الخميس 2020/01/23

آخر تحديث: 00:03 (بيروت)

ليس للسلطة إلا سور العار.. وللناس ثورتها

الخميس 2020/01/23
ليس للسلطة إلا سور العار.. وللناس ثورتها
بعد محاولات حثيثة انتزع المنتفضون جزءاً من السور بشكل كلي (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
لم تنفع التحصينات الجديدة، التي وضعتها شرطة المجلس صباح الأربعاء، أمام هجمات المحتجين. وبعكس الأيام السابقة، ما أن وصل المحتجون إلى مفترق جامع العمري المؤدي إلى ساحة النجمة، حتى بدأوا بتحطيم السور الحديد الجديد وانتزعوا على الفور جزءاً من دفاعاته الحديدية التي تم تركيبها في الصباح.

لم ينتظر المتظاهرون القادمون من المناطق تجمع الناس. وكان عددهم لم يتجاوز الثلاثمئة شخص، وراحوا يرشقون القوى الأمنية بالحجارة والمفقرعات. "بدكن تشكلوا حكومة؟ هلق منفرجيكون كيف بتشكلوا حكومة يا عرصات"، صاح أحد المحتجين الغاضبين. أمام هذا الغضب أقدمت القوى الأمنية على رش المتظاهرين من الخراطيم بالمياه الآسنة، لكن المحتجين لم يتراجعوا. بل عمد بعضهم إلى نزع أغصان الأشجار المتبقية لاستخدامها كموانع لتدفق خراطيم المياه عليهم.

قضم السور
الانتشار الأمني الكثيف للجيش اللبناني على جسر الرينغ، وعند مداخل ساحة الشهداء، لم يمنع المواطنين من التوافد إلى شارع ويغان، حيث تدور الاشتباكات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب.

أحد الغاضبين راح يركض بحثاً عن حجر لرميه على مكافحة الشغب. هرع ودار أكثر من مرة ولم يجد في النهاية إلا عبوة مياه فارغة. التقطها وهرع إلى أمام السور ورماها. حالة غضب وهيجان سيطرت على جميع المحتجين الذين يريدون التعبير عن رفضهم لحكومة حسان دياب، التي اجتمعت صباحاً في قصر بعبدا، وشكلت لجنة وزارية لوضع البيان الوزاري، لعرضه على مجلس النواب ونيل الثقة. تسلق بعض المحتجين السور ووقفوا بوجه خراطيم المياه ولم يكترثوا للبرد القارص، ولا لضغط المياه الذي صوب عليهم. وهو كفيل برميهم على مسافة أمتار في حال تمكن منهم.

ومن كانوا أمام السور راحوا يهتفون "ثورة، ثورة"، ويلتقطون كل ما يمر تحت يديهم ويلقونه إلى خلف السور من دون معرفة ماذا يصيبون بسبب حاجب الرؤية الحديدي الذي وضع صباحاً.

بعد محاولات حثيثة انتزع المنتفضون جزءاً من السور بشكل كلي، وسحبوه ووضعوه بين المتظاهرين فهتفت لهم الجموع "ثوار أحرار منكمل المشوار" وصرخت سيدة بهم "الله يعطيكون العافية والله إنكن رجال". سحب جزء بسيط من السور استدعى هذا الترحيب من الجميع، فكيف في حال تمكنهم من انتزاع كل سور العار؟

ست ساعات
استمر المحتجون بالتوافد كمجموعات كبيرة غاضبة، متوجهين بسرعة لمقارعة مكافحة الشغب، التي سرعان ما انهالت على المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع. فتراجع معظمهم إلى محاذاة بلدية بيروت ومبنى جريدة النهار. علماً أن القوى الأمنية أوقفت عشرات الباصات التي تقل المتظاهرين من البقاع عند حاجز ضهر البيدر، ومنعتهم من النزول إلى بيروت لساعات. وبعد أن أقدموا على تنظيم اعتصام غاضب، وهتفوا ضد القوى الأمنية سمحت لهم بالنزول.

حالة الكر والفر المترافقة مع انهمار القنابل المسيلة للدموع بقيت أكثر من ثلاث ساعات. وبعد هجوم عنيف بمئات القنابل، تراجع المتظاهرون إلى ناحية بيت الكتائب اللبنانية في الصيفي. وبقي الشبان يقارعون مكافحة الشغب أمام مبنى النهار وانهالوا عليهم بالمفرقعات. وسقط جرحى عدة في هذا المشهد الاحتجاجي، الذي بات اعتيادياً طوال الأسبوع الفائت، لكن المحتجين بدوا أقل عدداً وأكثر عنفاً من المرات السابقة.
بعد ست ساعات من المواجهات تراجع المحتجون إلى خلف مبنى تاتش في الجميزة، وتفرقوا بعدما حطموا زجاج وأثاث ومعدات في المبنى. كما أسفرت الاحتجاجات عن إصابة عشرات الأشخاص وعدد من المعتقلين، الذين تعرض بعضهم للسحل، إضافة إلى حرق الآليتين اللتين كانتا تكافح المتظاهرين بالمياه أمام جامع العمري بعد إصابتها بقنابل مولوتوف.

وخوفا على حصول هذا النوع من الاحتجاجات أمام السرايا الحكومي، بعد تولي انتقال الرئيس الجديد إلى مقر رئاسة الحكومة، انشغلت القوى الأمنية بوضع جدران إسمنتية ضخمة شبيهة بتلك التي وضعت في العام 2015 ليوم أو يومين، وأزيلت حينها على عجل، بعدما اعتبرها المتظاهرون جدران الذل والعار والفصل العنصري، كتلك التي تضعها قوات الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين ومع الحدود اللبنانية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها