الإثنين 2023/05/15

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

طلاب طرابلس بلا تعليم وأساتذتها بلا مال: المدينة المظلومة

الإثنين 2023/05/15
طلاب طرابلس بلا تعليم وأساتذتها بلا مال: المدينة المظلومة
لن تلجأ وزارة التربية إلى خيار تأجيل الامتحانات بطرابلس وتنظيم دورة استثنائية لطلابها (المدن)
increase حجم الخط decrease
ثمة وساطات لإطلاق العملية التعليمية في أكبر ثلاث ثانويات في طرابلس (اندريه نحاس والحدادين للبنات، والقبة الأولى) التي ما زالت مقفلة أمام الطلاب منذ مطلع العام الحالي، إضافة إلى ثانوية جورج صراف، حيث التعليم جزئي. فقد تزايدت ضغوط الأهالي في هذه الثانويات التي تضم نحو ألفي طالب، منهم نحو 400 طالب في صف الشهادة الرسمية، بعد تحديد موعد امتحانات نهاية العام الدراسي في الخامس من حزيران المقبل. وقد توصلت الوساطات مع الأساتذة الممتنعين في طرابلس إلى ترك الخيار لمن يعلّم في هذه الثانويات للعودة إلى الصفوف. هذا إضافة إلى تأمين وزارة التربية متعاقدين بغية، إنهاء العام الدراسي ومنح الطلاب علامات نهاية السنة، ليرفعوا إلى الصفوف الأعلى. بيد أن المشكلة تكمن في عدم تعلم غالبية طلاب طرابلس، بسبب امتناع غالبية الأستاذة عن التعليم سابقاً، وبقاء أكثر من مئتي أستاذ ومعلمة على موقفهم، لناحية عدم العودة إلى الصفوف قبل تحقيق مطالب تحسين شروط عيشهم.

فضيحة تربوية بطرابلس
الحل الحالي يقضي بعودة الطلاب لمنحهم العلامات تمهيداً لترفيعهم العام المقبل. لكن الفضيحة التربوية التي ترتكبها وزارة التربية في عاصمة الشمال، أنه لم يتبق من العام الدراسي إلا أسبوعين. وهي مدة غير كافية حتى لمرور الأساتذة على ما تعلمه الطلاب في الفصل الأول قبل الانتقال إلى شرح دروس الفصل الثاني. أي أنها عودة شكلية لترفيع الطلاب من ناحية، والمضي بإجراء الامتحانات الرسمية لصفوف الشهادات.
وكانت مديرية التعليم الثانوي في وزارة التربية استدعت مدراء الثانويات في طرابلس للتحقيق معهم، ومعرفة السبب الذي يحول دون فتح الثانويات أبوابها لتعليم الطلاب يوم الجمعة الفائتة. كما لو أن أسباب امتناع الهيئات التعليمية غير معروفة لوزارة التربية، تقول مصادرة مطلعة على اللقاء الذي حصل بين المديرين ومدير التعليم الثانوي خالد الفايد. وتضيف المصادر أن المديرين استشفوا أن وزارة التربية أجّلت مرحلة تسطير عقوبات بحق الأساتذة الممتنعين إلى موعد لاحق. فقد تبين أن هناك ضغوطاً من مسؤولين كبار في الوزارة لمعاقبة كل الأساتذة الذين امتنعوا عن التعليم، وحسم أيام من أساس رواتبهم (الحسم من أساس الراتب الذي بات أقل من ثلاثين دولاراً). إذ يوجد ملف يضم أسماء نحو 4 آلاف أستاذ كانوا ممتنعين عن التعليم في شهر آذار، وملف آخر يضم نحو ألفي أستاذ ممتنعين في نيسان، وملف آخر يضم نحو 550 أستاذاً ممتنعين في أيار. لكن الفايد ما زال يؤخر رفع هذه الملفات إلى مدير عام التربية عماد الأشقر ومكتب وزير التربية عباس الحلبي، للمضي بالعقوبات، وذلك لعدم حصول انتفاضة جديدة في آخر أسبوعين من العام الدراسي.

دورة استثنائية لطلاب طرابلس
في ظل هذه الأزمة التي تعيشها مدينة طرابلس طرحت أفكار لعدم إجراء الامتحانات الرسمية للطلاب على مستوى مدينة طرابلس في شهر تموز المقبل، وتأجيلها، لمنح الطلاب المزيد من الوقت كي يتسنى لهم إنهاء المواد المطلوبة للامتحانات الرسمية. وقد سرت شائعات عن إمكانية تنظيم وزارة التربية دورة امتحانات استثنائية خاصة بطرابلس بعد استكمال تعليم الطلاب. فعودة التعليم إلى الثانويات الثلاث المقفلة غداً الثلاثاء غير كافية للطلاب، خصوصاً أنه لم يعد أمامهم إلا أسبوعين من العام الدراسي. لكن مصادر مطلعة أن هذه الأفكار لم تطرح بشكل جدي في وزارة التربية ولها تداعيات سلبية كثيرة. كما أن اللجوء إلى هذا الخيار قد يفتح إشكاليات مناطقية أخرى لا سيما في الجنوب والبقاع، هذا فضلاً عن فتح الباب لحصول إشكاليات مع المدارس الخاصة في طرابلس.

مدينة رئيس الحكومة متروكة للجمعيات
الكارثة التربوية التي يعيشها طلاب التعليم الرسمي، هذا العام تحديداً، تجسدت في مدينة. الكارثة عامة في لبنان، لكن طرابلس فضحت عدم تحرك وزارة التربية لحل الأزمة، وعدم اكتراثها لتعلم طلاب المدارس الرسمية، يقول أساتذة طرابلسيون لـ"المدن". ويشرح الأساتذة أن وزارة التربية غائبة عن المدينة، حيث استبدل التعليم النظامي، بدورات تقوية تقوم بها جمعية ليزر، التي حصلت على دعم مالي من دولة الإمارات. فمشكلة طلاب المدينة ليست في وجود ثلاث ثانويات مقفلة، بل أن جميع الطلاب في الثانويات الرسمية الـ11 المتبقية، سيتوجهون للامتحانات بعد حصولهم على دورات تقوية، تقوم بها "الجمعية" في الثانويات الرسمية، وليس تعليماً نظامياً يشمل جميع المراحل. وجل ما بدر هو إعادة افتتاح الثانويات المقفلة لأسبوعين ومنح الطلاب علامات الترفيع.

ويضيف الأساتذة، أنه بخلاف باقي المناطق المحيطة، لم يقم أي مسؤول في طرابلس بمبادرة لدعم الثانويات لعودة التعليم إليها. فليس بعيدا من طرابلس عاد التعليم إلى مدارس قضاء زغرتا منذ أكثر من شهر ونصف الشهر بعد قيام متمولين بدعم الثانويات وتقديم مساعدة للأساتذة بمبالغ وصلت إلى 300 دولار بالشهر. أما في طرابلس، حيث رئيس الحكومة نجيب الميقاتي يملك سلسلة مؤسسات تربوية، ورغم كثرة المتمولين، فترك الطلاب للجمعيات، وللتعليم الجزئي للاستعداد للامتحانات. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها