الأربعاء 2020/02/26

آخر تحديث: 00:02 (بيروت)

أهالي معتقلي طرابلس: حبس الثوار عار وخيانة

الأربعاء 2020/02/26
أهالي معتقلي طرابلس: حبس الثوار عار وخيانة
نفذت الأجهزة الأمنية سلسلة اعتقالات في طرابلس ضد من تصفهم بالمتورطين بأعمال الشغب (المدن)
increase حجم الخط decrease

يبدو أن تداعيات ليلة 26 تشرين الثاني 2019 في طرابلس لم تنته بعد. ففي تلك الليلة المشؤومة، وقعت إشكالات عنيفة بين عناصر من الجيش اللبناني، وبعض المندسين الذين تسللوا بثوار المدينة، على خلفية إحراق مكتب تابع للتيار الوطني الحرّ في شارع الجميزات، فتحولت ساحة النور ومتفرعاتها إلى ساحة معركة دامية.

وعلى خلفية هذه المعركة، نفذت الأجهزة الأمنية سلسلة اعتقالات في طرابلس، لمشتبه بتورطهم. أمّا "المحرضون" الفعليون لتوريط بعض الشباب بمعارك مع الجيش، فبقوا أحراراً من دون اعتقال أو حتّى ملاحقة، رغم كلّ ما يحوم حولهم من شبهات وعلامات استفهام.

اتهامات قاسية
يوم أمس، اعتصم أهالي هؤلاء المعتقلين من طرابلس أمام المحكمة العسكرية في بيروت، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، بعد مضي ثلاثة أشهر على الحادثة، ورفعوا صور أبنائهم كتبوا عليها "الحرية للثائر فاضل درج" و"الحرية لنور شاهين" وغيرهم، كما هتفوا "أكتب ع حيط الزنزانة حبس الثوار عار وخيانة". من بين هؤلاء، الشابان نور شاهين وفاضل الدرج، وهما في أوائل العشرينات من العمر. الأول، ادعت عليه النيابة العامة العسكريّة، بـ"محاولة قتل عناصر من الجيش"، والثاني ادعت عليه بـ"جناية الخطف" (المادة 569 من قانون العقوبات)، بفعل إغلاق باب مركز حراس المدينة في طرابلس خلال الشغب.

وفي حديث لـ "المدن"، يشير المحامي محمد صبلوح، الذي كلفته نقابة المحامين في طرابلس للدفاع عن المعتقلين، أنّه على خلفية المعركة في تلك الليلة، جرى اعتقال نحو 14 شابًا بادعاء من قاضية التحقيق في المحمكة العسكرية، نجاة أبو شقرا، واحتجزوا في وزارة الدفاع 14 يومًا من دون أيّ خبر عنهم، فادّعى صبلوح مع المحامية غيدا فرنجية، ضدّ الإخفاء القسري لهؤلاء الشباب، وسرعان ما سمحوا لهم بالتواصل مع ذويهم.

تحت التعذيب؟
بقي من بين الشباب المعتقلين كلّ من نور وفاضل، ومعمها الشاب محمد أنور كنعان. تهمة فاضل أنه أغلق الباب على حراس المدينة، وتهمة نور أنه رمى قنبلة مولوتوف على الجيش اللبناني، بجرم "محاولة قتل"، و"معاملة عناصر مجلس النواب بالشدة"، أثناء مشاركته في تظاهرات بيروت، وفق صبلوح.

يستغرب صبلوح تضخيم ملف هؤلاء الشباب قضائيًا لدرجة "جناية" بدل "جنحة"، ويقول: "ملف نور شاهين الذي ينتظر قرار المحكمة، صار في المحكمة العسكرية، وادعت عليه بجناية 549 / 201، وقيل هناك أنه اعترف تحت التعذيب، وقد كسروا ضرسه، وطلبت طبيبًا شرعيًا له، لكن النيابة العامة العسكرية عينت له طبيبة السجن وقالت أنه "صالح للسجن"، ثم عينوا له طبيبًا شرعيًا، وقال أنه ضرسه مكسور نتيجة تسوسه! لكنني سأعرض التقرير على أطباء آخرين حتى تظهر الحقيقة".

مجموعة الزين
في طرابلس، وتحديدًا لدى عددٍ كبير من الجموعات الثائرة، ثمّة شعور أنّ هؤلاء الشباب ذهبوا ضحية توريطهم من مشتبهين وأصحاب أجندات يصرون على ضرب ثورة طرابلس وتشويه صورتها.

أمّا اللافت أثناء الاعتصام الذي نفذه الأهالي أمام المحكمة العسركية، هو أنّ مجموعة من المتظاهرين توجهت إلى مبنى  قناة MTV للاحتجاج والمطالبة بالنقل المباشر لمحاكمة ربيع الزين، ثمّ ما لبثت عناصر أمنية مقنعة قيل أنّها تابعة لأمن الدولة حاصرتهم واعتقلت المدعو أحمد باكيش (أبو عمر)، الذي يعمل مع مجموعة الزين.

في بدايات الثورة، برز اسم باكيش ضمن مجموعة "ثورة المحرومين"، وسعوا مرارًا إلى احتلال المنصة الشهيرة وقاموا بعدة أنشطة وتحركات كانت مشبوهة، كما خاضت معظم المجموعات الفاعلة في ثورة طرابلس معارك ضدهم وقاطعت التعاون معهم نتيجة الشكوك لارتهانهم بأجندات مشغليهم. وفيما سارع مناصرو الزين وباكيش إلى قطع طريق البالما في طرابلس للمطالبة بالافراج عنه، لم تكترث مجموعات كثيرة أخرى لهذا الاعتقال، لاعتباره يندرج ضمن إطار تصفية الحسابات وصراع الأجندات ومشغليهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها