السبت 2023/09/16

آخر تحديث: 15:12 (بيروت)

موسم الحرائق في عكار لم ينته:الغابات وأشجارها المعمّرة مهددة

السبت 2023/09/16
موسم الحرائق في عكار لم ينته:الغابات وأشجارها المعمّرة مهددة
خسائر عكار في ثروتها الحرجية هذه السنة وصلت حتى اليوم إلى نحو 255 هكتاراً (المدن)
increase حجم الخط decrease

لم يكن من السهل السيطرة على الحريق الذي اندلع أمس الجمعة في الأحراج الفاصلة بين بلدتي قبعيت وحرار في جرد عكار، وامتدّ بسرعة ملامسًا المنازل القريبة وخلّف بعض الجرحى وحالات الإختناق، لولا العناية الإلهية وتضافر كل الجهود التي أدت، في النهاية، إلى إخماده بعد ساعات من اندلاعه.

الحريق المذكور وبحسب شهود عيان أكدوا لـ"المدن" أنه "أثار رعباً كبيراً في نفوس الأهالي والتهم مساحات واسعة من الأشجار الحرجية والموسمية كأشجار الزيتون في تلك المنطقة، وسط تخوّف من استمراره لوقت أطول وأيام إضافية، ما يذكّر بحريق آخر اندلع قبل نحو السنتين في المنطقة نفسها وقضى على 105 هكتارات من الأشجار، وكذلك بحريق جبل أكروم الذي امتدّ لأيام عدة وأتى على مساحات واسعة من الثروة الحرجية والشجرية في غابات عكار وطبيعتها".

خسائر بقطاع النحل:
وتتميز المنطقة التي طالها حريق الأمس بتربية أقفار النحل وإنتاج العسل، وبحسب المعلومات من فريق "درب عكار" فقد أتى الحريق على مساحة تقدّر ب 24 هكتاراً من أحراج المنطقة، بالإضافة إلى عشرات أقفار النحل تم القضاء عليها، وهي مواسم يعتمد عليها الأهالي ومزارعو المنطقة.

يشار إلى أن ثروة عكار الحرجية اليوم في تآكل وانحسار، إما بسبب الحرائق التي كثُرت هذا الصيف وبشكل شبه يومي، وإما بفعل آلة القطع العشوائي للأشجار التي يملكها تجار الحطب ويقومون بقطع الأشجار المعمّرة من السنديان واللزاب والشوح والعزر والصنوبر البري وفي جميع المناطق والقرى من دون استثناء.

وبحسب فريق "درب عكار" المتابع لهذا الشأن فإن خسائر عكار في ثروتها الحرجية هذه السنة قد وصلت إلى تاريخه لحدود 255 هكتاراً وخلفت ضحية بشرية واحدة ، يقابلها حوالي 80 هكتاراً العام الماضي، وحوالى 240 هكتاراً في عام 2021 فتكون خسائر هذه السنة هي الأسوأ منذ العام 2021، حيث قضى حريق أمس على مساحات من أشجار الصنوبر البروتي والسنديان. وفي مؤشر خطير جداً بدأت الحرائق تطال غابات الأرز والشوح واللزاب بشكل كبير هذه السنة.

حريق أمس استدعى تدخّل طوافات الجيش اللبناني بعد النداءات المتكررة لفاعليات المنطقة وأهاليها منعاً لتمدده نحو المنازل القريبة. وفي كل مرة يحصل فيها حريق في عكار أو أي منطقة أخرى، يعود إلى الواجهة موضوع تجهيز الدفاع المدني والفرق العاملة على الأرض في مجال الإطفاء بالعديد والعدّة، ناهيك عن ضرورة تجهيز الجيش اللبناني بالطوافات المعدّة لإطفاء الحرائق أسوة بباقي البلدان.

كما يطرح تجدد الحرائق ضرورة تفعيل جهاز الأحراج التابع لوزارة الزراعة والموجود في عكار بمراكز عدة وكذلك تفعيل العقوبات القضائية الرادعة لمنع ظواهر قطع الأشجار وظواهر الحرائق المفتعلة لاسيما في السنوات الثلاث الأخيرة من قِبل تجار الحطب والفحم، والمتنقلة في العديد من مناطق وقرى عكار. 

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها