ولكون الأهالي لم يجاروا الشيخ التكفيري موقفه، قرر أن يعلّمهم معنى الشهامة والمروءة، وكيف يكون الإنسان "رجلاً"، إذ أرفق كلامه بتهديد صاحب متجر الخمر أحمد شهاب، بسفك دمه. وحمّل أهالي بلدته، المتخاذلين، مسؤولية كل نقطة دماء ستسال في مسيرة تحرير البازورية من رجس الشيطان. ففي السابق كظم غيظه وسكت لدى سماعه بعض الملحدين وهم يشتمون الله، رغم كون الشرع ينصّ على قتلهم. أما اليوم فلا سكوت عن الأمر!
تدخل سياسي
صاحب المتجر تقدّم بدعوى قضائية ضد الشيخ جبارة، خصوصاً أن في كلامه تهديد مباشر بالقتل، لكن "المدن" علمت من مصادر خاصة أن تدخلات سياسية حالت دون توقيف الأخير. إذ لم يمثل أمام قاضي التحقيق، واكتفى "بشلبنة" تهديداته السابقة، بكلام لا يقلّ "تكفيراً" عنها، حتى لو أنها أتت لكسب تأييد ما من أهالي القرية. ففي شريط فيديو مصوّر، تراجع فيه عن التهديد، اعتبر أن كلامه أتى نتيجة فورة غضب. لكن الشيخ "الداعشي" الكلام، الذي نفى أن تكون تهديداته بإقفال متجر الخمر بقوة سفك الدماء، "داعشية"، أظهر مكامن نفسه بحق من لا يؤمنون بكلامه. إذ أعتبر أن "داعش هي التي تريد فرض حريتها على الآخرين، أما هو فيحاول فقط فرض شرع الله ودينه وليس حريته الشخصية".
يبدو واضحاً أن الشيخ "المصون" يتسلح بمبدئية حزب الله في منع بيع الكحول في مناطق سيطرته. إذ لا داعي للتذكير بجميع محاولات الحزب، المتسلح برفض "الأهالي" لبيع الخمور في الجنوب، إنطلاقا من بلدة كفرمان وصولا إلى قرية حولا، كما حدث في السنوات السابقة. فهو إذ برّأ نفسه من لسانه الفالت من عقاله، نتيجة الغضب، تدارك أن في لبنان قانوناً يسمح ببيع الخمور وبأن لبنان ليس دولة إسلامية. وبالتالي لجأ إلى أسلوب فرض التوقيع على الأهالي كي يقفل المتجر بقوّة القانون.
ما العمل؟
ولململة تداعيات فعلته، باتت المشكلة عند رئيس البلدية، الذي يرفض الإنجرار لدعوات الشيخ الداعشية. فأسلوب التهديد لم ينفع الشيخ، وبالتالي لا مناص من محاولات الضغط على حركة أمل، ورئيس البلدية التابع لها، كي يرفع الأخير كتاباً إلى المحافظ لإقفال متجر "الرجس"! فدولة الشيخ جبارة الإسلامية تأبى أن تضم في ثناياه الكفّار، الذين يعيثون فيها فساداً. وبالتالي، فإما أن يلتزموا بشرعه أو "من لا يرضى بدينه فليذهب ويعش في غير مكان".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها