الأحد 2019/11/10

آخر تحديث: 00:19 (بيروت)

مفاجأة طرابلس "المحافظة": طاق طاق طاقية ثورتنا نسوية

الأحد 2019/11/10
مفاجأة طرابلس "المحافظة": طاق طاق طاقية ثورتنا نسوية
"ولعانة مع النساء، سلمية وطنية" (Getty)
increase حجم الخط decrease

في يومها الرابع والعشرين، استمرت الانتفاضة الشعبية في عاصمة الشمال، وبدأت تنفتح على أفقٍ جديدة في التعبير، خارج نطاق البقاء في وسط ساحة النور.

طلاب الثورة ومدارسها
لم يكن نهار السبت يوم عطلة عادي في طرابلس. استيقظت المدينة على حماسةٍ جديدة، وعلى وقع أصوات آلاف الطلاب من مدارس رسمية وخاصة، خرجوا سويًا منذ الصباح الباكر، وجابوا الشوارع والأحياء الداخلية وصولًا إلى ساحة النور، ورفعوا الأعلام اللبنانية وسط الصرخات والهتافات المطلبية، مؤكدين عدم رجوعهم إلى المدارس قبل أن تحقق الثورة أهدافها، بدءًا من تشكيل حكومة إنقاذية، إلى حين إجراء انتخابات نيابية مبكرة خارج القيد الطائفي.

لم ينسَ تلاميذ المدارس مطالبهم الأكاديمية. يقول محمد ابراهيم (15 عامًا) تلميذ في إحدى المدارس الخاصة: "أحلم بدولة تؤمن تعليمًا مجانيًا عالي المستوى، وتؤمن لنا فرص العمل، بدل أن نضطر لترك البلد". وعن بقائه في الشارع خارج المدرسة مع زملائه، فـ"هو ضروري لأنّ عودتنا إلى الصفوف يعني ضربًا لثورتنا ومطالبها".

مسيرة نسائية
هذا الوعي الكبير الذي ترسخه الحركة الطلابية في طرابلس، كما حال سائر المناطق اللبنانية، كسر فكرة البقاء في ساحة النور وحسب، وشكل عدوى لبقية الحركات النقابية والنسائية التي وجدت في المسيرات الجوالة فرصة ذهبية لدفع الناس إلى النزول بكثافة إلى الشارع.

عصرًا، سجّلت طرابلس مسيرة نسائية ضخمة، جابت الشوارع والأحياء الداخلية أيضًا، تصدّرتها النساء بمشاركة "الهيئات النسائية الموحدة في طرابلس والشمال"، ونفذن وقفة احتجاجية في ساحة التل - الوسط التجاري في طرابلس، تلتها مسيرة جالت في أسواق المدينة وأحيائها، تتقدمها لافتة كتب عليها "ولعانة مع النساء، سلمية وطنية".

ليس عاديًا أن تشهد طرابلس مسيرة نسائية يقبل الرجال على المشاركة بها أيضًا. وهذه المدينة التي لا طالما وُصمت بنعوت المحافظة والتقليد والتدين، تخرج فيها النساء اليوم في مسيرة خاصة لهن، بمختلف طوائفهن ومشاربهن، مؤمنات وغير مؤمنات، محجبات وسافرات، شابات وناضجات، يرفعن الشعارات الوطنية والسياسية، ويرددن المطالبة بحقوقهن المسلوبة وبـ"دولة مدنية" عادلة من أجل إنصفاهن. صرخن بصوتٍ واحد: "طاق طاق طاقية / ثورتنا نسوية / يا دولة أبوية / يا سلطة ذكورية / ثورتنا نسوية. لا منخاف ولا منطاطي / نحنا كرهنا الصوت الواطي. عليّ صوتك عليّ عليّ / عن حقوقك ما تتخلي / عليّ صوتك تينبح هل نظام حنقلو بحّ. وبدنا دولة مدنية / المرأة تعطي الجنسية .. نحن صوت الحرية وثورتنا نسوية..."

الحماسة التي أظهرتها النساء في طرابلس كانت مفاجئة، وقد أنارت المشاركات من الجمعيات والمجالس والروابط النسائية، ثلاثة مشاعل ضخمة في ساحة النور. نادين علي ديب (34 عامًا)، وهي كانت من المشاركات في التظاهرة النسائية، تقول لـ"المدن": "فخورة بمشاركتي، الجميل أنّها كانت مسيرة نسوية، لكنّها ضمّت كثيرًا من الرجال، وأنا كنت أحمل يافطة ضد النظام الأبوي والعنصري والطائفي، تقدم نحوي شبان طلبوا أن يحملوها. وهذه مسألة إيجابية للغاية". تعتبر نادين أنّ الحراك النسوي لا يمكن عزله عن الحراك الشعبي. فـ"النساء موكلات بتربية الأجيال، ونحن لدينا مشكلة في التربية الذكورية التي تساهم النساء بها. وعندما نضع حقوقنا على خريطة المطالب، ونذكّر الساحة بالحركة النسوية، والقوانين التمييزية ضدّ النساء، والإجحاف الذي يتعرضن له في لبنان، نضع المجتمع على الخطّ بطريقة أفقية، لأنّ الحل الوحيد لإسقاط هذا النظام الفاشي، هو نظام مدني تتساوى فيه النساء والرجال بالحقوق والواجبات".

هذا، وكانت قد شهدت ساحة النور لقاء لنقابة موظفي المستشفيات الحكومية، الذين طالبوا بـ"تسديد حقوق المستشفيات"، وإنصافهم "ماليًا وقانونيًا"، وأشار عدد منهم إلى أن "المستشفيات التي يعملون فيها، إما توقف رواتبهم وإما تجتزئ منها". كما واستكملت الخيم على طرف الساحة جلساتها ولقاءاتها الحوارية، تحت عناوين مختلفة، في السياسة والاقتصاد والثقافة والشؤون الطلابية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها