السبت 2015/11/28

آخر تحديث: 17:20 (بيروت)

يوم غضب في مدارس "الأونروا"شمالاً:التلاميذ لا يستطيعون الحركة

السبت 2015/11/28
يوم غضب في مدارس "الأونروا"شمالاً:التلاميذ لا يستطيعون الحركة
اللجان الشعبية والهيئات الطلابية تتجه لتصعيد تحركها في حال عدم الإستجابة إلى مطالبها (بشير مصطفى)
increase حجم الخط decrease
صورة أبو عمار ومجسم الأقصى عند مخيم البداوي يخبرانك، وحدهما، أنك إنتقلت من منطقة المنكوبين الطرابلسية إلى أكبر تجمع مكتظ للفلسطينيين في شمال لبنان، فالكثافة السكانية وضيق المسافة ومظاهر الفقر هي نفسها في المكانين وإن فصلت بينهما طريق أو شارع.


لدى دخولك إلى المخيم سرعان ما يخطف نظرك مجمع المباني البيضاء والزرقاء في غابة من المنازل الباطونية، اذ إنها "جمهورية مدارس الأونروا" الشاهدة على أناس يكدون في بناء مستقبلهم، كما يقول فواز وهبة، سائق التاكسي، فـ"بعد النكبة اعتمد الشعب الفلسطيني إستراتيجية العلم والعمل"، مستشهداً بأبنائه التسعة الذين تخرجوا من هذه المدارس المحاطة بالحرمان والمعاناة لينتقلوا بعدها لإدارة كبرى الشركات في الخارج.

وتأكيداً على الإنتماء إلى فلسطين وخصوصية شعبها تحولت أسماء مدن الناصرة، الرملة، المجدل، بطوف (سهل في فلسطين) وكوكب، إلى أسماء للمؤسسات التربوية التابعة لـ"الأونروا"، والتي تتعلم فيها الغالبية الساحقة من أبناء اللاجئين نظراً لمجانيتها، فما تتقاضاه المدرسة من التلميذ "ثلاثين ألف ليرة لبنانية"، كما يؤكد أحد المدراء الذي رفض الكشف عن هويته، على غرار زملائه الآخرين، متحججين بضرورة الحصول على إذن مسبق من "الأونروا".


والأزمة المالية التي عانتها "الأونروا" في السنة الماضية، وبداية العام الدراسي الحالي، إنعكست على مدارس المخيمات في الشمال، شأنها شأن مدارس المخيمات الأخرى، لكن ما ميّز مدارس الشمال أنها بدأت العام الدراسي في الوقت المحدد لها أي في الأسبوع الأول من أيلول. ويتحدث المعنيون عن مشكلة كبيرة في "التشكيلات الصفية" وتقسيم التلاميذ إلى شِعب "بسبب الأزمة المالية والإجراءات التقشفية، ما سبب إكتظاظاً غير مسبوق في الصفوف غير المؤهلة لإستقبال هذه الأعداد الكبيرة".

هذا الواقع دفع بالقوى الطلابية إلى تنظيم "يوم غضب"، السبت، في مخيمي البداوي ونهر البارد ضد ما سمته بـ"سياسة الأونروا التعسفية والظالمة بحق الفلسطينيين في مدارسها"، وطالبوها بـ"التراجع عن قراراتها التعسفية بحق الطلاب واعادة الأمور إلى طبيعتها، بالإضافة إلى تأمين الملاعب والكتب والقرطاسية".

ففي بعض الصفوف يصل عدد التلاميذ إلى خمسين، كما هو حال صفوف السابع في مدرسة الرملة المتوسطة التي أُجبرت إدارتها على تقسيم طلابها الـ585 إلى 16 شعبة بين إناث وذكور. وهذا الإكتظاظ ينعكس سلباً على تحصيل التلاميذ. ويتساءل أحد الأساتذة "إذا كان لديك في الصف الأول 47 طالباً، كيف يمكنك أن تتأكد انهم كتبوا الأحرف بطريقة صحيحة أم لا؟".

وبسبب كثرة التلاميذ في الصف الواحد، يضطر هؤلاء إلى مشاركة المقاعد مع بعضهم، كما يشير مصطفى الذي يؤكد أنهم لا يستوعبون جيداً "لأنّ كل الوقت هناك ضجيجاً". أما عبد الرحمن الذي يطمح للسفر إلى اسبانيا حيث يعمل والده، فيوجد في صفه قرابة الـ50 تلميذاً فيتحدث عن "صعوبة الحركة أو القيام بأي نشاط في الصف"، مشيراً إلى إضطرار بعض الأساتذة لتكرار الشرح من أجل إيصال أفكارهم.

وتشكل مدارس "الأونروا" متنفساً للخريجين الفلسطينين في لبنان الذين يمنعهم قانون العمل اللبناني من مزاولة عدد كبير من المهن وتحديداً الحرة منها، من هنا يقول أحد الأساتذة "عندما تتخرج إما تُصبح أستاذاً في الأونروا أو تفتح بسطة لتعتاش منها". لذا يتخوف البعض مما يسميه "موجة الهجرة الثانية التي تحصل الآن من خلال الهروب إلى أوروبا برفقة السوريين وهذا ما يمكن أن يفرغ الصفوف بسبب الطموح للحصول على حياة أفضل".

ويتفاوت حجم المشكلة حتى بين المدارس، وهي تبرز أكثر في المدارس الإبتدائية والمتوسطة. ولمعالجة هذا الإكتظاظ قامت بعض المدارس التي تتقاسم الملعب نفسه كمدرستي بطوف وكوكب، بتقسيم الدوام بين نهاري ومسائي وبصورة دورية أي في "شهر يكون الدوام الصباحي من نصيب بطوف وفي الذي يليه يصبح من نصيب كوكب وهكذا دواليك".

هذا الواقع تبلغه مديرعام "الأونروا" في لبنان ماتياس الشمالي في كتاب أرسلته اليه القوى الطلابية قبل أسبوعين أبلغته فيه عدم جواز إستمرار الوضع على ما هو عليه، ولكن عدم الرد دفع اللجان الشعبية والهيئات الطلابية – إتحاد الطلاب- إلى التحرك وإطلاق الصرخة، وهي تتوجه لتصعيد تحركها في حال عدم الإستجابة إلى مطالبها، حيث ستضرب الصفوف المكتظة أولا، تمهيداً للإضراب المفتوح.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها