الجمعة 2016/05/13

آخر تحديث: 21:30 (بيروت)

جبل لبنان: الشباب يدعمون "المختارات"

الجمعة 2016/05/13
جبل لبنان: الشباب يدعمون "المختارات"
وللمخاتير أيضاً حصة نسائية لم تشهد الانتخابات السابقة مثيلاً لها (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تتميز انتخابات البلدية والإختيارية لعام 2016 بتصدّر المرأة المشهد العام، وانخراطها في لوائح الأحزاب والمستقلين في أغلب المناطق، ولا سيما بروزها بقوة في محافظة جبل لبنان. فقلّما نجد لائحة مرشحة بدون عنصر نسائي. ما شجّع النساء تحديداً على الإقتراع والإدلاء بأصواتهن لمصلحة المرأة، لعلّها تكون صوتهن داخل المجلس البلدي، ويفتخرن بها إذا وصلت إلى المخترة.


البلديات
البداية كانت من قرية الغنية في قضاء كسروان المتن، حيث اختارت ميليسا إفرام الانتقال من المجال الطبي الذي تعمل فيه إلى العمل البلدي. فهي ترى، ككثيرات غيرها من المرشحات، أن المرأة في عصرنا لها دور أساسي في المجتمع، تماماً كالرجل، و"أصبحت قادرة على العمل بخطين متوازيين، بحيث تفيد مجتمعها بمجال عملها".

ميليسا المرشحة في الانتخابات ضمن لائحة "الغد الأفضل" ترى كالمرشحة نورا قربان من ضهور الشوير أنّ وصول المرأة إلى مناصب سياسية وبلدية يخوّلها إيصال صوت النساء بشكل أفضل. الأمر الذي تعارضه العضو السابق في بلدية قبيع المدرّسة وسام الأحمدية، والتي ترفض أن يتم انتخابها لأنها امرأة فحسب. "أرفض مقولة أن المرأة تنقل صوت المرأة فقط، كل فرد وبحسب كفاءته قادر على أن يكون خير تمثيل للطرفين".

قربان البالغة من العمر 30 عاماً والتي تترشّح للمرة الأولى، تشير إلى أنها وجدت تشجيعاً كبيراً من جميع المرشحين ومن أهالي البلدة، فـ"وجود تنوّع عمري وجندري في اللائحة الواحدة يُغني المشروع ويسهّل تطوير الأفكار الأساسية في قوالب أكثر شبابية"، وفقها.

كثير من النساء المرشحات وُوجهن بموقف نمطي، لا يزال يعتبر أن العمل في الشأن العام ومنه البلدي ليس من واجبات المرأة، في حين أنها استطاعت أن تبرهن عكس ذلك. وتقول الأحمدية إن "الدولة كما يبدو، تعمل بشكل جدّي على تعزيز حضور المرأة في المعترك السياسي، وهذا ما يفسّر الاندفاع الكبير لدى النساء لتقديم ترشيحاتهن، لكنني ترشحت من قناعة شخصية بأنني قادرة على إحداث تغيير".

تتميّز منطقة المتن الأعلى بظهور وجوه نسائية بشكل غير مسبوق، فقلّما تجد منطقة من دون وجود امرأة في إحدى لوائحها. سلوى الأعور كانت أول امرأة تُنتخب في المعترك البلدي في العام 1998، وتولّت منصب نائب الرئيس، ثم ترشحت في العام 2016 في بلدة القلعة المتنية ضمن لائحة شبه توافقية. الأعور التي استلمت مناصب عديدة في الصليب الأحمر اللبناني في فرع المتن لمدة 43 عاماً تقول لـ"المدن" إنها متفائلة جداً بوصول عدد كبير من السيدات إلى المجالس البلدية، "ما يعيد إحياء القرى إذا ما تحلّت المرأة بالقوة والجرأة الكافيتين لخوض هكذا معارك، فإذا مش هالدورة، أكيد الدورة المقبلة. لكن الأهم الثقة بالنفس، العمل الانمائي، وقول الحق دائماً".

وفي الشوف، تشكو ليندا سري الدين، المرشحة في بلدة عترين، لـ"المدن" أن اللائحة التي سميت بـ"التوافقية" حددت مَنْ مِن النساء ستشاركن في الانتخابات البلدية تحت لواء حزبي، ما أزعج أهالي الضيعة، خصوصاً بعد استثناء النساء العاملات في الشأن العام والشبان ذوي الخبرة السياسية والإنمائية منها. "وهذا ما دفعني وعدداً من الشباب إلى تشكيل لائحة كاملة تضم جميع الخلفيات والأحزاب، لنزود البلدة بأفكار جديدة وفعّالة"، بحسب سري الدين.

المختارات
للمخترة أيضاً حصة نسائية لم تشهد الانتخابات السابقة مثيلاً لها. ففي بلدة نابيه في المتن الشمالي تتنافس جنان عطالله وأمل بو هدير مع خمسة رجال على ثلاثة مقاعد اختيارية. عطالله تشرح لـ"المدن" أن "ترشحي كان أكثر صعوبة في البداية، حيث وجه كثيرون من أهالي البلدة انتقاداتهم إلينا كوننا نساءً ترشحن إلى المخترة، ولكن مواقفهم تغيرت بعدما قدّم شباب وشابات البلدة الدعم إلينا".

الموقف نفسه ترويه المرشحة نسرين العريضي التي تنافس 13 رجلاً على 4 مقاعد اختيارية في منطقة بيصور، لتكون المرأة الأولى التي تترشح إلى هذا المنصب في قضاء عاليه. العريضي التي لاقت دعماً أساسياً من الشباب، تشرح أن "من يدعمها يثق بالمشروع الذي قدّمته، وما يزيد فرصها بالوصول هو غياب أي مشروع عند المرشحين الآخرين"، فيما الاعتراض الأبرز على ترشحها، بحسب العريضي، يبقى من قبل رجال الدين والمسنين في الضيعة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها