الثلاثاء 2021/05/11

آخر تحديث: 17:30 (بيروت)

"صوملة" لبنان:صفوف الشهادة بعد الأعياد والامتحانات الرسمية للأغنياء

الثلاثاء 2021/05/11
"صوملة" لبنان:صفوف الشهادة بعد الأعياد والامتحانات الرسمية للأغنياء
سيتعلم كل طالب أسبوعين ونصف أسبوع حضورياً وهي مدة لن تكفي حتى لبعض الكفايات (المدن)
increase حجم الخط decrease
لم يفض الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه روابط المعلمين إلى أي قرار بشأن العودة للتعليم الحضوري. بل دعت روابط الأساتذة والمعلّمين والمتقاعدين، في التعليم الثانوي والأساسي والمهني والتقني الرسمي، الأساتذة والمعلمين والمتقاعدين في القطاع الرسمي، القيام بسلسلة من التحركات والمشاركة في الاعتصام المركزي أمام وزارة التربية، يوم الأربعاء في 19 أيار.

مصادر رابطة أساتذة التعليم الثانوي أكدت لـ"المدن" أنها عازمة على انهاء العام الدراسي في غضون شهر حزيران، للذهاب إلى الامتحانات الرسمية لصفوف شهادة الثانوي. فلا يجوز المماطلة وحرمان الطلاب منها. وسيصدر عن الرابطة بيان، قريباً، في هذا الشأن، تعلن فيه العودة للتعليم الحضوري بعد عيد الفطر، ولغاية النصف الثاني من شهر حزيران. وسترى مع مدراء الثانويات مدى حاجتها لتعليم الطلاب لإنهاء العام.

أسابيع لا تكفي الكفايات
عملياً، سيقتصر التعليم الحضوري على نحو خمسة أسابيع في الثانويات التي لم يتمكن كل طلابها من التعليم عن بعد. أما المدارس التي نجحت جزئياً، وفي حال تعذر حضور الأساتذة، فستستمر بالتعليم عن بعد. ووفق التقسيم المعتمد في التعليم المدمج، الذي يقسم الطلاب إلى فئتين، سيتعلم كل طالب أسبوعين ونصف أسبوع حضورياً. أي أنها لن تكون مدة كافية حتى لتلقين الطلاب بعض الكفايات. فخلال هذا العام تعلم جزء بسيط من صفوف شهادة الثانوي عن بعد، ولا يمكن لهذه الأسابيع الحضورية أن تكون كافية لهم، والغالبية العظمى من الطلاب تحتاج للتعلم الحضوري لأكثر من شهرين كي تصبح حاضرة للامتحانات الرسمية، وفق ما أكد أساتذة لـ"المدن". 

الامتحانات للأغنياء
النقابات المعارضة تستمر بعقد اجتماعاتها لاتخاذ الموقف النهائي. وفي حال قررت الرابطة العودة للتعليم الحضوري، سيكون التوجه هو لدعوة الأساتذة لعدم الذهاب إلى الصفوف، لغياب الأمان الصحي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي لكل الأساتذة. 

واعتبر النقابي حسن مظلوم أن الأسابيع الخمسة للتعليم الحضوري ليست كافية إلا للتحضير لـ"السكوب" الإعلامي لوزير التربية، لانجازه الامتحانات الرسمية لصفوف الثانوي. فالواقع على الأرض هو أن التعليم في لبنان هذه السنة كان لبعض العائلات المقتدرة، التي سيخوض أبناؤها الامتحانات، على حساب كل طلاب لبنان. أو بشكل أوضح: امتحانات رسمية لبعض الأغنياء على حساب كل اللبنانيين الذين باتوا فقراء.

ضرب الشهادة الرسمية
وأضاف أن السياسات التربوية الكارثية التي اتبعت هذا العام جعلت من التعليم في لبنان لفئة قليلة من المجتمع، وحرم الغالبية العظمى من الطلاب من العلم. حتى في أغلبية المدارس الخاصة، التي لم تكن مجهزة للتعليم عن بعد، حرم طلابها من العلم، فكيف بالمدراس الرسمية؟ يسأل مظلوم مجيباً أن الامتحانات الرسمية بهذه الطريقة ستكون مخصصة لنحو خمسين مدرسة خاصة في لبنان فقط. 

قد يخضع بعض الأساتذة، تحت ضغط وتهديد المدراء والتفتيش التربوي، ويذهبون إلى الصفوف، لكن كل مجريات هذا العام الدراسي توصل إلى استنتاج وحيد، هو أن أكثر من 70 في المئة من طلاب لبنان غير مهيئين للامتحانات الرسمية. وهذا ضرب للشهادة في الصميم. وتثبت أيضاً أن هذا العام الدراسي كان فاشلاً منذ بدايته، لكن الوزارة مضت في ارتكابتها ولم تنصت لأحد، كما قال مظلوم.  

صوملة لبنان
وكانت الروابط اعتبرت في بيان صدر بعد الاجتماع أن لبنان بات "على أبواب صوملة في ظل الضائقة المالية والغلاء الفاحش، وفقدان السلع وطوابير السيارات أمام محطات البنزين". ونعت سياسة الدعم التي جعلت التجار يلجأون لاحتكار وتهريب السلع. أما فكرة رفع الدعم فستطال السلع الأساسية والاستعاضة عنها بالبطاقة "التمويلية التي لن تكفي ثمن البنزين للموظف إذا ما تجاوزت الصفيحة الـ140 الف ليرة. هذا إذا كان محسوب حساب الموظفين بالبطاقة".

وأكدت أنها طالبت مرارًا وتكرارًا بتصحيحٍ للرواتب والمعاشات، واقترحت أن تكون على سعر منصة مصرف لبنان (3900) ليرة. ولفتت إلى أنها لن تقبل الدوس على كرامة الأساتذة ببطاقة إعاشة، وأخذ الشعب اللبناني رهينة مصالح وطموحات السياسيين. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها