الأربعاء 2021/04/14

آخر تحديث: 15:24 (بيروت)

"فايزر" تلقح السوريين مجاناً.. وحجب بياناتهم عن "الأمن العام"

الأربعاء 2021/04/14
"فايزر" تلقح السوريين مجاناً.. وحجب بياناتهم عن "الأمن العام"
يتردد الفلسطينيون والسوريون في تسجيل أسمائهم على المنصّة (علي لمع)
increase حجم الخط decrease
هل قدمت شركة فايزر 600 ألف لقاح للنازحين السوريين، كما قال وزير الصحة، حمد حسن، في إطلالة متلفزة؟ أو بمعنى أدق: هل خصّت فايرز النازحين بلقاحات مجانية وسلمتها لوزارة الصحة العامة؟ ولماذا ما زال عدد النازحين الذين تلقوا اللقاحات غير مرئي؟ 

تفاصيل التسجيل
بلغ عدد النازحين السوريين المسجّلين على المنصة نحو 21 ألف سوري، وبنسبة 1.9 في المئة، من أصل نحو مليون و160 ألف مسجّل في لبنان. وتلقى النازحون السوريون أقل من ألفي جرعة لقاح، بين أولى وثانية، إلى حد الساعة، في وقت بلغ عدد الجرعات الكلية المنفذة أكثر من 310 آلاف جرعة. وهذا الضعف في تسجيل السوريين ينطبق على اللاجئين الفلسطينيين، الذين بلغ عدد المسجلين بينهم نحو 23 ألف شخص، تلقى جزء منهم 5 آلاف جرعة، بين أولى وثانية. 

وتفصيلاً، تلقى نحو 390 عامل سوري في القطاع الصحي اللقاح. ووفق الفئة العمرية التي تفوق 75 عاماً، تلقى 413 سورياً اللقاح. وفي الفئة العمرية فوق 65 عاماً، 113 شخصاً أخذوا اللقاح. وفي الفئة العمرية بين 55 و64 عاماً، مع أمراض مزمنة، فقط 15 شخصاً تلقوا اللقاح، من أصل 5 آلاف جرعة. في الفئة العمرية عينها، لكن من دون أمراض مزمنة، تلقى 120 سورياً اللقاح، من أصل نحو 15 ألف جرعة. وفي الفئة العمرية بين 16 و55 عاماً، مع أمراض مزمنة، فقط نحو 39 شخصاً تلقوا اللقاح، من أصل نحو 8 آلاف جرعة.

مجاني أم غير مجاني؟
مصادر وزارة الصحة نفت لـ"المدن" أن تكون شركة فايزر قد قدمت لقاحات مجانية خاصة بالنازحين السوريين. بل منحت فايزر لبنان سعراً خاصاً منخفضاً عن باقي الدول بسبب وجود نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين، كمساهمة منها لتلقيحهم، ومساعدة لبنان في هذا الشأن. فعندما اشترى لبنان مليونين ومئة ألف جرعة من فايزر، خفضت الشركة السعر للأسباب الآنفة الذكر. لكن عدد الجرعات التي أعلن عنها الوزير غير كافية إلا لتلقيح 300 ألف نازح. وهذا لا يكفي أساساً لتلقيح الجميع. فالوزارة تخطط لتلقيح جميع النازحين السوريين، وإلّا لا يمكن السيطرة على الوباء بتاتاً. ولبنان اشترى هذه اللقاحات بقرض من البنك الدولي، الذي اشترط هو والمنظمات الدولية أن يشمل التلقيح جميع النازحين واللاجئين أسوة باللبنانيين. 

وأكدت المصادر أن مشكلة النازحين السوريين شبيهة بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين في القرى والبلدات النائية، أي ضعف الإقبال على التسجيل على المنصة، لتلقي اللقاح وفق الأوليات الموضوعة في الخطة الوطنية. فأغلب المسجلين على المنصة هم من منطقتي جبل لبنان وبيروت. بينما سكان الأطراف إما غير متحمسين لتلقي اللقاح، أو يجهلون كيفية التسجيل، أو يواجهون مشاكل تقنية في التسجيل متعلقة بشبكة الانترنت وانقطاع الكهرباء، أو مشاكل في المنصة. وهي المشكلة عينها التي يعاني منها النازحون السوريون والفلسطينيون.

لا ثقة بمصير البيانات
مصادر المنظمات الأممية أكدت لـ"المدن" أن شركة فايزر قدمت تلك الكمية، التي أعلن عنها الوزير، منذ نحو شهر ونصف، مجاناً للسوريين. لكن مشكلتهم ليس في توفر اللقاحات بل في عدم اقبالهم على التسجيل، سواء لخوفهم من وصول بياناتهم الشخصية للأمن العام واستغلالها في مضايقتهم أمنياً أو قانونياً، أو بسبب خوفهم من اللقاحات نفسها، أسوة بكثير من اللبنانيين. فرغم كل التطمينات التي وصلتهم بأن بيانات المنصة لا تطلع عليها إلا وزارة الصحة، ما زالوا يترددون بالتسجيل. هذا فضلاً عن أنهم لا يعرفون حقوقهم الموازية للبنانيين في حقهم باللقاح، والذي يسري أيضاً على اللاجئين الفلسطينيين. هذا، في وقت لا توجد حملات إعلامية وتوعوية تشرح لهم هذا الأمر لتشجيعهم. 

وأوضحت المصادر أن نحو 85 في المئة من النازحين بلا إقامات شرعية في لبنان. وهذا يدفعهم إلى عدم التسجيل على المنصة، لأنهم يريدون ضمانات بأن تبقى بياناتهم طي الكتمان. لذا، ربما يصار إلى تخصيص خانة خاصة بهم على المنصة، كي يتم تسجيلهم من دون إبراز وثائق ثبوتية، أو يتم حجب بياناتهم الشخصية. وهذا سيجعلهم يثقون بعدم إقدام أي جهاز أمني على ملاحقتهم.   

حلول في الصيف
من ناحيتها لفتت مصادر وزارة الصحة إلى أن الوزارة دعت البلديات والجمعيات الأهلية لمساعدة سكان القرى في التسجيل. وكذلك، دعت المنظمات الدولية المعنية باللاجئين السوريين العمل على مساعدتهم في التسجيل، كي يحصلوا على اللقاح. 

وأكدت أن الوزارة تدعو وتشجع على التسجيل. لكن لا ترى مشكلة في بطء التسجيل الحالي نظراً للكميات القليلة التي تصل تباعاً. وبما أن شهري أيار وحزيران سيشهدان قدوم دفعات كبيرة من اللقاحات، ستنتقل الوزارة إلى الخطة البديلة في التلقيح، أي استخدام العيادة المتنقلة. وهذه ستحل مشكلة ضعف الإقبال على التسجيل، عبر تلقيح السكان مباشرة في أماكن إقامتهم في القرى أو المخيمات، وتسجيل أسمائهم ميدانياً. 

وأوضحت المصادر أنه في شهر تموز تنتهي مرحلة تلقيح جميع المسجلين على المنصة. وفي حال لم يتسجل أعداد كبيرة من الأشخاص، ستحل العيادات المتنقلة بين القرى ومخيمات النازحين هذه المشكلة.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها