السبت 2021/06/05

آخر تحديث: 18:07 (بيروت)

الفقر والتبشير بقاعاً: نزاع الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية إلى العلن

السبت 2021/06/05
الفقر والتبشير بقاعاً: نزاع الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية إلى العلن
تعميد أشخاص وتوزيع مساعدات في بلدات بقاعية استنفر الأساقفة (الوكالة الوطنية)
increase حجم الخط decrease

لم تنجح مساعي حل الخلافات بين أساقفة زحلة والبقاع لمطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك، والكنيسة الإنجيلية المعمدانية في زحلة. فالأساقفة غير راضين على ما تقوم به الكنيسة الإنجيلية: تلقينها سر المعمودية لمؤمنين في المنطقة، وتقديمها مساعدات للأهالي.

أساقفة الصواب
ووصل الأمر بالأساقفة إلى عقدهم اجتماعاً طارئاً في مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك، يوم السبت في 5 حزيران، حضره الأساقفة: عصام يوحنا درويش وجوزيف معوض وأنطونيوس الصوري وبولس سفر وأمين سر المجلس الأرشمندريت إيلي بو شعيا. وبعد تداولهم بنود جدول الأعمال، أصدر المجتمعون بيانا قالوا فيه: "يستغرب الآباء الأساقفة ظهور جماعات غريبة في نطاق أبرشياتهم، من دون حق كنسي أو مدني. ويستنكرون عمل هذه الجماعات التي تقتنص أبناء الأبرشيات، مستهدفة إقناعهم بأن الحقيقة هي عندها، بدءاً بانتهاك سر المعمودية الواحدة لمغفرة الخطايا. ويطلب المجتمعون من كهنة الرعايا ومن أبنائهم المؤمنين، الانتباه إلى عدم الانجرار وراء من يدعون التبشير بطرق ملتوية، مستخدمين الحاجات المادية لفئة لا بأس بها من أبنائنا".

للوهلة يظن القارئ أن البيان يشير إلى فرقة دينية من الهراطقة، تنتهك سر المعمودية، ما يستدعي تنبيه الرعايا من "الانجرار ورائها". لكن معلومات "المدن" تبين أن المقصود هي كنيسة المعلقة الإنجيلية المعمدانية. وهي كنيسة معترف بها من الدولة اللبنانية، ولها تاريخ في المنطقة. والمساعدات التي تقدمها تساهم في انتشال أبناء المنطقة من العوز الحالي في ظل الانهيار الذي يعيشه لبنان. وبالتالي تستغرب المصادر صدور مثل هذا البيان، من دون تسمية الجهة المقصودة، ما يوهم القارئ أن المقصود هي فرقة من الهراطقة.

صراع على الرعايا
وبدأ الخلاف عندما أقدم القيمون على الكنيسة الإنجيلية على تعميد نحو 15 شخصاً في زحلة، ونحو عشرة أشخاص في رياق. ثم ارتفع العدد كثيراً مؤخراً، وفق المصادر. لكن هذا لا يستدعي من الأساقفة الاجتماع وإصدار هذا البيان، كما تقول مصادر دينية لـ "المدن".

العمل كان سائراً لتقريب وجهات النظر بين الجماعتين الدينيتين في المنطقة، وعدم إخراج خلاف البيت الداخلي إلى العلن. ويبدو أن هناك من لا يريد وضع حد للخلافات. فقد كان يتوجب معالجة هذه الأمور بين الكنائس المشرقية، وليس في الإعلام. ويجب أن يتدخل مجمع كنائس الشرق الأوسط الذي تتبع له الكنائس كلها، لأن إيصال الأمور الإعلام يزيد الشرخ حول هذه الأمور الكنسية، كما تقول مصادر متابعة في المنطقة.

وتضيف المصادر: هذه الخلافات تعيدنا ألف عام إلى الوراء بما يشبه الانقسام السابق على عيد الفصح، والذي لم يجدوا له حلاً. ويبدو من الصعب إيجاد حلول حول مسألة المعمودية. وأوضحت أن الأساقفة الكاثوليك خافوا من أن تنفلت الأمور، وتستقطب الكنيسة الإنجيلية المزيد من المؤمنين، فيما الأجدى تقريب وجهات النظر، وحل الخلافات داخل البيت الكنسي.

ويبدو أن الأساقفة يتذرعون بوجود قوانين لبنانية تمنع التبشير، وبتعدد الكنائس الإنجيلية، وعدم وجود مرجع واحد لها، وخصوصاً أن الشيع فيها كثيرة. لكن ما يميز هذه الكنائس التبشيرية أن أوضاعها المادية جيدة جداً، وتستقطب الدولار الطازج، ما يمكنها من استقطاب المزيد من الرعايا في ظل الظروف الحالية في لبنان. وهذا لا يبرر للأساقفة إصدار هذا البيان، على حد قول أحد رجال الدين.

ويقول: عندما لا يتمكن الأب من مساعدة ابنه، ويلجأ الابن إلى جاره، على الأب عدم لوم الابن. فكيف إذا كان الجار يقوم بعمل خير ينقذ جيرانه من العوز والفاقة؟ وسبق للتبشيريين في زحلة أن ساعدوا عائلات كثيرة في عاصمة البقاع بمنح تعليمية تكفلت بجعل الممنوحين من خيرة الرجال. لذا على الأساقفة التواضع ومساعدة رعيتهم، وعدم لوم الآخرين القادرين على مساعدتهم في هذه الحال المزرية التي أصابت أهالي المناطق البقاعية في لقمة عيشهم.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها