الثلاثاء 2021/03/02

آخر تحديث: 14:00 (بيروت)

تلوث شواطئ الجنوب بالقطران الإسرائيلي يمتدّ إلى عدلون

الثلاثاء 2021/03/02
تلوث شواطئ الجنوب بالقطران الإسرائيلي يمتدّ إلى عدلون
الكارثة أصابت محمية المنصوري في صور (المدن)
increase حجم الخط decrease
أدى التسرب النفطي من إحدى السفن في إسرائيل، منذ نحو أسبوعين، إلى تلوث الشاطئ اللبناني من منطقة الناقورة وصولاً إلى شاطئ عدلون في قضاء الزهراني، بمادة القطران، أو ما يعرف بـ"الزفت" في اللغة الدارجة. ولم يقتصر الضرر على تلوث الشواطئ الرملية والمحميات الطبيعية، بل أيضاً المناطق الصخرية، حيث يصعب إزالة الضرر من دون الحصول على تقنيات متطورة وعمال مهرة، في وقت يعاني البلد من أزمة مالية خانقة. 

جلسة نيابية
بعد رفع المجلس الوطني للبحوث العلمية تقريره يوم أمس، إلى رئيس الحكومة حسان دياب، عن واقع التلوث في المنطقة، ستعقد لجنة البيئة النيابية اجتماعاً استثنائياً الخميس المقبل، للبحث بمخاطر هذا التلوّث البيئي. لكن في الأثناء بدأت الجمعيات البيئية في المنطقة بحملات تطوع لرفع الضرر عن الشاطئ. لكنها بحاجة لمواكبة رسمية من السلطات.

وكان المجلس الوطني للبحوث العلمية، أجرى مسحاً للتلوّث وأخذ عيّنات ودرسها وأعدّ تقريراً، بطلب من رئيس الحكومة ووزارة البيئة. وتبين أن التلوث وصل ليطال شاطئ عدلون، وفق ما أكد رئيس المجلس، معين حمزة لـ"المدن". 

كتل قطران
وأكد حمزة أن التلوث وقع نتيجة انتشار كتل من مادة القطران ناتجة عن مواد نفطية وصلت إلى جنوب لبنان. وهي تغطي الشاطئ من الناقورة مروراً بصور، وتتناقص تدريجياً وصولاً إلى منطقة عدلون. 

وحذر من أن مخاطر هذا التلوث كبيرة جداً، لأن الرمال بدأت بتغطية كتل القطران التي كانت منتشرة على الشاطئ، بسبب موج البحر. وهذا يؤدي إلى صعوبة الكشف عليها لرفع ضررها، وتصبح عملية تنظيف الشاطئ معقدة أكثر.  

وأكد أن الأثر السلبي على الشاطئ مرتفع جداً. وهناك حاجة ماسة من رئيس الحكومة ووزير البيئة مساعدة اتحاد بلديات صور وبلديات الزهراني لرفع الضرر. ويجب الإسراع قبل أن يطمر الرمل كتل القطران بشكل كبير ويصبح العمل عليها أصعب. 

محمية صور
كما أكد حمزة أن الضرر طال محمية شاطئ صور الطبيعية، بشكل كبير، شارحاً أنه المنطقة مغطاة بالقطران على عمق نحو خمس سنتيمترات. وكلما تأخر الوقت في إزالتها كلما غطتها الرمال بشكل أكبر، ويصبح من الصعب التعرف عليها إلا في فصل الصيف عندما ترتفع درجات الحرارة. حينها تظهر بعد دوس رواد الشواطئ للرمال. هذا فضلاً عن ضررها على المياه الجوفية والبيئة الطبيعية. 

لا خطر على الثروة السمكية
وعن الوقت اللازم لرفع الضرر، أوضح حمزة أنه لا يوجد تقديرات بعد. فالمسألة متعلقة بكثافة هذه الكتل التي غطتها الرمل. فعلى سبيل المثال، عملت جمعية بيئة في منطقة المنصوري من خلال متطوعين على تنظيف مئتي متر طوال يوم الأحد الفائت، وانتشلوا 400 كيلو قطران من تلك البقعة الصغيرة. وهذه عينة عن حجم الضرر وكميات القطران التي وصلت إلى الشواطئ. 

ولفت إلى أن عملية رفع الضرر عن الشاطئ سهلة المنال، في حال توفر العمال والمتطوعين. لكن رفع الضرر عن المنطقة الصخرية ليس سهلاً. بل يحتاج إلى تقنيات متخصصة جداً، خصوصاً أن تلك المناطق تعتبر من المحميات الطبيعية، ويمنع استخدام المواد الكيميائية والبيولوجية في عملية تنظيف الصخور.  

في المقابل طمأن من أن الكشف الذي أجروه على مياه البحر أثبت عدم بقاء الكتل النفطية فيه. وهذا سيجنب الضرر عن الثروة السمكية وعمليات الصيد في المنطقة. 

وكانت جمعيات بيئية وبلديات بدأت بحملات تطوع لتنظيف الشاطئ. وقدّمت قيادة القطاع الغربي لقوات "​اليونيفيل​"، هبة إيطاليّة عبارة عن مستلزمات ومعدّات وأدوات وقائيّة لتنظيف أجزاء من شاطئ مدينة صور، على أن تتبعها الإمدادات الأُخرى في الأيّام القليلة المقبلة.

شكوى للأمم المتحدة
واليوم أودعت مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدّة في نيويورك، السفيرة أمل مدللي، تقرير المجلس الوطني للبحوث العلميّة لدى المراجع المعنيّة في الأمم المتحدّة. وكان وزير الخارجيّة والمغتربين، شربل وهبه، وجّه رسالة إلى كلّ من الأمين العام للأمم المتحدّة أنطونيو غوتيريش والمديرة التنفيذيّة لبرنامج الأمم المتحدّة للبيئة إنغر أندرسون، طالباً المساعدة والمؤازرة التقنيّة للبنان. وشدد على ضرورة قيام الأمم المتحدة بتحديد أسباب هذا التسرب، ومن هي الجهة المسؤولة عنه، ليتمكّن لبنان من المطالبة بالتعويض عن الأضرار البيئية الجسيمة التي لحقت به، والتي تعتبر كارثة بيئية لا طاقة له على معالجتها والحد من أضرارها المتمادية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها