الإثنين 2018/07/16

آخر تحديث: 10:49 (بيروت)

"موجة" غريبة في أسواق بيروت

الإثنين 2018/07/16
"موجة" غريبة في أسواق بيروت
"موجة" نسيها البحر على الشاطئ (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

بمبادرة من كلية العمارة في جامعة بيروت العربية ومعهد الهندسة المعمارية المتقدمة في كاتالونيا (IAAC) وبالتعاون مع شركة سوليدير، يعرض طلاب لبنانيون في ساحة خان أنطون في أسواق بيروت مجسم "موجة" التفاعلي، وهدفه جذب الزوار إلى هذه المساحة العامة التي تتميز بموقعها الفريد بين مبنى زها حديد من جهة ومسجد المجيدية من جهة أخرى.

عمل 32 طالباً من مجال الهندسة المعمارية، معظمهم من الجامعة العربية وآخرون من جامعات لبنانية، بالإضافة إلى بعض الطلاب المصريين، على تصميم هذا المجسم وصناعته بعد تلقيهم دورة دراسية مكثفة دامت أسبوعين تحت عنوان "المدرسة الصيفية العالمية" (GSS)، تعرفوا خلالها على مجال التصميم والتصنيع الرقمي تحت مساعدة وإشراف أساتذة عالميين.

يزن مجسم "موجة" نحو نصف طن، وهو أخذ اسمه من شكله المنحني كالأمواج. لكنه في الوقت نفسه تلّة بيضاء صغيرة تجذب المارة إليها من اشتعال الأضواء على أدراجها المنحوتة يدوياً كلما استشعرت مرور أحدهم. وهو ما يجعل المجسم تفاعلياً. لم يكن اختيار المجسم بهذا الشكل والاسم والخصائص عفوياً، بل نتيجة دراسة أجراها الطلاب. "وجدنا أن هذه الساحة تحتاج إلى مزيد من الرواد فقررنا وضع هذا المجسم المثير للفضول فيها"، يشرح الطالب محمد إبراهيم لـ"المدن".

يذكرنا المجسم بالبحر القريب الذي لا نراه، فهو "موجة" نسيها البحر على الشاطئ. "استوحينا المجسم من تاريخ المنطقة، حيث كان البحر مرئياً ومفتوحاً"، يقول إبراهيم. واستوحى الطلاب شكل التصميم من تصميم زها حديد بانحناءاته ولونه.


انقسم فريق العمل على المجسم إلى مجموعتين، إحداهما اهتمت بالبرمجة والهندسة الكهربائية للمشروع والأخرى اهتمت بالتصميم والبناء. يتكون المجسم بشكل أساسي من 10 طبقات من الفلين المضغوط، تليها طبقات من الاسمنت ومادة لاصقة لحماية المجسم وتثبيته، بالإضافة إلى أوراق "ألياف الكربون" والحصى الذي يسهل الصعود والنزول عليه من دون انزلاق. فضلاً عن عمل الطلاب اليدوي في تركيب وتلصيق المجسم، اعتمد الطلاب بشكل أساسي على مختبر التصنيع الرقمي التابع لكلية العمارة في الجامعة العربية (الدبية)، الذي يعتبر المختبر الرقمي الأول من نوعه في لبنان، لأنه يحتوي على الذراع الروبوتية وآلة Computer numerical control.

بدا واضحاً حرص الطلاب على تقديم المجسم بأفضل شكل. فلم يكتفوا بـ"نقل المجسم من الجامعة إلى هذه الساحة عبر حمله إلى الشاحنة المخصصة لذلك"، يقول إبراهيم ضاحكاً، بل توافدوا إلى الساحة قبل ساعات للتأكد من تركيبه بشكل صحيح وتقديمه بشكل محترف فرحين بالأطفال الذين يتسلقونه بين حين وآخر وبتوافد أصدقائهم إلى الساحة لتشجيعهم ودعمهم.

* يستمر عرض المجسم حتى 24 تموز 2018.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها