الخميس 2016/11/24

آخر تحديث: 08:13 (بيروت)

بالتأكيد تعرفون هذا السرفيس

الخميس 2016/11/24
بالتأكيد تعرفون هذا السرفيس
ستشعرك أنك راكب في الوطن نفسه (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease
إن كنت تعيش في لبنان وتملك سيارة خاصة، فهذا سيمنع عنك متعة التنقل في السرفيس، التي ستعرفك على وجه خاص من وجوه لبنان، يصعب اكتشافه في مكان آخر. من هذه التفاصيل، أنواع سائقي السرفيس، الذين يمنحون الراكب انطباعاً أن وقته المستقطع الذي يمضيه في الطريق، ليس زمناً مهدوراً.

إليكم بعض حالات هؤلاء الذين ستصادفونهم حتماً خلال تنقلكم في بيروت:



الشوفير "الأكبر من هيك"

"أنا لا أعمل على السرفيس لكني شعرت بالملل قليلاً في المنزل". لا بد أنك سمعت هذه الجملة من قبل. فكثير من سائقي السرفيس في لبنان، يشعرون أن مهنتهم لا تلائم مكانتهم الاجتماعية، ويحاولون قدر الإمكان أن يبرروا بهذا الادعاء جلوسهم خلف المقود. طبعاً، عليك أن تلعب دور المصّدق، وتساير خجل السائق بمهنته، رغم إدراكك أن لون لوحة السيارة التي ركبت فيها لتوك، كان أحمر.

الشوفير كاره الطائفية
في بعض الأحيان، قد يؤدي بك سوء الحظ إلى أن تمضي فترة الانتقال من مكان إلى آخر، في الاستماع إلى تحليل سياسي عميق. يحاول بعض السائقين شغل فراغ أوقاتهم بالشتائم والآراء السياسية العشوائية ويركزون طيلة الحديث، على ابراز انفتاح اللبنانيين السياسي والثقافي، وبأنهم "طول عمرهم عايشين متل الإخوة... بس لولا هالسياسيين".

الشوفير المغترب
في أحيان أخرى يحاول السائق أن يبرهن عن ثقافة عالية ومكانة اجتماعية مهمة، من خلال الادعاء أنه مغترب، أو يحمل جنسية أخرى، أو على الأقل، أقام فترة في ألمانيا، على وجه الخصوص. وإذا كان اختياره ألمانيا دون غيرها سيبقى مبهماً عندك، إلا أنه سيعرض عليك رؤيته الحديثة للواقع السياسي والاجتماعي في لبنان، من خلال المقارنة مع أوروبا. وإذا حاولت أن تناقشه، أو أن تسأله عن سبب عودته سيبهرك بجوابه الوطني "اشتغل شوفير سرفيس ببلدي، أحسن ما كون مدير شركة بالغربة". لكن، ليس كل سائقي السرفيس يحبون وطنهم. فإلى جانبك، على ما ستشعر، بعد سماعك روايات غريبة، رجل مافيا دوّخ كل أجهزة مخابرات العالم، وقرر التخفي خلف مقود سيارة عمومية في لبنان.

الشوفير واتس آب
لا يوجه إليك أي كلمة، حتى عندما يوافق على إيصالك إلى المكان الذي تريده. يمضي طيلة الطريق وهو يكتب على موبايله. يضحك أو يغضب بصمت، وأحياناً يستخدم التسجيلات الصوتية، فتستمع إلى حواره مع شخص آخر، ويفترض منك أن تستمع بصمت، كأنك تتابع مسرحية جادة.


الشوفير المتحرش

رغم وجود ركاب آخرين في نفس السرفيس، إلا أن ذلك لن يمنع السائق من القيام بـ"حركات" تلفت إنتباه فتاة جميلة تركب معه في السيارة. وحتى إن تجاهلت هي وسائر الركاب "وقاحته"، فإن ذلك لن يمنعه من الاستمرار بإلقاء الدعابات السخيفة، وتحدي رفض الفتاة له.


الشوفير الضارب

في بعض الأحيان، سيغني السائق من دون أي نية بملاطفة إحداهن، أو سيرفع صوت الأغنية على الراديو فجأة ويدندن لحنها. السبب غالباً ما يكون من أجل متعته الشخصية أو الهروب بعيداً من عالم الركاب والهموم. كما أنه سيلقي العديد من النكات ويضحك عليها وحده، ولن يكترث إن كنت تضحك أو لا. وقد لا يحاول جعلك تلتفت إليه، فهو يريد تفادي كل ما قد يعكر مزاجه.

الشوفير الاحتفالي

أحياناً، عندما تدخل سيارة سرفيس، ستشعر أنك داخل شجرة عيد الميلاد، فالزينة المحيطة بك تشعرك بالبهجة، ولاسيما سيارة السرفيس المشهورة في بيروت، الملونة بألوان علم لبنان من الخارج، والتي ستشعرك أنك راكب في الوطن نفسه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب