الثلاثاء 2020/04/21

آخر تحديث: 00:06 (بيروت)

متعافون من كورونا لـ"المدن": التّنمّر والنبذ يوازي ألمهما المرض

الثلاثاء 2020/04/21
متعافون من كورونا لـ"المدن": التّنمّر والنبذ يوازي ألمهما المرض
الترذيل والنبذ الاجتماعيان قد يؤثران في نفسية المريض (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
فرض فيروس كورونا المستجد عزلة على لبنان منذ 18 آذار الماضي. ومع ارتفاع عدد الإصابات متخطياً 672، ارتفع عدد المتعافين إلى أكثر من 94 حالة. هذا الرقم فسحة أمل للبنانيين بالانتصار على هذا الوباء.

وهنا شهادات أشخاص هزموا هذا المرض، ويمنحون الأمل لباقي المصابين.

تغريد صقر
كانت تغريد صقر المصابة الأولى التي سُجلت إصابتها رسميا بفيروس كورونا في لبنان، بتاريخ 21 شباط 2020. وكانت على متن الطائرة الآتية من إيران إلى بيروت.

تقول تغريد أنها فوجئت بالنتيجة الإيجابية للفحص، لأن الأحوال كانت طبيعية في مدينة قم الإيرانية، أثناء زيارتها الدينية.

أمضت تغريد صقر مدة 30 يوماً في الحجر الصحي بمستشفى رفيق الحريري. كان أفراد عائلتها يزورونها ويشاهدونها تباعاً من خلف زجاج عازل. وبعدما تعافت وخرجت من المستشفى، حجرت نفسها 20 يوماً منفردة في منزل، التزاماً منها بإرشادات الطبيب، واستجابة منها لمسؤولية اجتماعية من الضروري احترامها، كي لا تسبب الأذى لأحد. وتقول تغريد: "كانت صعبة مدة مكوثي في المستشفى، وكذلك في الحجر الانفرادي. اشتقت لعائلتي وأولادي. لكن ذلك كان امتحاناً جديداً لي، ونجحت فيه بالصبر".

أشد ما أزعج تغريد أثناء فترة علاجها، حملة التشهير والتنمّر التي تعرضت لها. فقد نُشرت صورة جواز سفرها على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفت بأنها من حمل الفيروس إلى لبنان. وهي تقول: "البعض ينظر لمريض كورونا كأنه مجرم يجب نبذه. وهذا أمر شكل عبئاً عليّ وجرحني. عائلتي بدورها تعرضت للتنمر، رغم أنهم لم يختلطوا معي طوال 50 يوماً على الأقل".

مالك الجردلي
لم تتعرض تغريد صقر وحدها لحملة تنمر. فمالك الجردي قيل عنه بعد إصابته إنه "فيروس متنقل" على ما قال لـ"المدن". ومالك، بناء على تجربته المريرة، أشار إلى ضرورة "عدم المساعدة في نشر أسماء المصابين وصورهم". وهذه دعوة وجهها، هو المتعافي من كورونا في صيدا، عبر صفحته على فايسبوك لأصدقائه وللجميع. وذلك تلافياً للتشهير بالمصابين.

ويقول مالك إنه فور إعلان إصابته انتشرت صوره مع مصابين آخرين في صيدا. وبدأت التعليقات اللاذعة مثل: "أنت فيروس متنقل" أو "أنت عدوى للآخرين". وأضاف: "لكن هذا لم يؤثر علي كثيراً. أما عائلتي فتعرضت للمضايقات والتنمّر، رغم تأكيد عدم إصابتهم بالفيروس". واعتبر أن الترذيل والنبذ الاجتماعيين قد يؤثران في نفسية المريض ومعنوياته. وأحيانا يمنعان المصابين من الإفصاح عن إصابتهم، وعمن خالطوهم واحتكوا بهم.

تأكد مالك من إصابته في 1 نيسان الجاري، بعد عودته من اسطنبول منتصف شهر آذار الماضي، إضافة إلى إصابة أحد أصدقائه. وهو لم يعان من أي عوارض. وهذا ما سهل عليه التزام الحجر في غرفته الخاصة بصيدا.

الروح الإيجابية التي يتمتع بها مالك، ساعدته على تخطي 10 أيام من العزلة. استغل تلك الأيام لإنهاء أعماله عبر الأونلاين. ويقول أن تلك المدة كانت سهلة عليه. فالوقت يمضي ويمر. لكن أبرز مخاوفه هي أن يكون قد نقل العدوى لأهله ورفاقه. وسرعان ما تبددت هذه المخاوف بعد يومين، لدى صدور نتائج سالبة للمخالطين من عائلته. وأضاف مالك: "على الرغم من تعافيّ التزم اليوم الحجر المنزلي، كإجراء وقائي، والتزاماً مني بقرار التعبئة العامّة".

هادي مغنية
من لبنان إلى ساحل العاج خاض المغترب اللبناني هادي مغنية المعركة مع فيروس كورونا وتخطاها. يقول إنه اكتشف إصابته بالفيروس في 12 آذار الماضي، بعدما ظهرت عليه الأعراض المعروفة، من سعال وضيق في التنفس. وسرعان ما عزل نفسه تلقائياً في غرفة خاصة به في منزله.

وقال هادي لـ "المدن" بعد شفائه: "كانت كأنها نزلة برد تعرضت لها. استمرت 15 يوماً. وعزلت نفسي كلياً. وبهذا أنقذت أهلي ومحيطي من التقاط العدوى، مثلما حصل مع والدتي وأختي".

ويعتبر هادي أن تكون لبنانياً مصاباً بكورونا في بلاد الإغتراب، أمر ليس سهلاً أبداً. فعلى الرغم من نيله الرعاية الصحية اللازمة في أبيدجان، تملكه خوف لأيام بسبب بعده عن أهله. وقال: "في تلك الظروف الصعبة، تمنيت أن أكون في لبنان وليس في إفريقيا، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الإصابات في أبيدجان". فالمرء يشعر بالأمان في الملمات حين يكون في بلده، أضاف هادي وختم كلامه: "الأمور تحسنت الآن، نحاول قدر الإمكان أنا وأهلي التزام الحجر المنزلي في أبيدجان".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها