الإثنين 2018/06/18

آخر تحديث: 11:13 (بيروت)

الهادي تبني مركز "جسور": يصقل مهارات الأطفال المتوحدين

الإثنين 2018/06/18
الهادي تبني مركز "جسور": يصقل مهارات الأطفال المتوحدين
تبلغ كلفة إنشاء المركز نحو ثلاثة ملايين دولار
increase حجم الخط decrease

استناداً إلى الدراسات العالمية، أظهرت الدراسات الأخيرة ارتفاعاً متزايداً في أعداد المصابين بالتوحّد. ذلك أنه بين كل 68 طفلاً ثمة طفل مصاب بالتوحّد. هذا الوضع ليس بعيداً من لبنان، رغم وجود مراكز متخصّصة بالتوحّد في البلد، إلا أنها ليست كافية ولا قادرة على استيعاب أولاد جدد، وما أكثرهم على قوائم الانتظار.. إزاء هذا الواقع، تلقفت مؤسسة الهادي المشكلة في محاولة منها لحلّها، والحد من معاناة عائلات كثيرة، من خلال استحداث مركز "جسور" للتوحد. علماً أن مؤسسة الهادي تحضن، إلى ذوي التوحّد، مَن يعانون من صعوبات تعلّمية، تأخر ذهني وإعاقات سمعية وبصرية وغيرها.

في حديثها إلى "المدن"، تشرح مسؤولة قسم العلاج الإنشغالي في مؤسسة الهادي للإعاقة السمعية والبصرية وصعوبات اللغة والتواصل، التابعة لجمعية المبرّات الخيرية، زينب بريطع، أهمية هذا المشروع: "في ظل التزايد الملحوظ في المصابين بالتوحد في لبنان، ولجوء كثيرين منهم إلينا، ما عاد باستطاعتنا استقبال مزيد لضيق في الأماكن. من هنا، وجدنا حاجة ملحّة لاستحداث مركز "جسور" للتوحّد الذي لا يزال قيد الإنشاء".

وتقول بريطع إن هذا المركز يرتكز على شقين أساسيين: الشق الأول يتضمن استقبال نحو 120 طفلاً متوحداً من عمر 3 سنوات وما فوق في صفوف منتظمة وعيادات علاجية وغرف متخصصة تطبق فيها برامج خاصة بالتوحد، فضلاً عن مشاغل تأهيلية مهنية تطال كل الأعمار، تُعطى بدوام مدرسي عادي، وقد تسهم في تطوير قدرات الولد وتنمية مهاراته. أما الشق الثاني فيُعنى بالتشخيص والتدخّل المُبكر للأطفال ما بين عمر 0 و3 سنوات، وتحدّد فترة التشخيص الطبي أو العلاجي خلال دوام النهار. ووفق بريطع: "يهدف المركز إلى استيعاب أكبر عدد ممكن من ذوي التوحد، وتقديم أفضل الخدمات الملائمة لهم في استجابة لحاجاتهم. ويهتم بشكل أساسي بتدريب الأولاد على الاستقلالية وصقل مهاراتهم ضمن مشاغل محمية تحقق لهم الاستقلالية في المستقبل ومصدر عمل ورزق".

منذ 15 عاماً تعمل مؤسسة الهادي مع ذوي اضطراب التوحد، وهي تستقبل اليوم نحو 75 طفلاً. وتوضح بريطع أن لدى مؤسسة الهادي فريقاً متخصصاً يتمتع بخبرة طويلة في هذا المضمار. "قمنا معاً بزيارات متكررة إلى عدد من الدول، أبرزها بريطانيا التي استقدمنا منها أهم الخصائص والمعايير العلمية لوضع مخطط إنشاء المركز المتعلق بالتوحد". وتشير إلى العمل في المشروع "على قدم وساق بفضل فرق الهندسة وخبراء متخصصين من بريطانيا يشرفون ميدانياً على أعمال البناء ضمن شروط مراعاة معايير السلامة والأمان للطفل، والأخرى الصحية المتصلة بالتهوئة، الحرارة، الإنارة الطبيعية، الألوان الخاصة بالتوحد، وتركيبة المبنى التي تراعي المساحات الخضراء داخل الحرم وخارجه".

مركز حديث.. واختصاصات متطوّرة
على طريق المطار بالقرب من مؤسسة الهادي، يقع مركز "جسور" للتوحد في عقار تبلغ مساحته 3500 متر مربع، يتألف من 3 طبقات سفلية، طبقة أرضية وأربع طبقات علوية.

وعن أقسام المركز والاختصاصات فيه، تشرح بريطع أنه يضم 20 صفاً لـ120 طفلاً، يحترم المساحات الهندسية الخاصة بالتوحد، كذلك يشمل 20 عيادة علاجية تابعة لهذه الصفوف وفق أقسام مثل قسم التشخيص والتدخل المبكر، عيادات خاصة بأطباء نفسيين وأعصاب متخصصين بمجالات عديدة منها، العلاج الإنشغالي، اللغوي، الفيزيائي، المائي، النفس حركي، النفسي، وقسم الإرشاد والتوجيه الاجتماعي، وآخر مختص بعلوم التغذية. كذلك، هناك قاعات خاصة مُجهّزة بالتكامل الحسّي، وقاعات للرياضة والمسرح، والاستقبال حيث يتم فيها إرشاد الأهل وتدريبهم على كيفية التعاطي مع أولادهم والتعامل معهم. وأخيراً، يأتي دور المنزل النموذجي الشبيه بمنزل الولد الهادف إلى تطوير قدراته ومهاراته الاستقلالية داخل هذا المنزل لتطبيقها في بيته. "وبما أن المركز تابع مباشرة لمؤسسة الهادي سيكون الكادر الإداري والمتخصصين من المعالجين والأطباء والمخضرمين في مجال الإعاقة في مؤسسة الهادي من ضمن فريق عمل مركز جسور".

كلفة المشروع تفوق 3 مليون دولار؟
لدى سؤالها عن كلفة انجاز المشروع؟ تجيب بريطع: "تبلغ كلفة إنشاء المركز نحو ثلاثة ملايين دولار، وبالتأكيد لا يقل هذا المبلغ شأناً عن مصاريف التجهيزات والتشغيل وغير ذلك، على أن يُفتتح المركز بعد سنة ونصف السنة". ومَن هي الجهة الممّولة؟ "لا شك أن النفقات كبيرة وغالباً ما نتكل على الداعمين لرسالة مؤسسات جمعية المبرات الخيرية التي تعمل ما بوسعها لتحقيق حياة كريمة لأولادها من ذوي التوحد وغيرهم من أصحاب الإعاقات المختلفة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها