الأحد 2018/04/29

آخر تحديث: 09:23 (بيروت)

شاب عشريني يحل مشكلة السكري بالتكنولوجيا

الأحد 2018/04/29
شاب عشريني يحل مشكلة السكري بالتكنولوجيا
يسعى زياد علامة إلى نشر تطبيقه في العالم (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
زياد علامة، شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، يريد أن يحل أزمة السكري في العالم وهو مرض مزمن يصاب به نحو 9% من سكان الكوكب. ويبدو زياد قادراً على ذلك فعلاً. فالمتحدث مع زياد يدرك تماماً أن طريقة زياد التبسيطية في شرح الأمور وفهمه الدقيق لما يقوم به هما ما يجعل الأمر يبدو قابلاً للتحقيق، في حين أن ما يقوم به لا يستطيع أي شخصٍ آخر القيام به.

فزياد، أولاً، هو ابن المشكلة التي يكرّس مهاراته ومعرفته التي اكتسبها بجهده الشخصي لا التخصص الجامعي لحلها. فهو مصابٌ بالسكري نوع 1 منذ 7 سنوات، ما يجعله، بالإضافة إلى أدواره الاجتماعية الأخرى، بانكرياساً يحاول ملاءمة نسبة السكر والنشويات التي يتناولها مع كمية الأنسولين التي يحتاج إليها جسده لتحليل السكر. بالتالي خفض نسبته في الدم. ففي حال ارتفاع هذه النسبة لوقت طويل تؤدي إلى آثار جانبية نفسية وعاطفية على أقل تقدير. وقد تؤدي إلى غيبوبة أو بتر الأطراف في حالات قصوى.

في بادئ الأمر، أراد زياد حل مشكلته الشخصية من خلال توظيف مهارته في تطوير التطبيقات والمواقع ليطور تطبيقاً يذكّره بأخذ زوادته من الأنسولين معه حين يغادر منزله. أخبر زياد أصدقاءه والأطباء الذين يعرفهم عن التطبيق، فلاحظ أن كثيرين يعانون من المشكلة نفسها وأن هناك حاجة فعلية إلى هذا التطبيق، فقرر تحويله من وسيلة شخصية إلى منتج عام. أخذ زياد هذا القرار في تشرين أول 2017، وحتى اليوم أصبح قادراً على جمع ما يزيد عن 200 ألف دولار من برامج مسرّعة كتمويل لمشروعه، وفاز أخيراً بالمرتبة الثانية في جائزة مسار الأفكار في مسابقة "منتدى MIT  لريادة الأعمال في العالم العربي". ويعمل مع فريق مؤلف من 8 أشخاص من مختلف المجالات لتحقيق هذا المشروع، ورأى فيهم "الشغف، والتواضع والرغبة بالتعلم" كما يقول. وهي مواصفات يعتبرها مكونات أساسية لنجاح أي شخص، وخصوصاً في مجال علوم الكومبيوتر.

اسم التطبيق "سبايك" (Spike)، وهي كلمة تستخدم للإشارة إلى الارتفاع المفاجئ والكبير لنسبة السكر في الدم في اللغة الإنكليزية. "يساعد التطبيق الأشخاص المصابين بالسكري على تذكر الدواء قبل خروجهم من المنزل. ويساعدهم على معرفة كمية الإنسولين التي يجب عليهم اخذها في المكان والزمان المناسبين، من دون جهد يذكر من قبلهم"، يشرح زياد في حديث لـ"المدن". وتبرز فعالية التطبيق عند الخروج لتناول الطعام خارج المنزل بشكل خاص، إذ "عند دخول المستخدم إلى مطعم معين، يعرف التطبيق أن الوقت هو وقت الغذاء فيقترح على المستخدم 3 أفضل خيارات، مع تزويده بكمية النشويات والسكر فيها ذاكراً كمية الأنسولين التي يحتاج إليها كل منها أيضاً"، يقول زياد. إذاً، يقدم التطبيق النصح حين يحتاج إليه المستخدم، أما "في حال لم يرد المستخدم أن يساعده أحد وأن يأكل كما يحب، فلن يستطيع مساعدته أحد"، يقول زياد.

لم يسلك زياد الطريق التقليدي للتعلم والتي تقضي إلى ارتياد الجامعة والحصول على شهادة، رغم أنه انتسب إلى إحدى الجامعات الخاصة لمدة سنتين في برنامج علوم الكومبيوتر. لكن زياد اكتشف شغفه قبل أن يتجاوز الـ18 من عمره وعمل بجدٍ على تطوير مهاراته، فلم يرد أن يأخذ المسار البطيئ لتحقيق أحلامه. وها هو يعمل في هذا المجال منذ 7 سنوات، وفي رصيده عدد كبير من التطبيقات والمواقع الإلكترونية. أما مستقبلاً، فيريد زياد أن يتخلص من الدور الذي يلعبه كـ"بانكرياس"، وأن يحمل مسؤولية ذلك للتكنولوجيا بشكل كامل. ويطمح لأن يصبح ممولاً للشركات الناشئة وداعماً علمياً وتقنياً لها.

أما "سبايك" المنتشر في كل أنحاء العالم، أي في أكثر من 140 مليون مكان، فيريده زياد أن يصبح معروفاً أكثر في أوروبا في المستقبل القريب. فخطة تطوير سبايك وانتشاره تمتد على مدى السنوات الثلاث المقبلة. أما بعد ذلك، فينوي زياد المساهمة في جعل البنكرياس الصناعي أكثر ذكاءً، وهو جهاز يزود الإنسان بالإنسولين حسب مستوى السكر في الدم. "ولكن نطمح لأن نلائم ذلك مع النشاط الذي كان الإنسان يقوم به، ما يقوم به في الحاضر وما سيقوم به في المستقبل القريب"، يقول زياد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها