الجمعة 2020/03/27

آخر تحديث: 16:15 (بيروت)

كورونا يحصد ضحية جديدة ويشعل الفتنة بين برّي ودياب

الجمعة 2020/03/27
كورونا يحصد ضحية جديدة ويشعل الفتنة بين برّي ودياب
بلغ عدد الإصابات الجديدة 23 حالة (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
أسوة بالمواطنين اللبنانيين القلقين على مصير أبنائهم في الخارج، بسبب تلكؤ الحكومة عن إعادتهم إلى لبنان، سارعت معظم القوى السياسية إلى مطالبة الحكومة باتخاذ التدابير اللازمة لعودتهم. وكانت لافتة تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري العنيفة بحق الحكومة داعياً إلى عقد جلسة استثنائية للمجلس النيابي، لإعادة النظر بقضية المغتربين اللبنانيين. وانتقد الحكومة قائلاً: "بالأمس وكأن الحكومة قد اخترعت البارود، مع أنها شكلت الشذوذ عن كل دول العالم. فكل هذه الدول تقوم بالبحث عن مواطنيها لإعادتهم إلى بلادهم. أما نحن في لبنان نسينا أن هؤلاء دفعهم إهمال الدولة اصلاً كي يتركوا لبنان، ومع ذلك أغنوها بحبهم ووفائهم وعرق جبينهم وثرواتهم". لكن رئيس الحكومة ​حسان دياب​ وبُعَيد تفقد مستشفى الحريري عاد وأكد أن الإجراءات لا تسمح بإعادتهم وقال: "لا نستطيع إجراء أي استثناء قبل نهاية فترة التعبئة العامة. وهذا الموضوع هو حماية للبنانيين في الخارج وحماية للبلد. وبكل الأحوال نحن ندرس تصور واضح لهم قبل 12 نيسان". 

وفاة جديدة بكورونا
قضية المغتربين طغت على وباء كورونا وضحاياه. فوفق التقرير اليومي لوزارة الصحة عن آخر المستجدات كورونا، تم تسجيل حالة وفاة جديدة لمريض يعاني من أمراض مزمنة في العقد الثامن من العمر في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي. أما عدد الإصابات الجديدة فبلغ 23 حالة ليرتفع عدد المصابين في مستشفى الحريري الجامعي ومختبرات المستشفيات الجامعية المعتمدة، بالإضافة إلى المختبرات الخاصة، إلى 391 حالة.

"وطن عاق بحق المغتربين" 
في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون في دول الاغتراب، بدأت القوى السياسية تثير قضيتهم. وكانت مدار بحث بين وفد من كتلة "الوفاء للمقاومة"، ضم النائبين امين شري وإبراهيم الموسوي، ورئيس الحكومة حسان دياب. وطالب الوفد بإيجاد حل لأزمة الطلاب اللبنانيين في الخارج، وكذلك المغتربين الذين يطالبون بإلحاح بمساعدتهم للعودة الى لبنان، جراء تفشي وباء كورونا.

وأكد دياب أن الحكومة شكلت لجنة وزارية لمتابعة هذا الموضوع، وأنه أوعز إلى السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، عبر وزارة الخارجية، بضرورة اعتبار مساعدتهم أولوية قصوى، ودراسة سبل عودتهم الآمنة إلى لبنان لضمان أولوية عدم زيادة انتشار فيروس كورونا في لبنان ايضاً.
كما عاد دياب وأوضح في ​مؤتمر صحافي​ في ​مستشفى بيروت الحكومي،​ برفقة ​وزير الصحة​ ​حمد حسن،​ أن الحكومة لا تستطيع إجراء أي استثناء قبل نهاية فترة التعبئة العامة لعودة اللبنانيين. 

أما برّي وبعد وصف إجراءات الحكومة بالشذوذ في ما يتعلق بالمغتربين، لأنها لا تعمل على إعادة مواطنيها إلى بلادهم، سأل: "ألم يكفي محاولة تبديد ودائعهم إن لم نقل سرقتها عبر الكابيتال كونترول؟ فهل الآن تجري المحاولة لتبديد جنسياتهم؟ تطلبون منهم تقديم طلبات إلى السفارات؟ هؤلاء لا يريدون جنسية. هم لبنانيون بل هم اللبنانيون. يضاف إلى ذلك، أنهم على استعداد لتحمل كل أعباء عودتهم، سواء كانت مادية أو طبية. وهم يرحبون أن تترافق كل طائرة مع فريق طبي لبناني، يقوم بفحصهم قبل صعودهم إلى الطائرة. وعند العودة يخضعون لإجراءات الوقاية في أماكن هم على استعداد لتأمينها بالاتفاق مع وزارة الصحة".

وختم بري بالقول: "العقوق في اللغة العربية تطلق على الولد الذي يخالف والديه. لكن للأسف لم نجد وطناً عاقاً بحق أبنائه كما حصل ويحصل اليوم عبر الأداء الهمايوني الذي لمسناه أمس من الحكومة، فكفى من وطننا عقوقاً بأبنائه المغتربين. فهم كانوا على الدوام قرش لبنان الأبيض ليومه الأسود. فالأوان قد حان لمبادلتهم بأقل واجباتكم".

موظفو مستشفى الحريري
وكان موظفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي قد نفذوا اعتصاماً أمام المستشفى للمطالبة بحقوقهم، معتبرين أن هذه الخطوة التصعيدية أتت بعدما لمسوا عدم جدية الإدارة والمعنيين في التعاطي مع حقوقهم. ولفتوا إلى المعاناة التي يواجهونها والتضحيات التي يبذلونها في المستشفى في ظل انتشار وباء كورونا، مشيرين إلى أنهم ما زالوا حتى هذه اللحظة لم يتقاضوا كامل مستحقاتهم، مثل سلسلة الرتب والرواتب، والدرجات للمتعاقدين وغيرها من الأمور، أسوة ببقية القطاع العام ومختلف المستشفيات الحكومية. 

وعقب هذا الاعتصام، زار رئيس الحكومة ​حسان دياب​ مستشفى الحريري للاطلاع على الأوضاع فيها، شاكراً الجسم الطبي والممرضين التضحيات التي يبذلونها، مؤكداً لهم أنه وقّع فروقات ​سلسلة الرتب والرواتب​، لافتاً إلى أن جميع العاملين سيقبضون كل رواتبهم وفق الصيغة ​الجديدة​ نهاية الشهر الحالي. 

المساجين الإسلاميين أولى بالعفو العام
على خطى إقرار قانون عفو عام عن السجناء، قطع عدد من أهالي الموقوفين الإسلاميين الطريق أمام سرايا طرابلس، مطالبين بإطلاق سراحهم، ورددوا هتافات تدعو إلى إقرار العفو العام عن السجناء، وسط انتشار لقوى الأمن الداخلي.

من ناحيته غرد الرئيس سعد الحريري عبر تويتر كاتباً "الكورونا ليس باباً للاستنسابية في اتخاذ القرارات القضائية. أمر جيد أن يشمل العفو الذين تنتهي محكوميتهم بعد ستة أشهر لكن الأمر الأهم يتعلق بمصير مئات المساجين الاسلاميين الذين يدفعون ثمن التباطؤ في المحاكمات أو يرزحون تحت قبضة التوقيف الاحتياطي منذ سنوات. هؤلاء أولى بالعفو في زمن الكورونا. سبق ان رفضنا اقتراح قانون للعفو العام يتعامل مع القضية على قاعدة سجناء بسمنة وسجناء بزيت... اليوم هناك وباء لا حدود لمخاطره على حياة المواطنين. والعفو العام بات مطلباً ملحاً يتقدم على الحسابات الضيقة. والكيل بمكاييل سياسية لم تعد مقبولة".

كما تقدمت كتلة المستقبل النيابية باقتراح قانون معجل مكرر بمنح عفو عام عن بعض الجرائم، عملاً بمبدأ الصفح لتعزيز السلم الأهلي، وتجاوز الآثار الناتجة عن صراعات سياسية وعن أزمات ذات طابع اجتماعي أو اقتصادي، وأمام أزمة وباء الكورونا، الذي يهدد المساجين في كل دول العالم، وخصوصاً في لبنان. 

إلى ذلك أثار وفد كتلة حزب الله مع الرئيس دياب موضوع تكدس السجناء واكتظاظ السجون، وخطورة ذلك على صحة السجناء في ظل أزمة كورونا. وتم التداول بموضوع قانون العفو، وقد وعد دياب بأن الحكومة عبر وزارة العدل تقوم بإعداد مشروعي قانون: الأول يقضي بإعفاء السجناء الذين انهوا محكوميتهم من الغرامات لإطلاق سراحهم. والثاني: مشروع قانون الإفراج عن السجناء الذين تبقى من فترة محكوميتهم أقل من سنة. 

تمديد إقفال المطار
أصدر المدير العام للطيران المدني بالتكليف المهندس فادي الحسن، تعميما رقم 2/11، إلى جميع شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي يقضي بتمديد وقف جميع الرحلات الجوية التجارية والخاصة حتى 12 نيسان ضمناً. وطلب منها تمديد وقف جميع الرحلات الجوية التجارية والخاصة من وإلى مطار بيروت حتى يوم الأحد الواقع في 12 نيسان ضمنا". واستثنى الطائرات العسكرية، وطائرات الإسعاف الجوي، الطائرات التي تعبر الأجواء اللبنانية، طائرات الشحن، الطائرات التي تنقل كلا من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان، أفراد المنظمات الدولية، قوات اليونيفيل والأشخاص العاملين لدى الشركات المرتبطة بعمليات الحفر في البلوك رقم 4.

المعدات الطبية
تأسّف رئيس نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، للنقص حاد بالثياب الواقية والأجهزة والمعدات الطبية، التي ما زالت تعاني منها المستشفيات منذ مدة طويلة. وقال إنهم يصرخون منذ 5 أشهر لعدم وجود المستلزمات طبية، بسبب عدم استيرادها. لكن كل طرف يرمي المسؤولية على الآخر.

من ناحيته التقى وزير الصناعة الدكتور عماد حب الله عميد كلية الهندسة في جامعة القديس يوسف الدكتور فادي جعارة ورئيس شركة I Network Automation كسرى صقر، الذي يعمل على انتاج جهاز تحكّم بالتنفّس الاصطناعي. وناقش الحاضرون في طرق تطويره لكي تتناسب وتتلاءم مع حاجة الفرق الطبّية والاستشفائية في المستشفيات، لإنعاش المرضى في غرف العناية المركّزة. وجدّد حب الله التأكيد على استعداد وزارة الصناعة لرعاية واحتضان مشاريع مماثلة، تشكّل قاعدة خلفيّة لتأمين البدائل عن أي نواقص قد تطرأ على معدّات المستشفيات في ظلّ صعوبة الاستيراد من الخارج.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها