الجمعة 2024/02/02

آخر تحديث: 00:27 (بيروت)

عشرات اللبنانيين عالقون في غزة:الدولة عاجزة عن إنقاذهم

الجمعة 2024/02/02
عشرات اللبنانيين عالقون في غزة:الدولة عاجزة عن إنقاذهم
السلطات اللبنانية تواجه الكثير من الصعوبات لحل هذه القضية (Getty)
increase حجم الخط decrease

فجأة اكتشفنا أن هناك جالية لبنانيّة في قطاع غزة. أكثر من ثلاثة أشهر ولا أحد على دراية أن هناك لبنانيين يستنجدون بالدولة اللبنانيّة للتدخل ومساعدتهم في الخروج من غزة، بعد شهور من تشتت العائلات ووسط محاولات مستمرة ويائسة في الهرب والتفتيش عن أماكن آمنة.  

النساء وعائلاتهن
السيدة خديجة محمد رضا (59 عامًا) هي واحدة من النساء اللبنانيّات العالقات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اللواتي ناشدن الدولة اللبنانية منذ أسابيع لمساعدتهن في الخروج مع عائلاتهن والتوجه نحو مصر، هربًا من القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول العام 2023.

وفي المعلومات التي حصلت عليها "المدن"، فإن عشرات النساء اللبنانيات تواصلن مع السفارة اللبنانية في مصر منذ أسابيع طويلة، لمطالبتها بالتدخل الفوري وتأمين الحماية الكاملة لعائلاتهن ومساعدتهن في الخروج من غزة نحو مصر، مرورًا بمعبر رفح، هربًا من الموت. لكن لم يتم الموافقة على أي من هذه المطالب بعد.

والسيدة خديجة، لبنانية متزوجة من الفلسطيني زهير أبوراس، وأم لأربعة أولاد، وتقيم في قطاع غزة منذ العام 1995 مع عائلتها، وتزور لبنان بشكل متقطع، ومع اشتداد وتيرة القصف الإسرائيلي على غزة، تعرّض منزلها في شارع المخابرات (شمالي غزة) للقصف الإسرائيلي، وبعد فترة دُمّر منزل العائلة الثاني في حي تل الهوى، فانتقلوا إلى مدينة رفح التي تحولت إلى مدينة خيام للنازحين، وأقاموا في خيمة برفقة أحفاد العائلة، لعدم قدرتهم على المكوث في أي مكان آخر.

وضع مأساوي!
وفي حديثٍ خاص مع الشاب محمد أبوراس، وهو ابن السيدة خديجة رضا، يقطن حاليًا في بلجيكا، أكد لـ"المدن" بإن عائلته تعيش في ظروف مأساوية وصعبة جدًا داخل الخيمة، ووالده مصاب بمرض السكري وبحاجة لعلاج ومتابعة. أما والدته فتعاني من أمراض عصبية. وتواصلوا عدة مرات مع السفارة اللبنانية في مصر لمساعدتهم في الخروج من مدينة رفح، ولكن جميع المناشدات والمحاولات باءت بالفشل. فالسفارة اللبنانية في مصر شرحت لهم أن المشكلة الأساسية تنحصر في الجانب المصري الذي يتوجب عليه الموافقة على مرورهم بمعبر رفح وهذا ما لم يُحقّق بعد.

أرقام غير دقيقة
ويمكن القول أن العائلات باتت شبه محاصرة في مدينة رفح، لأنها عاجزة عن الخروج، وللمفارقة فقد نجحت الجالية التونسية في الخروج من رفح بعد مناشدتها للدولة التونسية. كما لفت محمد أبوراس إلى أن "بعض الأشخاص خرجوا من مدينة رفح بعد دفعهم مبالغ مالية مرتفعة وصلت إلى حد الـ10 آلاف دولار أميركي".

والمعلوم أن الأعداد غير رسمية حتى الساعة، هي ليست دقيقة، غير أن أحد موظفي السفارة اللبنانية في مصر شرح لإحدى العائلات اللبنانيات بأن عدد الطلبات "اللبنانية" التي قُدمت داخل السفارة تجاوزت الـ300 ملف.

من جهتها، لم تنف المصادر الدبلوماسية الرفيعة في حديثها لـ"المدن" وقائع هذه القضية. إذ أكدت بأن الجانب اللبناني يتابع هذا الملف منذ فترة طويلة، ويحاول إخراج العائلات، وتم التواصل مع الأمن العام للحصول على تفاصيل إضافية وإيجاد الحلول السريعة. لكنها شددت على أن السلطات اللبنانية تواجه الكثير من الصعوبات لحل هذا الملف، ومن أبرز العراقيل هي "رفض" ومنع الجانب الإسرائيلي خروج العائلات اللبنانيات من مدينة رفح، إضافة إلى مشاكل أخرى في المستندات التي تملكها هذه العائلات. كما أن عددًا منهم لا يملك المستندات المطلوبة لتتمكن الدولة اللبنانية من مساعدتهم ومتابعة قضيتهم.

كما أوضح المصدر بأن عدد الأفراد لا يتجاوز الـ50 لبنانيًا، ونفى كل ما يتم التداول به حول وجود أكثر من 300 لبناني في غزة.  

على أي حال، الجالية اللبنانية في غزة بحاجة ملحة اليوم إلى مساعدة جهود الدولة اللبنانية لإخراجها وحمايتها من شبح الموت الذي يلاحق أي مقيم في غزة، فهل ستنجح الدولة اللبنانية في حمايتهم؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها