الثلاثاء 2018/11/27

آخر تحديث: 16:24 (بيروت)

شيخ البازورية يتوعد بسفك دماء بائعي الخمر

الثلاثاء 2018/11/27
شيخ البازورية يتوعد بسفك دماء بائعي الخمر
هدد الشيخ جبارة صاحب متجر الخمر أحمد شهاب بسفك دمه (المدن)
increase حجم الخط decrease
مرحباً بكم في الدولة الإسلامية، لصاحبها الشيخ زكريا جبارة، في بلدة البازورية بقضاء صور. هذه البلدة، التي شاءت كلمات الشيخ جبارة التكفيرية إعادة تذكيرنا بأنها بلدة الأمين العام لحزب السيد الله حسن نصرالله. ولكون الشيخ يعوّل على دعم حزب الله لمعتقداته، كما زعم في تسجيل صوتي انتشر عبر وسائط التواصل، قرر تنفيذ "حكم الله" وقتل الملحدين، والكفار أو باختصار: قتل بائعي الخمور في بلدته. إذ لا يهون عليه أن تكون البازورية، حسب وصفه، التي تضمّ آلاف المؤمنين، والذين يتوجهون إلى القبلة في صلاتهم ويتلون شهادة "لا إله إلّا الله وأن علي بالحق ولي الله"، أن "تسكت عن بيع الخمر والرجس"، ولا يندفع منها شخص لمنع الأمر ومقاتلة هؤلاء الكفّار.

تسجيل صوتي للشيخ زكريا جبارة يهجو فيه أهل البازورية ويهدد ويتوعد..


الويل والثبور
"يا عيب الشوم يا أهل البازورية، محل خمر عم يبيع ويسرح ويمرح، ونحنا المؤمنين ما عم نعرف ناخذ قرار بأنو نسكرو، شو ما في رجال بالبازورية"؟ بهذه العبارات يستعيب "الشيخ" على أهل قريته "جبنهم" في عدم التوقيع على عريضة، كتبها لإقفال متجر للمشروبات الكحولية في البازورية. فهو يعتقد، كما جاء في ندائه التكفيري، أن "رئيس البلدية جبان ولا يريد أن يوقع على العريضة. والمخاتير تهربوا. وحركة أمل غير قادرة على اتخاذ موقف. بينما "الأخوان" في حزب الله أعلنوا استعدادهم، لكنهم لا يستطيعون المضي بالموضوع بمفردهم".

ولكون الأهالي لم يجاروا الشيخ التكفيري موقفه، قرر أن يعلّمهم معنى الشهامة والمروءة، وكيف يكون الإنسان "رجلاً"، إذ أرفق كلامه بتهديد صاحب متجر الخمر أحمد شهاب، بسفك دمه. وحمّل أهالي بلدته، المتخاذلين، مسؤولية كل نقطة دماء ستسال في مسيرة تحرير البازورية من رجس الشيطان. ففي السابق كظم غيظه وسكت لدى سماعه بعض الملحدين وهم يشتمون الله، رغم كون الشرع ينصّ على قتلهم. أما اليوم فلا سكوت عن الأمر!

تدخل سياسي
صاحب المتجر تقدّم بدعوى قضائية ضد الشيخ جبارة، خصوصاً أن في كلامه تهديد مباشر بالقتل، لكن "المدن" علمت من مصادر خاصة أن تدخلات سياسية حالت دون توقيف الأخير. إذ لم يمثل أمام قاضي التحقيق، واكتفى "بشلبنة" تهديداته السابقة، بكلام لا يقلّ "تكفيراً" عنها، حتى لو أنها أتت لكسب تأييد ما من أهالي القرية. ففي شريط فيديو مصوّر، تراجع فيه عن التهديد، اعتبر أن كلامه أتى نتيجة فورة غضب. لكن الشيخ "الداعشي" الكلام، الذي نفى أن تكون تهديداته بإقفال متجر الخمر بقوة سفك الدماء، "داعشية"، أظهر مكامن نفسه بحق من لا يؤمنون بكلامه. إذ أعتبر أن "داعش هي التي تريد فرض حريتها على الآخرين، أما هو فيحاول فقط فرض شرع الله ودينه وليس حريته الشخصية".


يبدو واضحاً أن الشيخ "المصون" يتسلح بمبدئية حزب الله في منع بيع الكحول في مناطق سيطرته. إذ لا داعي للتذكير بجميع محاولات الحزب، المتسلح برفض "الأهالي" لبيع الخمور في الجنوب، إنطلاقا من بلدة كفرمان وصولا إلى قرية حولا، كما حدث في السنوات السابقة. فهو إذ برّأ نفسه من لسانه الفالت من عقاله، نتيجة الغضب، تدارك أن في لبنان قانوناً يسمح ببيع الخمور وبأن لبنان ليس دولة إسلامية. وبالتالي لجأ إلى أسلوب فرض التوقيع على الأهالي كي يقفل المتجر بقوّة القانون.

ما العمل؟
ولململة تداعيات فعلته، باتت المشكلة عند رئيس البلدية، الذي يرفض الإنجرار لدعوات الشيخ الداعشية. فأسلوب التهديد لم ينفع الشيخ، وبالتالي لا مناص من محاولات الضغط على حركة أمل، ورئيس البلدية التابع لها، كي يرفع الأخير كتاباً إلى المحافظ لإقفال متجر "الرجس"! فدولة الشيخ جبارة الإسلامية تأبى أن تضم في ثناياه الكفّار، الذين يعيثون فيها فساداً. وبالتالي، فإما أن يلتزموا بشرعه أو "من لا يرضى بدينه فليذهب ويعش في غير مكان".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها