لقاح "فايزر" ضد كورونا: ستة أشهر ويصل إلى لبنان

وأكد حسن أنه نسق مع وزير المال غازي وزني، و"تم تأمين المراسلات الضرورية لتحويل الدفعة الأولى من كلفة اللقاح، بعدما كان تواصل قبل أسبوعين مع الشركة لحجز كمية من اللقاح لـ15 في المئة من اللبنانيين. ولو لم يحصل ذلك لكان لبنان أضاع هذه الفرصة".

دبيبو: معطيات جيدة
ووفق رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية ببيروت البروفسور غسان دبيبو، ما زلت المعلومات المتوفرة عن اللقاح تصل مجتزأة، ولم ينشر أي تقرير مفصل يشرح كل النتائج التي توصلت إليها الدراسة.

أما المعطيات التي نشرت عن اللقاح فجيدة. خصوصاً أنها أتت من طريق هيئات مستقلة، أي من باحثين لم يشاركوا في الدراسات. فالبروتوكول المعتمد في كبرى شركات تصنيع الأدوية مع مؤسسات الأبحاث التي تتعاون معها، يقضي بتكليف هيئة مستقلة لإعداد تقرير عن اللقاح أو الدواء، قبل تقدم الشركة المصنعة للحصول على الترخيص اللازم. ودور الهيئة المستقلة هو تزويد الشركة المصنعة بتقرير حول النتائج التي توصلت إليها. أي أنه تقرير غير متحيز عن للقاح، وأهميته تكمن في عدم إخفاء معطيات أو التلاعب بالنتائج أو إبراز نتائج معينة.

وأضاف دبيبو أن ما وصلهم من معطيات ونتائج عن تقرير اللجنة كان جيداً. فعينة الدراسة كبيرة لأنها ضمت نحو 38 ألف متطوع لتجريب اللقاح. وتم تحليل نتائج نحو 160 شخص منهم أصيبوا بكورونا حتى الساعة. وأظهرت النتائج أن نسبة الأشخاص الذين التقطوا العدوى بعد أخذ اللقاح كانت أقل بنحو 90 في المئة عن الأشخاص الذين أخذوا اللقاح وهمياً (بلاتشيبو). لكن ما زلنا نحصل على هذه المعطيات بشكل مجتزأ لأن المعطيات عن الدراسات تصل إلى الشركات المصنعة والمستثمرين، لطمأنتهم على استثماراتهم في هذا اللقاح، قبل نشرها للباحثين والعاملين في هذا الشأن.

في انتظار شهرين
لكن الملفت، وفق دبيبو، أن تقنية اللقاح تستخدم للمرة الأولى، وهي "RNA". إذ لم يسبق أن وضعت لقاحات بهذه التقنية. وفاعليته التي أعلن عنها أمر مفاجئ للباحثين. كما أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA طلبت كحد أدنى شهرين كفترة أمان للقاح، بينما المعتمد عادة بين الباحثين كحد أدنى، ستة أشهر فترة أمان لعدم حصول أي رد فعل في الجسم. لكن علينا انتظار نشر الدراسات، لمعرفة نتائج الدراسة التفصيلية ومدى فاعلية اللقاح ودرجة الأمان فيه، للحكم عليه. إنما المعطيات المتوفرة حتى الآن جيدة.

وفي أميركا أعلن معهد الصحة الوطنية الأميركية أنه يتوقع توزيع اللقاح على الأميركيين آخر هذه السنة. لكن يستبعد دبيبو أن يصل اللقاح إلى لبنان قبل ستة أشهر، في حال اعتماده.

ألمانيان من أصل تركي
في انتظار بت هذا اللقاح، الممول من شركة الأدوية الأميركية العملاقة (فايزر)، يبقى الفضل في التوصل إلى اللقاح للشركة الألمانية "بيونتيك"، التي أسسها الزوجان والطبيبان أوغور شاهين وأوزليم توريتشي. وهما من أبناء مهاجرين، جاءا من خلفيات متواضعة مادياً. ولد الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك، في مدينة إسكندرونة التركية، وانتقل إلى ألمانيا الغربية وهو في الرابعة من عمره. وكان والده عاملاً مهاجراً في مصنع "فورد" بمدينة كولونيا. وتدرب شاهين كطبيب، ودرس في كولونيا وهامبورغ، لكنه حوّل تركيزه إلى البحث في العلاج المناعي. أما الدكتورة توريتشي، كبيرة المسؤولين الطبيين في الشركة، فولدت في ألمانيا، وهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى البلاد من إسطنبول. والبروفسور شاهين، البالغ من العمر 55 عاماً، والدكتورة توريتشي (53 عاماً)، من بين أغنى 100 ألماني. وارتفعت قيمة شركتهما "بيونتيك" إلى 21 مليار دولار (16 مليار جنيه إسترليني) في أعقاب الإعلان عن اللقاح المحتمل.