الأحد 2020/09/27

آخر تحديث: 15:13 (بيروت)

يونيسف لـ"المدن": أجهزة إلكترونية للطلاب..لكن متى؟

الأحد 2020/09/27
يونيسف لـ"المدن": أجهزة إلكترونية للطلاب..لكن متى؟
طلبت الوزارة 800 كمبيوتر لتصبح جميع الصفوف في المدارس جاهزة للدراسة (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

لأن عودة الطلاب إلى المدارس باتت مستحيلة، كما كان مقرراً في 28 أيلول الجاري، بسبب ارتفاع عدد إصابات كورونا وانتشار الوباء على نطاق واسع، أُجل بدء العام الدراسي حتى 12 تشرين الأول المقبل. لكن التحضيرات للعودة إلى المدراس الرسمية لا تزال غير منجزة: فلا الكتب طبعت، ولا الأجهزة الإلكترونية تأمنت، ولا المدارس المتضررة من انفجار بيروت جُهزت أو جهز بديلاً عنها.

دور اليونيسف
وللوقوف على المساعدات والتحضيرات التي تعمل عليها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أكدت اخصائية التربية والتعليم في المنظمة الدكتورة غنوة عيتاني أن الجهود المبذولة جبارة، لكن من الصعب تحقيق المتطلبات كلها بكبسة زر.

ودور المنظمة الأممية في قطاع التعليم في لبنان أساسي، ليس لناحية تقديم وتنسيق المساعدات، وضمان وصول الخدمات ونوعيتها، بل في مساعدة وزارة التربية لوضع الاستراتيجيات التعليمية، وتنظيم حسن استخدام المساعدات التي تأتي من الجهات المانحة. وهذا فضلاً عن مساهمة اليونيسف في تسديد الأقساط عن طلاب اللبنانيين، وجميع الأطفال من الجنسيات الأخرى في المدارس الرسمية، لضمان مجانية التعليم الأساسي حتى الصفوف المتوسطة.

وعن عودة الطلاب إلى المدراس وتأمين الأجهزة الإلكترونية للتمكن من التعلم عن بعد، أوضحت عيتاني أنه لا يكفي تأمين أجهزة من دون برامج لتصبح جاهزة للاستخدام، إضافة إلى تأمين التيار كهربائي والأنترنت وخبرات الطلاب والأساتذة في استخدام الأجهزة والبرامج. لذا تنسق اليونسف جميع هذه الأمور، ووضعت مع وزارة التربية خطة متكاملة في هذا الشأن للتعلم عن بعد. وتعمل اليونسف على تأمين الرخصة من شركة ميكروسوفت لتصبح الأجهزة صالحة للاستخدام في المدارس. وقد أجرت الوزارة الدراسة وكلفة المشروع، لتسدد اليونسف قيمتها.

في أي طور باتت التحضيرات؟
حول تأمين الأجهزة الإلكترونية أكدت عيتاني أنهم على تنسيق مع وزارة التربية لوضع معايير تأمينها وتوزيعها. فهناك نحو 600 ألف طالب في المدارس الرسمية بين دوامات الصباح وفترة بعد الظهر. وبالتالي من المستحيل تأمين الأجهزة سريعاً. بل يتم العمل على وضع أولويات لاستفادة الطلاب. فطلاب المدارس المتضررة جراء انفجار بيروت لهم الأولوية بالأجهزة للتمكن في التعلم عن بعد، لأنهم يعانون من مشاكل انتقالهم إلى مدارس بديلة عن تلك المتضررة.

وخطة تأمين الأجهزة للجميع وعلى المستوى الوطني تحتاج لسنوات عدة. وقد صُنِفت نوعية المعدات على الحلقات التعليمية. المرحلة الأولى، أي لغاية الصف الثامن، تتطلب نوعية أجهزة وبرامج مختلفة عن المرحلة الثانية. وتعمل يونيسف مع الوزارة ليل نهار. والهدف الحالي تأمين رخص البرامج من شركة ميكروسوفت. وطلبت الوزارة 800 كمبيوتر محمول كي تصبح جميع الصفوف في كل المدارس مجهزة وجاهزة للدراسة، وخصوصاً أن الكتب المدرسية لم تطبع بعد، وهذا يجعل الأساتذة مضطرين لاستخدام الكتب الإلكترونية.

وتعمل اليونيسف على تقوية الأنترنت في المدارس، وإجراء خطة متكاملة لجميع المدارس ومعرفة حاجاتها وفق جحمها وعدد الصفوف والطلاب والتوزع الجغرافي. ويوجد 1200 مدرسة في لبنان جرى تصنيفها وفق حجمها وقدرتها الاستيعابية.

دور المركز التربوي
وكانت اليونسف تؤمن القرطاسية للطلاب لفترة بعد الظهر (للاجئين السوريين)، لكنها هذه السنة بدأت بتقييم الحاجة لمساعدة جميع الطلاب، والبحث في كيفية تأمين مساعدات لطباعة الكتب المدرسية، في ظل الأزمة الاقتصادية. فالحاجة كبيرة جدا في لبنان وتبحث المنظمة في كيفية توزيع الموارد التي بحوزتنها بشكل أفضل، كما أكدت عيتاني.

إلى ذلك ثمة تعاون بين اليونيسف والمركز التربوي لتدريب المعلمين للتعليم عن بعد. ووضعت النماذج التي يسخدمها الأساتذة تمهيدا للتدريب عليها لأنها عملية معقدة وصعبة ولا تغني حتى عن وجود الطلاب في الصفوف مع أساتذتهم.

ووفق عيتاني تقوم الوزارة بمجهود استثنائي، فأمنت الدخول المجاني لسنتين في المدارس الرسمية، ولسنة في المدارس الخاصة، لموارد تعليمية عالمية. لكن هذا يحتاج أيضاً لجعل هذه الموارد متطابقة مع المناهج الوطنية كي تستفيد منها. وبالتالي تنسق اليونيسف كيفية الاستفادة منها.

تحديات كورونا والترميم
وعن تحديات كورونا لفتت إلى أن جميع دول العالم تواجه صعوبات في مواجهة الوباء وكيفية التعليم. وفي لبنان المدارس مقفلة منذ شهر آذار الفائت. وهذا قد يشكل ضغوطاً على الأهل لعودة أبنائهم إلى المدرسة. وفي هذا المجال ساعدت اليونيسف في تطوير البروتكول الصحي، كي تواجه المدارس جائحة كورونا وفق توجيهات منظمة الصحة العالمية. كما أمنت مليون و700 ألف كمامة قماش لتوزيعها على الطلاب والمعلمين وجميع العاملين، وكذلك أجهزة قياس الحرارة لجميع المدارس، إضافة إلى المعقمات والصابون وغيرها.

وعن الدول التي تقدم المساعدات أكدت أن اليونيسف تعمل بالتنسيق مع جميع منظمات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والعالميين. وما زالت الجهات تساعد، مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وألمانيا وغيرها. وقدمت دولة قطر هبة لترميم وإعادة إعمار المدارس التي تضررت جراء انفجار مرفأ بيروت. وقيّمت اليونيسف كل الأضرار وصنفتها، وفق معايير واضحة تمهيدا لترميم جزء منها، وستتكفل اليونيسكو ترميم وإعمار الجزء الأكبر منها.

وتعمل اليونيسف ما في وسعها لسد حاجات لبنان، وفق الأولويات، وعملت على تأمين مساعدات مادية نقدية لثمانين ألف عائلة متضررة من انفجار مرفأ بيروت، داعية المواطنين إلى تحميل الطلب عن موقعها للحصول على المساعدة النقدية الطارئة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها