ودعا الوزير الحلبي أفراد الهيئة التعليمية في دوامي قبل الظهر وبعد الظهر وجميع العاملين في الثانويات والمدارس الرسمية، إلى العودة إلى التعليم صباح غد الخميس في 26/1/2023، ومتابعة البرامج المقررة للعام الدراسي الحالي، حفاظاً على المدرسة الرسمية، وحرصاً على عدم ضياع عام دراسي على تلامذتنا، مشدداً على أن الاستمرار في إقفال المدارس سيمنع اليونيسف من تحويل الأموال بالدولار إلى صناديق المدارس، مما سيحول دون دفع الإنتاجية.
العودة إلى نقطة الصفر
لم تمض ساعات على المؤتمر الصحافي لروابط المعلمين اليوم الأربعاء، والذي دعوا فيه الأساتذة إلى مواصلة الإضراب، حتى أتى إعلان الحلبي المستغرب. فهب الأساتذة وانهالوا على الحلبي بالانتقادات أكثر بكثير من تلك التي سيقت بحقه منذ نحو أسبوعين.
مصادر الهيئة الإدارية لرابطة الثانوي أكدت أن الأعضاء كلهم سيرفضون هذا المقترح "المهين"، وقد استبقى ممثل حزب الله في الهيئة الإدارية حيدر إسماعيل الجميع وأبلغ الأعضاء على مجموعة الواتساب الخاصة بهم رفضه هذا المقترح. ما يعني أن المقترح أعاد الأمور إلى نقطة الصفر مع الحلبي وآلية التفاوض للعودة إلى التعليم.
وأكد أكثر من عضو في الهيئة لـ"المدن"، أن ما يقوم به الحلبي بات مستغرباً. ففي المرات السابقة قيل إنه لم يع مدى الإهانة التي سيشعر بها الأساتذة قبل اقتراح الدولارات الخمسة، واعتذر وتراجع. لكن يستحيل أنه لا يعي مدى مساوئ الاقتراح الجديد على الأساتذة، الذين يخوضون معركة الحفاظ على كراماتهم. وبالتالي، مهما كان منصب المسؤول الذي نصحه بإعلان هذا المقترح، بات على الحلبي إسكاته، والإنصات لصوت الأساتذة الموجوعين.
الأشقر ويرق
سارع الأساتذة بعد إعلان الحلبي إلى تقريش المئة دولار على الأشهر الثلاثة. فالمئة دولار مقسومة على تسعين يوماً تساوي دولاراً واحداً في اليوم. وبالتالي "كان الأجدى بالحلبي المضي بدولاراته الخمسة السابقة ويبحث عن أساتذة غيرهم يقبلون التعليم بهكذا مبلغ"، قالوا على وسائل التواصل الاجتماعي.
مصادر مطلعة في وزارة التربية، أكدت أن الأشقر هو من قرر مع الحلبي هذه الأمور ومن دون استشارة روابط المعلمين. وترحم أحد أعضاء الروابط على أيام المدير العام السابق فادي يرق، الذي كان لبقاً في التعامل مع الروابط ويدوّر الزوايا، بينما الأشقر القادم من مصلحة التعليم الخاص لا يبالي بمصير العام الدراسي في التعليم الرسمي. غير ذلك كان عليه عدم إخراج عجز وزارة التربية عن تأمين الحوافز بهذه الطريقة المذلة، وتحديداً في هذه اللحظة التي يعيش فيها البلد غلياناً بسبب ارتفاع سعر صرف الدولا.
وتضيف المصادر أن روابط المعلمين سترفض رسمياً هذا المقترح، مرغمين تحت ضغط الأساتذة الذين انتفضوا على وسائل التواصل الاجتماعي، رافضين الإهانات المتكررة التي يرتكبها الحلبي. علماً أن الأخير بات يتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراته طالما أنه قرر عدم الاستماع إلى روابط المعلمين والاكتفاء بمشورة المدير العام، الذي لا يحسن الإدارة كسلفه يرق.
وتتهم مصادر الروابط ومسؤولين في وزارة التربية الأشقر ومسؤولاً آخر بتوريط الحلبي بهذه المقترحات المهينة للأساتذة. فقد كان حرياً به انتظار جلسة مجلس الوزراء، ومعرفة ما يمكن دفعه كبدل نقل للأساتذة وتحديد سعر صرف خاص بهم، قبل الإعلان عن التسعين دولاراً للأشهر المتبقية. أما دفعة المئة دولار فكان حرياً به منحها للأساتذة كإكرامية وليس القول إنها بدلاً عن الأشهر الفائتة، خصوصاً أنهم ينتظرون تنفيذ وعده بمنحهم 130 دولاراً شهرياً عن تسعة أشهر.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها