستعمارية المستمرة والتي استندت الى ارتكاب إبادات جماعية بحق الشعوب الأصلية، مع مصالح وقيم دولة الاحتلال الاسرائيلي الاستعماري والعنصري".

انحياز موصوف
ولفت البيان إلى أنه "في حين لم تراجع هذه الدول ماضيها الاستعماري، تستمر ليس فقط، بتقديم دعم مادي ولوجستي، وانما بالمشاركة المباشرة في استمرار الإبادة الجماعية في غزة منذ أربعة اشهر، وضد الشعب الفلسطيني منذ 75 عامًا، كاستمرار لنكبة سنة 1948، والاعتداء المستمر على لبنان وبقية المنطقة. وتغولت تلك الدول في صلفها فقامت بوقف التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كأكبر مقدم للاحتياجات الإنسانية في غزة- وسط الإبادة- وللاجئين الفلسطينيين في لبنان والمنطقة، تحت شعار عدم حياديتها، وفي اليوم التالي لقرارات محكمة العدل الدولية التي تضمنت في بندها الرابع مسؤولية الاحتلال عن ادخال المساعدات الإنسانية لمنع الإبادة جوعا".

وأشار إلى أن "هذه الدول قامت عبر نفوذها السياسي والمالي المباشر، بالضغط على الصليب الأحمر في غزة كي يستمر في الخضوع للأوامر الإسرائيلية، والوقوف مكتوف الأيدي، متفرجاً، على الإبادة كما يفعل. حيث أنه (الصليب الأحمر الدولي) غادر شمال غزة مباشرة بعيد 7 تشرين الأول، وترك الناس بلا مساندته الطبية، ولم يقدم أية حماية للمرافق الطبية والمدنيين، وهذا ما شجع إسرائيل على التمادي في حرب ابادتها ومحاولة استئصال اهلنا من شمال القطاع، كما صم آذانه عن مناشدات الأطباء وزارة الصحة لإنقاذ الأطفال الخدج فساهم بشكل مباشر في وفاتهم".

وشدّد على أن "الصليب الأحمر الدولي لم يتخذ موقفاً علنياً في إدانة الإبادة، أو من منعه من زيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون الأسرائيلية. علماً انه قد اتخذ سابقاً، أكثر من ستة مواقف علنية بسبب انتهاك إسرائيل للقانون الدولي الانساني. هذا عدا عن عدم تدخله لإنقاذ الأرواح تحت الأنقاض، مما تسبب بوفاة الآلاف، بما في ذلك موظفي الصليب الأحمر. هذا في حين أبدى اهتماماً ملحوظاً بأسرى الحرب الإسرائيليين. هذا ما يدلل على عدم حياديته، وعلى ازدواجية معاييره وانحيازه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها