باءت جميع محاولات الشيخ جبارة بالفشل. فرئيس البلدية، حسب مصادر أهل البلدة، أعلن موقفاً واضحاً أمام الشيخ، بأنه يلتزم سقف القانون اللبناني، الذي يبيح بيع الخمر، وبأنّه لا يسمح لنفسه بإنشاء دولة خاصة على حسابه، فالذي "يصلح في الناقورة يصلح أيضاً في العاقورة". حتى أنّ أهالي البلدة، الذين لم يتجاوب معظمهم مع دعوات الشيخ، باعترافه هو شخصياً، في تسجيله الصوتي الحديث، تناقلوا تسجيل صوتي لإمام البلدة السيّد أبو جواد الأمين ينتقد فيه الشيخ جبارة، داعياً الله أن يهديه إلى الصواب.
فقد ظهر في التسجيل توسّط سيّدة من نساء القرية للشيخ لدى السيّد الأمين، ردّ عليها الأخير إنّه "زعلان عليه ومش منّو". وأضاف بإنّ للشيخ جبارة كامل الحريّة على نفسه وليس على الناس، موصياً الأهالي بألّا يتعرّضوا له بالسوء، رغم أنّه وجّه إليه الإهانات عندما أتى لزيارته برفقة بعض المناصرين، معتبراً إنّ السيّد الأمين، السبعيني، ليس برجل دين، لأنه لم يوافقه الرأي. وتابع السيّد الكهل بالقول: "لا اعرف ماذا أصاب الشيخ وكيف تغيّر، ربما هو بحاجة لطبيب نفسي".
تسجيل صوتي لإمام البلدة السيّد أبو جواد الأمين
مهادنة واستعطاف
وبعد أن تعهّد الشيخ جبارة، لدى قوى الأمن الداخلي، خطّياً، بعدم التعرّض لصاحب متجر الخمر، كما علمت "المدن" من مصادر خاصة في البلدة، لجأ الشيخ إلى أساليب المهادنة والحرد، التي تحمل معاني التكفير والهجرة أيضاً. ففي تسجيل جديد له شكى الشيخ من "حجم النفاق في البلدة"، كون الأهالي لم يجاروه في "قضية النهي عن المنكر". وجرياً على عادة "العاشق المخدوع" في فجيعته، هوّن الشيخ على نفسه بالقول: "ليس هناك مشكلة يا أهالي البازورية الكرام.. لقد بتّ على بيّنة من أمري، من هو الجبان ومن هو الشجاع.. فكما قلت سابقاً، سواء انهزمت أو انتصرت، فأنا منتصر عند الله كوني قمت بواجبي".
تسجيل صوتي جديد للشيخ جبارة
غريق يناجي صاحب الزمان
وبإصرار غريق يتمسّك بعود ثقاب في محاولة للنجاة، ذهب الشيخ لدغدغة المشاعر البدائية عند أهالي قريته، محمّلاً إيّاهم مسؤولية ضياع شبابهم، أو "موتهم المحتّم بسبب شرب الخمر". وفي محاولة لدغدغة المشاعر الشيعيّة، ذهب الشيخ بعيداً في استعطاف الأهالي، مهوّلاً عليهم أنّهم إذا لم يتحرّكوا للوقوف سدّاً منيعاً من أجل إقفال متجر خمر، فكيف سيقاتلون مع صاحب الزمان؟!
التكفير والهجرة
وإذ توعّد الأهالي بأنّ لا تطأ قدمه بعد اليوم منبر مجالس العزاء في البازورية، أو حضور جنازات موتاهم، هوّل عليهم بأنّه عازم على بيع منزله، والهجرة إلى بلدة أخرى "نظيفة"، ليست ملعونة من الله، بسبب وجود متجر الخمر. وهذا ليس استسلاماً منه كما قال، بل إن "الظروف الحالية، الشرعية والدينية، لا تأذن له بمنع الخمر بالقوة". لكن وإلى "حين الحصول على إذن حاكم شرعي"، لتسهيل مهمّته بإنقاذ البلدة من رجس الشيطان، فلا مناص من هجرة أرض الكفّار. وإذ تأسّف على وقوف القلّة القلية من الناس إلى جانبه، اعتبر أنّ مواقف البلدية ووجهاء القرية "لا تشرّفه في هذا الزمن المتّسم بالجبن والتخاذل والخنوع".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها