الأربعاء 2018/08/22

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

جهود لإدخال بلدة السفيرة إلى الخريطة السياحية: اكتشافات أثرية

الأربعاء 2018/08/22
جهود لإدخال بلدة السفيرة إلى الخريطة السياحية: اكتشافات أثرية
ما يلفت الانتباه أن المعابد في السفيرة غير مكتملة البناء والنقوش
increase حجم الخط decrease

في الأيام القليلة الماضية، تناقل المهتمون بموضوع الآثار في الشمال صوراً لما قالوا إنه اكتشاف مقبرة رومانية في بلدة السفيرة، في الضنية. وحذر هؤلاء من إمكانية حصول عملية سرقة بعض القطع الأثرية. ويرجح أن تعود هذه الصورة إلى فترة سابقة وذلك أثناء عمليات الحفر منذ نحو أربعة أشهر، وقد تم ابلاغ المديرية العامة للآثار. لكن، مصادر معنية تحدثت عن عدم علمها بحصول اكتشافات أثرية جديدة. وتوضح أن السفيرة بلدة مصنفة أثرية، ويمكن أن تحدث فيها اكتشافات جديدة وبصورة مستمرة.

تقسم بلدة السفيرة إلى قسمين. القسم العلوي وهو منطقة الحصن أو المعابد الرومانية. أما القسم السفلي فهو منطقة التجمع السكني الذي يعرف تاريخياً بمنطقة المقابر. ورغم غنى المنطقة المأهولة بالمقابر الرومانية، إلا أن أي جهة رسمية لم تقم بعملية تنقيب منظمة في المقابر فيها. وما يزداد صعوبة مع توسع العمران وازدياد الكتلة البشرية.

ويتخوف كثيرون من الأهالي من وضع الدولة يدها على ممتلكاتهم من دون تعويض عادل. لذلك، يعمد البعض إلى التكتم على الاكتشافات الأثرية التي يمكن أن تحصل خلال أعمال الحفر لبناء المساكن أو توسيع الطرقات. وتشهد بلدة السفيرة نشاطاً متزايداً، حيث يحصل كثيرون من الأهالي على رخص بناء رسمية من التنظيم المدني، لذلك تبذل جهود مستمرة لإبقاء أعمال الحفر تحت رقابة المديرية العامة للآثار وبواسطة الحراس المعتمدين في البلدة.

الحصن العظيم
تشتهر بلدة السفيرة ذات الموقع الاستراتيجي بحصن عظيم. ويعرف هذا الحصن بحصن سفيروس نسبة إلى الإمبراطور الروماني. وقد استملكته الدولة في العام 1963، ولم تقم بإزالة المخالفات السابقة، وقد وضعت إشارة على 7 عقارات محيطة بالقلعة. وبدأت منذ تلك الفترة بتكليف فريق من الحراس للحفاظ على الآثار في البلدة. وتعتبر قلعة سفيروس ثاني أكبر حصن روماني من حيث الضخامة والأهمية في لبنان بعد قلعة بعلبك.

تتألف القلعة، الواقعة في منطقة مرتفعة، من 5 معابد. وهي شاهدة على 3 حقبات تاريخية، تبدأ من القرن الأول قبل الميلاد، ومن ثم القرن الأول الميلادي، وصولاً إلى القرن الثالث الميلادي. ويعتبر المعبد الذي يعود تقديرياً إلى العام 282 ميلادياً أكبر المعابد على الإطلاق. وما يلفت الانتباه أن المعابد التي أقيمت في السفيرة غير مكتملة البناء والنقوش.

تسعى الجهات الرسمية إلى رفع مستوى حماية الحصن ومنع التجاوزات. لذلك، هناك توجه لتصوين القلعة وتدعيم السور الخارجي. ولوحظ في الفترة الماضية تحول السفيرة إلى وجهة سياحية لعدد كبير من الزوار. إذ عبّر كثيرون منهم عن إعجابه بهذه المنطقة الشاهدة على الحضارات التي تعاقبت على المنطقة، وبقيت مجهولة نسبياً رغم غناها الطبيعي والتاريخي.

وهناك توجه لدى الجهات المحلية والبلدية لإدخال السفيرة إلى الخريطة السياحية اللبنانية من خلال إطلاق مجموعة من النشاطات والمهرجانات الثقافية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها