الخميس 2020/04/09

آخر تحديث: 00:00 (بيروت)

"الصحة": عدد الفحوص كافٍ.. وعودة المغتربين تمدِّد حجر اللبنانيين

الخميس 2020/04/09
"الصحة": عدد الفحوص كافٍ.. وعودة المغتربين تمدِّد حجر اللبنانيين
ما زال لبنان في المرحلة الثالثة لانتشار الوباء ولا داعي للمزيد من الفحوص (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
لعل إعلان مستشفى بشري الحكومي عن وجود 24 حالة إيجابية بفيروس كورونا من أصل 54 فحصاً أجري خلال 48 ساعة، يستدعي من وزارة الصحة العامة العمل على رفع عدد الفحوص اليومية، خصوصاً في مناطق الأطراف. فهذا العدد المرتفع من الإصابات بهذا العدد القليل من الفحوص، استدعى تخوف خلية الأزمة من إمكانية وجود انتشار واسع للفيروس في مدينة بشري التي باتت بحاجة لإجراء 800 فحص، لمعرفة مدى انتشار الوباء. 

ورغم اعتبار أطباء الأمراض الجرثومية والمعدية أن عدد الفحوص التي تُجرى في لبنان ما زال قليلاً، ما يؤدي إلى عدم توفر معلومات ومعطيات إحصائية كافية عن وضع الوباء، ومدى انتشاره، تؤكد مصادر وزارة الصحة لـ"المدن" أن عدد الفحوص ووتيرتها اليومية أكثر من كافية للبنان. وليس هناك من حاجة لرفع عدد الفحوص حالياً، كما تقول مصادر الوزارة، وتستند في ذلك إلى تقييمها لحالة انتشار الوباء في لبنان والمرحلة التي هو فيها. وتعتبر أن عدد الفحوص اليومية التي تصل في بعض الأحيان إلى 600 فحص، ليس مقبولاً وكافياً فحسب، بل أن العدد يعتبر جيداً على المستوى العالمي، وأعلى من المطلوب عالمياً.

ترف صحي 
وإذ تؤكد المصادر أن عدد الفحوص الذي يصدر عن الوزارة، يشمل جميع الفحوص التي تجريها مستشفى رفيق الحريري الجامعي والمختبرات المعتمدة، تعتبر أن العدد الحالي للفحوص أكثر من اللازم، وبمثابة ترف صحي لطمأنة بعض المتخوفين. وتسأل: ليأخذ هؤلاء المتخوفون دول مثل إيطاليا أو فرنسا أو أي دولة أخرى، هل تجرى الفحوص لجميع المواطنين، أم لمن يدخلون المستشفى أو يعانون من أعراض كورونا؟ وتضيف المصادر: إذا أجرينا الفحوص بعدد أكبر، ولم يلتزم المواطنون بالحجر المنزلي ماذا سيحصل؟ وتجيب، أن الوباء سينتشر ولن تفيد الفحوص حينها. 

لقد أجرى لبنان أكثر من 10 آلاف فحص إلى حد الساعة، بينما دولة مثل الكويت أجرت 15 ألف فحص فقط، وفق المصادر، مضيفة أن العدد سيرتفع أكثر في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل عودة المغتربين. إذ من المتوقع قدوم نحو 15 ألف مسافر. وهذا يعني إجراء 15 ألف فحص إضافية. 

الحجر المنزلي يكفي 
وفق المصادر، تعتمد الوزارة في عملها، عبر إجراء الفحوص، على مؤشرات علمية معتمدة عالمياً حول تفشي الوباء. ووفق هذه المؤشرات، لبنان ليس بحاجة حتى لأخذ عينات إحصائية لفحصها، ولا لرفع عدد الفحوص في المرحلة الحالية. فكل مرحلة لها إجراءات خاصة بها، سواء لناحية إجراءات الحجر المنزلي أو لناحية عدد الفحوص. ليس هذا وحسب، بل تضيف المصادر أن إجراء الحجر المنزلي للمواطنين يعوض عن القيام بالمزيد من الفحوص، وهدر الأموال على فحص الأشخاص الذين لا يعانون من أعراض. فالحجر المنزلي كافٍ لوحده للتخلص من الوباء، سواء أكان عند الشخص أعراض أم لا.
 
ولفتت المصادر إلى عدم وجود نقص في مستلزمات وآلات الفحص. فثمن هذه الأخيرة ليس مرتفعاً، ويقدر بنحو 120 مليون ليرة لبنانية لكل جهاز، وهي متوفرة بكثرة في السوق اللبناني. ولهذا تم اعتماد بعض المختبرات الجامعية من قبل الوزارة لإجراء الفحوص. 

لبنان يسيطر على الوباء 
وعن تأكيد وزير الصحة حمد حسن العمل على رفع عدد الفحوص لتصل إلى نحو ألف فحص يومياً في المرحلة المقبلة، اعتبرت المصادر أن الوزير كان يقصد أنه في بعض المناطق يوجد تركّز لانتشار للوباء. وهذا يستدعي إجراء المزيد من الفحوص. فلبنان حالياً يعتبر في المرحلة الثالثة لانتشار الوباء، أي أنه ما زال يسيطر عليه، لكن عندما يظهر في منطقة ما حالات كثيرة بشكل مفاجئ، يجب إجراء فحوص شاملة للمنطقة للسيطرة على الوضع فيها. ما ظهر في منطقة بشري يستدعي ذهاب طاقم طبي، لأخذ عينات عشوائية تمثيلية، لمعرفة الإجراء الذي يجب أن يتخذ في المنطقة. أما الوضع الحالي في لبنان فلا يستدعي رفع عدد الفحوص في المرحلة الحالية.
لذا، المطلوب وفق المصادر الالتزام بالحجر المنزلي وإجراء الفحوص لمن لديهم أعراض مرضية. غير ذلك، كل الكلام عن أن عدد الفحوص غير كافٍ إهدار للوقت والجهد. 

تمديد فترة الحجر
وعن المدة التي سيستغرقها الحجر المنزلي في لبنان، قالت المصادر إنه يجب احتساب 14 يوماً من بعد توقف آخر طائرة آتية إلى لبنان. فبعد توقف إجراءات نقل المغتربين يجب تمديد فترة الحجر الصحي لـ14 يوماً إضافياً. فالإجراءات المشددة المعتمدة في نقل المغتربين، لناحية إلزام الحالات المصابة بفترة الحجر، ولناحية عزل الركاب عن بعضهم البعض على متن الطائرة، أو لناحية آلية استقبالهم من قبل فريق وزارة الصحة في المطار، غير كافية وحدها. وعلى ذمة المصادر يجب تمديد الحجر المنزلي في كل لبنان لمدة 14 يوماً بعد إعادة إقفال المطار.   

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها