الثلاثاء 2023/01/31

آخر تحديث: 15:58 (بيروت)

إضراب أساتذة التعليم الخاص الأربعاء: دولارات المدارس ومحنة الأهل

الثلاثاء 2023/01/31
إضراب أساتذة التعليم الخاص الأربعاء: دولارات المدارس ومحنة الأهل
المدارس الكاثوليكية أعطت الحرية لإدارات مدارسها لتقرر ما تراه مناسباً (المدن)
increase حجم الخط decrease
وسط توقعات تشير بأن الإضراب سيعم أكثر من ثمانين بالمئة من المدارس الخاصة في لبنان، يعتبر الإضراب الذي دعت إليه نقابة المعلمين ومدى نجاحه، مؤشراً لما قد يتعرض له القطاع الخاص من أزمات في المرحلة المقبلة. فالمدارس التي ترفض تحسين رواتب الأساتذة، رغم فرضها مبالغ بالدولار على أهالي الطلاب، ستحاول فرض زيادات على الأقساط، فيما أهالي الطلاب سيعودون إلى التصعيد المعتاد.

الملتزمة بالإضراب وغير الملتزمة
على مستوى المدارس التي ستلتزم بالإضراب، أعلنت مدارس المبرات والمقاصد ومدارس البعثات الفرنسية (عبد القادر والليسيه الكبرى وغيرها) ومعظم المدارس الكاثوليكية ومدارس الراهبات والحكمة، التزامها بقرار نقابة المعلمين، وأبلغت أهالي الطلاب بأنها غداً الأربعاء ستقفل أبوابها، وتعود وتستأنف الدروس يوم الخميس.
في المقابل، لن تلتزم مدارس الإنجيلية بالإضراب، وتركت الحرية لإدارات مدارسها في اتخاذ القرار المناسب. فقد أعطت أساتذتها أكثر مما تطالب به النقابة، كما يؤكد أمين عام المدارس الإنجيلية نبيل الأسطه، لـ"المدن"، مشيراً إلى أن أهالي الطلاب تجاوبوا منذ البداية مع إدارات المدارس ودفعوا مبالغ بالدولار. وانعكس الأمر على رواتب الأساتذة. 
وهذا حال المدرسة الدولية (IC) وبعض الليسيات مثل ليسيه دي زار وغيرها، والمدارس الألمانية، التي حصّلت أقساطاً مرتفعة بالدولار النقدي مطلع العام الدراسي.
أما المدارس الكاثوليكية فقد أعطت الحرية لإدارات مدارسها لتقرر ما تراه مناسباً، وكانت النتيجة التزام غالبية المدارس بالإضراب، باستثناء العديد من المدارس الأنطونية. أما بعض المدارس في الأطراف المنضوية ضمن تجمع اتحاد المدارس الخاصة، فأعلنت رفضها الإضراب الذي دعت إليه نقابة المعلمين، رغم أن المبالغ التي تدفعها للأساتذة بالدولار لا تذكر.

صرخة الأساتذة
الإضراب التحذيري غداً الأربعاء بمثابة تجربة مصغرة عن نحاج أو فشل إمكانية ذهاب نقابة المعلمين إلى إضراب المفتوح في القطاع الخاص، في حال قررت النقابة التصعيد في وجه إدارات المدارس التي ترفض مضاعفة رواتب المعلمين فيها. فبخلاف روابط المعلمين في القطاع الرسمي، الذي يلزم المدارس كلها بالإضراب، ليس كل أساتذة المدارس الخاصة منضوين في نقابة المعلمين، وسطوة الإدارات عليهم أكبر من أن تفرض النقابة الإضراب في مدارسها.
وتعليقاً على عدم التزام بعض المدارس بالإضراب قال نقيب المعلمين نعمه محفوض: "أتريدون للمعلم أن يموت في الصف أمام طلابه لأنه غير قادر على شراء الدواء؟ أتريدون للمعلم أن يأتي مشياً إلى المدرسة لأنه غير قادر على شراء البنزين؟ أتريدون للمتقاعد أن يموت في بيته لأنه غير قادر على زيارة الطبيب الذي أفنى العمر في تعليمه؟ ألا تكفي العتمة في قلوبنا؟ تريدوننا أن نبيت في بيوتنا على العتمة لأننا غير قادرين على دفع فاتورة الكهرباء؟ مجموعة مدارس سبقتنا الى الإضراب في جبيل لأن المعلمين غير قادرين على الاستمرار! أتظنون أن 4 أو 5 مدارس كبرى في جبل لبنان وبيروت تمثل كل لبنان؟! طبعاً لا".

رفع الأقساط
استمرار تعنت المدارس في عدم رفع رواتب الأساتذة، سيفضي إلى شلل في القطاع الخاص، مع استثناء في العديد من المدارس الكبيرة التي تقاضت أقساطاً مرتفعة بالدولار النقدي. هذا فيما غالبية المدارس ستعود وتفرض رفع المبالغ بالدولار أو بالليرة اللبنانية على الأهل، بذريعة دعم المعلمين، كما حصل مع بداية العام الحالي.
وقد بدأت مدارس عدة بتنفيذ هذا الأمر وطلبت من أهالي الطلاب تحصيل مبالغ إضافية بالدولار. فإلى المدارس التي سبق وذكرت بعض أسمائها "المدن"، صدر عن مدراء مدارس إقليم الخروب تعميم إلى أهالي الطلاب طلبوا زيادة المبلغ المطلوب بالدولار من أجل تغطية الكلفة التشغيلية ودعم صندوق المدرسة. وقد طلبت ثانوية برجا الحديثة خمسين دولاراً إضافياً على التلميذ الواحد من أجل إتمام العام الدراسي. وكذلك طالبت ثانوية رفيق الحريري في صيدا خمسين دولاراً إضافياً على الخمسمئة دولار الأولى، وأبلغت الأهالي أنها ستخصصها لرفع بدل النقل للهيئة التعليمية والإدارية والعمال. أما مدرسة يسوع ومريم الربوة فقد رفع الأقساط بالليرة اللبنانية 10 بالمئة على الزيادات السابقة متذرعة بأنها منحت زيادات على بدل النقل وأجور العاملين الخاضعين لقانون العمل في السنة الفائتة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها