الحلبي يطرد هناء عمار.. انتقاماً من تسريب فضائح التزوير

في التفاصيل، وبعد نشر "المدن" إفادة مزورة لطالبة عراقية، حاول أحد المسؤولين السياسيين تمريرها في لجنة المعادلات، بعد عزل الأمينة السابقة، أمل شعبان، فانشغل مدير عام التربية ووزير التربية بالتسريب لا بقضية التزوير (!). وبدأ الموظفون يتلقون تهديدات للضغط عليهم والإفشاء باسم الشخص الذي سرب الوثيقة.

مكافحة التسريب لا التزوير؟!
انشغلت الوزارة في هذه القضية، وقضايا مماثلة سابقاً على قاعدة أن التزوير مسموح والتسريب يعاقب عليه القانون، وليس العكس. وكأن ليس دور الإعلام فضح هذه الأمور للرأي العام.
ورغم أن صورة الوثيقة المزورة وصلت إلى عشرات الأشخاص في دائرة المعادلات وخارجها لحظة اكتشافها، قرر الوزير الاستغناء عن خدمات عمار، المنتمية لتيار المستقبل، على قاعدة استضعاف السنّة الحاصل مؤخراً، تقول مصادر تيار المستقبل.

وعمار متعاقدة منذ ثلاث سنوات في أمانة السر، براتب لا يصل إلى تسعة ملايين بالشهر، على حساب صندوق تعويضات التعليم الثانوي. أما المسؤولية التي تشغلها فمتدنية جداً. فهي مجرد متعاقدة في قسم تسليم المعادلات للطلاب. لكن ذنبها أنها متحمسة لتيار المستقبل، الذي تنتمي إليه، وهالها ما حصل مع أمل شعبان. وعندما انفضح أمر الوثيقة المزورة قالت أمام أمينة السر الجديدة والموظفين في المكتب: "شفتوا ليش طارت أمل شعبان؟ لأنها كانت عم تلقط التزوير". وفهم من كلامها أنها تدافع عن شعبان، وتعتبر أن الأخيرة تعرضت لمكيدة لعزلها وتمرير إفادات مزورة.

استضعاف السنّة والمستقبل 
تهمة عمار أنها سربت وثيقة مزورة فضحها الإعلام، رغم أن الوثيقة وصلت إلى هواتف عشرات الموظفين، ولم يعرف من الشخص المسرب. وتقول المصادر: قرار الاستغناء عن خدماتها لم يشر إلى أي شيء. ومن المستغرب أن يتم الاستغناء عن خدمات متعاقدة رغم أن الدائرة بحاجة للمزيد من المتعاقدين كي يتم إنجاز آلاف المعاملات للطلاب العراقيين. ولم يشفع لها أنها المعيل الوحيد لعائلتها. فزوجها مريض بالسرطان وهي من يعيله في الوقت الحالي. وبعيداً من هذه الظروف الإنسانية، يعلم الوزير أن عشرات الوثائق والقرارات تسرب يومياً من وزارة التربية، وبعضها يصل إلى مؤثرين على وسائل التواصل. ليس هذا فحسب، بل يتم تقصّد هذا التسريب. وتسأل المصادر: وعلى فرض أن عمار هي من سرب، هل التسريب تهمة بينما التزوير تصرف يستدعي التكتم عليه؟
مصادر في المكتب السياسي لتيار المستقبل اعتبرت أن إنهاء خدمات عمار يأتي في سياق الاشتباك الحاصل مع الحزب التقدمي الاشتراكي، على خلفية عزل أمل شعبان. فرغم الوساطات التي حصلت مؤخراً للحفاظ على العلاقات التاريخية بين الحزبين، ما زالت بعض الأصوات في الاشتراكي تعتبر أن الفرصة مؤاتية للتخلص نهائياً من "المستقبل". هذا رغم أن "المستقبل" لم ينافس ولم يأخذ أي منصب من درب الاشتراكي. لكن استضعاف السنّة مستمر في الآونة الأخيرة، على قاعدة أن تيار المستقبل انتهى ورئيسه لن يعود إلى لبنان.
هذه الحادثة تضاف إلى حوادث مماثلة حصلت سابقاً في وزارة التربية. فمرافقو مدير عام التربية أوسعوا المتعاقد علي الغول ضرباً بتهمة تسريب معلومات ووثائق في وقت سابق. وتمت جرجرته إلى فروع الأجهزة الأمنية للاعتراف بالتسريب. وكأن مشكلة وزارة التربية هي التسريب وليس الفساد الذي يسُرّب عنه.
أما الوزير الحلبي نفسه، فقد أصدر قراراً بطرد الأستاذة المتعاقدة نسرين شاهين لأنها تصرح إلى الإعلام عن قضايا الفساد بالتربية.