سامي الحسن نقيبًا لمحامي الشمال: "أهدي فوزي للشيخ سعد"!

في أجواء كانت مفعمة بالحماسة والتنافس الشديد والترقب، خاض محامو طرابلس والشمال، اليوم الأحد، معركة انتخاب نقيب وعضو للنقابة، وتوجت المحامي سامي الحسن نقيبًا للمحامين، في نتيجة كانت متوقعة في هذه الدورة، حيث تنافس محامون مسلمون على منصب النقيب التزامًا بعُرف المداورة بين المسلمين والمسيحيين (راجع المدن)  

وعقب فوزه وهو يتوسط جموع المحامين، قال النقيب الحسن في حديث لـ"المدن": "أهدي فوزي للشيخ سعد الحريري ولتيار المستقبل الذي حشد لي الأصوات، لكن هذا الاستحقاق نقابي بامتياز، وفوزي نتيجة لبرنامج متقدم وضعته ويعول عليه مئات المحامون"، ويعتبر بأن أصوات المستقلين قلبت الكفة لصالحه.  

ويؤكد الحسن بأن "التأمين الصحي" هو الأولوية بالتوازي مع الأمان المهني، وأن برنامجه يضع الأولوية لخريطة طريق وخطة من أجل ضمان التوازن بين إيرادات النقابة ونفقاتها، ولتحسين جودة التأمين الصحي الذي يعد هاجس المحامين.  

كيف فاز النقيب الجديد؟  
ومثلما كان واضحًا، انحصرت المعركة النقابية شمالًا بين المرشحين: الحسن المدعوم من تحالف تياري المستقبل والمردة وحزب القوات والجماعة الإسلامية، إضافة إلى دعم عدد من النقباء السابقين والمستقلين. مقابل المرشح صفوان مصطفى الذي يحظى بدعم النائبين فيصل كرامي وأشرف ريفي والتيار الوطني الحر.  

وجاءت نتيجة الدورة الأولى متقاربة بين المرشحين الحسن ومصطفى، حيث نال الأول 618 صوتًا والثاني 525 صوتًا، ما استدعى الدخول في دورة ثانية حصرت المعركة بينهما بعد كان بين ستة مرشحين لمنصب نقيب. لكن المفاجئ، كان بإعلان مصطفى الانسحاب من المعركة، علمًا أن عددًا كبيرًا من تقديرات المحامين كانت ترجح أن تحمل الدورة مفاجأة ما، نظرًا لاحتمال تبعثر الأصوات المتبقية بين المرشحين المتنافسين.  

وحسب ما قال عدد من المحامين داخل النقابة لـ"المدن"، فإن مصطفى استقصى الوضع وجس نبض المحامين، فقرر سريعًا الانسحاب، "كي لا يضيع وقت المحامين، ولأن فوزه كان صعبًا للغاية"، على حد قول أحد المحامين.  

وغصت نقابة المحامين بحضور المقترعين من ساعات الصباح الأولى، وطغت أجواء المعركة السياسية في حشد الأصوات، وكان جليًا حضور تيار المستقبل بين المحامين، ويعد النائب سمير الجسر أبرز عرابيه في النقابة.  

في حين، يقول بعض خصوم المستقبل داخل النقابة بأن التيار لم يعد لديه سوى هذه المساحة الضيقة لإثبات نفوذه ووجوده الذي اختفى من الحياة السياسية، لا سيما أن النقيب الحسن الحالي، هو في الأساس عضو في تيار المستقبل. لكن ما تميز به، هو قدرته على استقطاب أصوات المستقلين. كما وجد كثيرون أن فوز الحسن هو بمثابة مداورة مع تيار المردة، الذي فاز قبل عامين بمنصب النقيبة القوال.  

وكانت صناديق الاقتراع أقفلت عند الساعة الثانية بعد الظهر، وبعد تطابق الاصوات يدويًا والكترونيًا، وأعلنت النقيبة السابقة ماري تراز القوال نتائج الدورة الأولى للانتخابات، وفاز أيضًا ابراهيم حرفوش كعضو مسيحي لمجلس النقابة بنيله 466 صوتًا.  

في هذا الوقت، يواصل النقيب الحسن تلقي المباركات من المحامين ومن أطراف سياسية داعمة له.  

وفي حديث لـ"المدن" على هامش إعلان النتيجة، يقول المحامي عبد الله زيادة، بأن المعركة داخل نقابة الشمال كانت متكافئة على مستوى الدعم السياسي. ويقول: "نحن محامون كنا جزءا من النتيجة، اتفقنا مع النقيب الحسن على خريطة طريق، حيث كان لديه مشروع انتخابي واضح، أهم سمة له، هو التركيز على الأمن الصحي والمهني للمحامين والشفافية المالية".