الثلاثاء 2020/09/22

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

العام الدراسي الجديد سيكون أسوأ من زمن الحرب

الثلاثاء 2020/09/22
العام الدراسي الجديد سيكون أسوأ من زمن الحرب
هل يقرر وزير التربية تأجيل بداية العام الدراسي؟ (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
سيكون لبنان على موعد مع عام دراسي شديد السوء. ليس بسبب انتشار كورونا وارتفاع عدد المصابين والمتوفين به فحسب، بل أيضاً بسبب تجربة التعليم عن بعد، وفشلها فشلاً ذريعاً العام المنصرم. وهذا إضافة إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وبدأ أنين أهالي الطلاب يتصاعد بفعل ارتفاع أسعار القرطاسية الخيالي. 
ورغم تأكيد الأهالي على أن مدارس خاصة كثيرة، تخلت عن إلزامهم شراء القرطاسية من المدرسة، وخففت من قواعد إلزام الطلاب بالهندام المدرسي، ولم ترفع أقساطها، ورغم أن وزارة التربية أمنت القرطاسية لطلاب المدارس الرسمية حتى صفوف المرحلة المتوسطة، فإن الأزمة الصحية التي يعيشها لبنان انعكست توجساً لدى العديد من الأهالي. فهم يتخوفون من وباء كورونا ويفضلون عدم إرسال أبنائهم إلى المدراس من ناحية، ومن ناحية ثانية يتخوفون من ضعف موارد الدولة وتهالكها وعدم وجود بنية تحتية تمكن أولادهم من التعلم عن بعد. وفي كلا الحالتين سيكون العام الدراسي المقبل متقطعاً وشبيهاً بالأعوام الدراسية أثناء الحروب الأهلية (1975 - 1990). 

بين التربية والصحة 
على مستوى انتشار وباء كورونا وقرار تأجيل بدء العام الدراسي، تؤكد مصادر وزارة الصحة أنها لن تتدخل بأي قرار يتخذه وزير التربية. فموقفها وموقف وزيرها بات معلوماً للجميع. وهي عادت وأكدت رأيها الذي صدر عن اللجنة العلمية: ضرورة إقفال البلد، للحد من انتشار الوباء وخفض مستوى سرعة انتشاره. فعلمياً، الوضع العام للوباء خطر، ولا يمكن الركون لأرقام عدد الإصابات الذي صدر يوم أمس الإثنين، لأنها تعود عملياً ليوم الأحد. وكان عدد الفحوص يوازي نصف عددها المعتاد في أيام العمل العادية. ورغم تأكيدها على أنها تتشاور مع وزارة التربية، تشدد وزارة الصحة على إن قرار بدء العام الدراسي كما هو مقرر، أو تأجيله، يعود لوزير التربية.

أما وزير التربية فأكد أن أمام اللبنانيين مرحلة صعبة ومتطلبات متعاظمة لمتابعة العام الدراسي، الذي سوف يتقرر شكل التعلم فيه حسب المؤشر الصحي لكورونا. فإذا كان الانتشار يستوجب التعلم عن بعد، ستسير الوزارة بهذا التوجه. وإذا تحسن الوضع الصحي ستمضي في التعلم المدمج بين الحضوري وعن بعد. وتحضرت لذلك بتأمينها الكتاب المدرسي الإلكتروني المجاني، الذي سيغطي مراحل التعليم العام ما قبل الجامعي كلها، من الروضة حتى الثانوي. 

بدوره أكد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي نزيه جباوي، أنهم أجروا استفتاء في ثانويات كثيرة، لمعرفة رغبة الأهل. وتبين أن جزءًا كبيراً منهم يتخوفون من عودة أبنائهم إلى المدارس في الظرف الحالي، بعد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات. ولن يرسلوا أولادهم إلى المدارس. لذا، ربما يكون من الأفضل إقفال البلد بشكل تام لمدة 15 يوماً، لتخفيف الإصابات، وليصار بعدها إلى بدء العام الدراسي. لكن في الأحوال كلها - يقول جباوي - نحن أمام عام دراسي صعب ولن يكون سليماً، لا على المستوى الصحي ولا على مستوى التعليم عن بعد، ولا على مستوى الأزمة الاقتصادية.  

التعايش مع كورونا
من ناحيته شدد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود على ضرورة التعايش مع وباء كورونا، الذي ربما يستمر في السنوات المقبلة. وأكد أنه مع العودة إلى المدرسة من دون تأخير. وهذا لا يعني التهور. بل إن عودة الطلاب إلى المدارس يجب أن تترافق مع الالتزام الصارم بالخطة التي وضعتها وزارة التربية. وفي حال التزمت المدارس والأهل ستكون العودة آمنة. 

وأضاف: "نعلم جيداً أن كثراً من أهالي الطلاب يتحفّظون على إرسال أولادهم، وجزء منهم يريد التعليم الحضوري، مع اتخاذ تدابير صحية صارمة، كي يتمكنوا من الاستمرار في وظائفهم. لكن في حال تعذرت العودة وتم تأجيل بدء العام الدراسي، سنعتمد التعلم عن بعد. وعلى السلطات المعنية تحسين خدمات الإنترنت والكهرباء. فهذا النوع من التعليم لن يكون سهلاً تقنياً على جزء كبير من الأهل، أو حتى على المدارس والأساتذة ربما. بالتالي يجب التكيف مع الوضع الحالي الذي قد يستمر لفترة طويلة. وعلينا عدم البقاء مكتوفي اليدين". 

التعليم البديل
رئيس لجنة الأهل وأولياء الأمر قحطان ماضي، يعتقد بوجود مشكلات ثلاث تعتري العام الدراسي الحالي. فهناك مشكلة انتشار الوباء وتخوف الأهل من نقل الطلاب العدوى إليهم. وقد بدأت بعض المدارس التي فتحت أبوابها تعاني من هذه المشكلة. وبسبب وباء كورونا، مني التعليم عن بعد العام المنصرم بفشل ذريع. فإلى مشكلة انقطاع الكهرباء والأنترنت، غير المتوفرة للجميع، وتأمين متطلبات هذا التعليم، بات التعليم عن بعد شبه مستحيل لجزء كبير من اللبنانيين، بفعل غلاء الأسعار. وهناك أزمة اقتصادية تنعكس في عدم قدرة الأهل حتى على دفع أقساط المدارس، فكيف بشراء الكتب والقرطاسية والأجهزة الإلكترونية؟ 

ولدى سؤالنا ماضي عما إذا كان يقصد إلغاء العام الدراسي وإبقاء الأولاد بلا علم هذه السنة، أجاب بالنفي، داعياً إلى تشريع التعليم البديل أو التعليم المنزلي لبعض السنوات، لأن هذه الجائحة مستمرة. وبالتالي تستطيع الأحياء السكنية تأمين أماكن آمنة لتعليم الأولاد، وتطبيق إجراءات وقائية. وهذا يوفر على الأهل تكبد أموال طائلة جراء الأقساط، ويجنب الطلاب الاكتظاظ، سواء في صفوف المدرسة أو في بالباصات، ذهاباً وإياباً منها. 

أسوأ الأعوام الدراسية
ما يطرحه ماضي ليس حلاً عملياً في الظروف الحالية، لكنه يشي أن العام الدراسي الذي سيبدأ قريباً سيكون صعباً. إلا إذا قرر وزير التربية تأجيله، كما بات مرجحاً. وقد يكون من أسوأ الأعوام الدراسية التي مرّت على لبنان. 

وأمام تخوف الأهل من عودة أبنائهم إلى المدرسة، وصعوبة بقاء الأولاد في البيوت، ومساوئه نفسياً واقتصادياً على الأهل الموظفين، يندفع البعض إلى القول ممازحاً: "الأفضل يروحوا على المدرسة ويبقوا محجورين فيها، ونحنا منشوفهم أونلاين".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها