لا تنكر البلدية عدم تنظيمها نشاطات رمضانية وتجمعات كبيرة في شوارع المدينة، في السنتين الماضيتين. ويعود ذلك، وفق، مديرة قسم النشاطات في المجلس البلدي عرب الكلش إلى الأوضاع الأمنية المتوترة، و"قد نُصحنا بعدم التحضير لتجمعات كبيرة في الوقت الراهن". ذلك بالرغم من أن صيدا تنظم العديد من النشاطات منها تلك التي تم تنسيقها بين البلدية ونادي "ريال مدريد" مؤخراً، كما يتم التحضير لمعرض رسم سيتم افتتاحه في 4 الجاري في خان الإفرنج.
ويستفيض ابراهيم البساط، نائب رئيس البلدية، في الحديث عن أسباب غياب النشاطات الحيوية عن صيدا القديمة التي لطالما كانت تستقطب أهالي صيدا وضواحيها وأهالي الجنوب وبيروت. يقول البساط: "أثرت الأوضاع الاقتصادية كثيراً على المدينة وخصوصاً بعد ارتفاع الأسعار، فبات المواطن يبتعد عن الترفيه المكلف، لتأمين أولويات الحياة التي باتت صعبة المنال". كما يُرجع البساط تبدل الأجواء الرمضانية إلى "انتشار آفة المخدرات في المدينة، وانتشار السلاح الفردي بين بعض الناس".
وكانت صيدا تعرّضت قبل رمضان بأيام قليلة، لإشكالات عدة، إضافة إلى الإشكالات المتتالية، سابقاً، والتي فاقمها "تضخّم" "سرايا المقاومة".
ويشير البساط إلى أن "هذه العوامل ساهمت في تجميد الحركة داخل المدينة، ودفعت الساهرين إلى اللجوء لأماكن أكثر أماناً، كالمولات والمقاهي الموجودة في جوار الأوتوسترادات".
ويرى أن "ارتفاع درجات الحرارة أدى دوراً لا يمكن إغفاله، اذ أن الساهرين عادةً ما يبحثون عن راحتهم خلال ساعات الليل لكن ارتفاع معدل الرطوبة، لا يسمح لهم بالاسترخاء في الأماكن المفتوحة، لذا يفضلون اللجوء الى الأماكن التي تتوفر فيها أجهزة التبريد".
سكان المدينة، من جهتهم، يؤكدون أن "الإشكالات التي تحدث بين حين وآخر هي أمر طبيعي، الا أن الإعلام يعمل دائما على التهويل".
"نعول على القوى الأمنية وعلى وعي أهل المدينة"، يقول البساط، فالقوى الأمن خصصت نحو 25 عنصراً للتمركز في صيدا القديمة، إلا أن هذا الأمر ليس كافياً بالنسبة للأهالي الذين يطالبون القوى الأمنية بالضرب بيد من حديد لقمع المخلين بالأمن، والمخالفين للقوانين المرعية، "لأنّ القوى الأمنية وحدها تملك القدرة على حمايتنا"، وفق أحد سكان صيدا القديمة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث