السبت 2020/06/13

آخر تحديث: 21:04 (بيروت)

جوع طرابلس وشاحنات الأغذية السورية يطلقان العنف بالتبانة

السبت 2020/06/13
increase حجم الخط decrease

تنقلت المواجهات العنيفة اليوم السبت 13 حزيران في طرابلس، لليوم الثالث على التوالي، بين مجموعة من المتظاهرين وعناصر الجيش اللبناني، من ساحة النور إلى أوتوستراد التبانة. 

مشكلة الشاحنات
لحظة اندلاع المواجهات كانت ظهرًا، أثناء مراقبة مجموعة من المتظاهرين عدداً كبيراً من الشاحنات الضخمة المحملة بالمواد الغذائية في طريقها إلى سوريا. وهي كانت تعبر جسر التبانة باتجاه عكار للتوجه إلى الداخل السوري عبر نقطة العبودية.

في البدء، حاول عشرات المتظاهرين توقيف الشاحنات وإجبارها على تفريغ حمولتها، بعدما تسربت معلومات عن أنّ هذه المواد مهربة من لبنان إلى سوريا. لكن الجيش سرعان ما تدخل لفتح الطريق أمام الشاحنات، ما أدى إلى اندلاع اشكالٍ مع متظاهرين حاولوا مقاومة الجيش، فتوسعت رقعته المواجهات العنيفة ودامت ساعات طويلة.

مواجهات مع الجيش
وفي جولة لـ "المدن" أثناء المواجهات، بدا أوتوستراد التبانة أشبه بساحة معركة ضارية، أحيت مشاهد العنف في سنوات المعارك بين جبل محسن وباب التبانة. والأوتوستراد الذي قُطع من أوله حتّى آخره عند نقطة الملولة، طوّقه الجيش بحواجزه وجنوده لحصر المواجهات في نطاق الأوتوستراد الذي امتلأ بوابلٍ من الحجارة وشظايا قنابل المولوتف والمسيل للدموع والرصاص المطاطي.

مئات الشبان انتشروا على طول مسارب الأوتوستراد المؤدية إلى التبانة، بينما كانت عناصر الجيش تنتشر عند التقاطع الفاصل بين خطيّه، وفي أماكن مختلفة، لمحاولة التصدّي للحجارة التي ترمى عليهم. ومع بلوغ المواجهات ذروتها، واطلاق الجيش للمطاطي والمسيل للدموع، سادت حالة من التوتر والهلع في صفوف أهالي المنطقة الذين انتشروا على الشرفات لمشاهدة المعركة.

في السادسة مساءً، استطاع الجيش إخراج آخر شاحنة احتجزها المتظاهرون على الأوتوستراد، فلاحقهم المتظاهرون، وتطورت المواجهات إلى تضارب بالأيدي بينهم وبين عناصر الجيش الذين ألقوا القبض على عددٍ منهم.

جوع وأغذية سورية
أحد الشباب المشاركين في المعركة عند أوتوستراد التبانة، ويتحفظ عن ذكر اسمه، قال لـ "المدن": "كنا نراقب الشاحنات منذ ليل الجمعة، وقررنا محاصرتها، وكنا ننتظر عبورها صباح السبت. فعبور هذا العدد الكبير من الشاحنات إلى سوريا استفزاز، بينما نحن نموت من الجوع، لنجد أطنان المواد الغذائية تعبر في مناطقنا، وسنترصد كلّ شاحنة تتجه إلى سوريا مهما كلف الثمن".

لاحقًا، تبين أن هذه الشاحنات لم تكن تعبر تهريباً، وقد أصدرت المديرية العامة للجمارك بيانًا توضيحيًا أهم ما جاء فيه أن "هذه الشاحنات نظامية وليس لها علاقة بالتهريب، وتنقل مساعدات من الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي إلى سوريا". وذلك دورياً.

وفي سياقٍ متصل، أوضح مصدر رسمي يُعنى بالشاحنات لـ "المدن" أن عدد الشاحنات الذي كان يعبر من طرابلس نحو العبدوية هو ما بين 50 و60 شاحنة، محملة بالمواد الغذائية من السكر والأرز والطحين وغيرها. وقد جاءت من مرفأ بيروت ترانزيت نحو طرابلس، باتجاه حدود العبودية. وأنّ هذه الشاحنات نظامية مدعومة ببرامج من الأمم المتحدة والصليب الأحمر، وتأتي من الخارج ويجري فرزها في لبنان. و 25  في المئة منها يعبر عبر العبودية و75 في المئة عبر المصنع. وبحسب المعلومات، جرى وضع الشاحنات استثنائيًا في مرفأ طرابلس، بعد تعثّر عبورها، لا سيما بعدما تسربت أخبار تفيد أن متظاهرين في المنية وعكار سيمنعون عبورها.

جرحى الجيش والمحتجين
وأفادت غرفة العمليات في جهاز الطوارئ للجمعية الطبية الاسلامية عن سقوط جرحى من الجيش والمحتجين أثناء معركة أوتستراد التبانة. فسجل - حتى الساعة - إصابة 19 مدنيًا و 4 عسكريين بجروح ورضوض وحالات اختناق. 

في الأثناء، وبينما كانت المواجهات العنيفة تدور عند أوتوستراد التبانة، انطلقت المسيرات الدراجة في المدينة و"ساحة النور"، وانطلقت الدعوات من مجموعات عدة للنزول إلى الشارع هذه الليلة، إذ تبدو طرابلس على موعد مع توتر شديد ميدانيًا.

واحتجاجًا على توقيف الجيش عدداً من الشبان على خليفة اعتراض الشاحنات، قطع عدد من المحتجين ساحة النور بالإطارات المشتعلة ومستودعات النفايات. ثم قطع أوتوستراد الميناء - بيروت وطريق القبة - زغرتا. وهدد المحتجون بمزيد من التصعيد في حال لم يخلَ سبيل الموقوفين الليلة.
وقد بلغت الحصيلة الحصيلة النهائية لمواجهات باب التبانة، بحسب غرفة عمليا جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الاسلامية، إصابة 72 شخصاً بينهم 16 عسكرياً بحالات اختناق وجروح ورضوض عديدة، وقد عمل الجهاز على إسعافهم جميعاً ونقل 13 منهم إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة. أما الموقوفون فبالعشرات. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها