الإثنين 2015/08/31

آخر تحديث: 15:54 (بيروت)

مبادرة بري تطيح بالقمة الروحية

الإثنين 2015/08/31
مبادرة بري تطيح بالقمة الروحية
لحظ البيان هواجس الجميع فدعم بري وسلام
increase حجم الخط decrease

لم يكتمل نصاب القمة الروحية التي كان من المزمع عقدها في الصرح البطريركي في بكركي، حتى وقت متأخر من ليل الأحد - الإثنين بقيت الإتصالات مستمرة بين جميع المعنيين، ومختلف المكونات لإنجاحها، إلّا أن كل المحاولات باءت بالفشل، فتأجلت القمة الروحية الشاملة، واستعيض عنها بقمة مسيحية - مسيحية ضمت مختلف رؤساء الطوائف أو ممثلين عنهم، حيث جرى البحث بآخر التطورات التي تشهدها الساحة الداخلية.
 

وفق ما تشير معطيات "المدن" فإن جملة اعتراضات لدى الطوائف الإسلامية أدت إلى تأجيل القمة، لكن المفارقة أن رؤساء الطوائف الإسلامية كانوا قد أعطوا موافقتهم لعقد القمة، إلّا أن شيئاً ما تغير، وحال دون انعقاد القمة. وتشير مصادر متابعة لـ"المدن" إلى جملة أسباب لذلك، أولها أن الدعوة إلى القمة كان فيها شيء من الإستعجال من دون دراسة للبنود، وحتى للبيان، الذي جرى التباحث فيه وفي ما سيتناوله قبل إنعقاد القمة. أما السبب الأساس وراء التأجيل، ورفض الفريق الإسلامي الحضور، فكانت المبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري عصر الأحد من مهرجان السيد موسى الصدر في مدينة النبطية،  وهو ما تضعه المصادر في خانة التضارب.
 

وتلفت المصادر إلى أن ممثلي الطوائف الإسلامية أرادوا الإفساح في المجال أمام مبادرة بري وإعطائها الدور الكافي لإنتاج حلول للازمة التي تعيشها البلاد منذ شهور، في المقابل تعتبر المصادر أن بكركي لا تعول كثيراً على مبادرة بري لأنها تتوقع أن يكون مصيرها كمصير سابقاتها من الجلسات الحوارية.
 

أما الإختلاف البارز فكان على المضمون، إذ أن بكركي طالبت خلال المشاورات الليلية بأن يكون بند الإنتخابات الرئاسية بنداً أولاً على جدول اعمال القمة، فيما تشير مصادر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى لـ"المدن" إلى ان هذا الموضوع يتعارض مع مبادرة بري وقد يكون بمثابة قطع الطريق عليها، ولذلك فإنه من المفترض أن يحصل توحيد لوجهات النظر بين المبادرتين لتتكاملا وتصلا إلى النتيجة المرجوة.
 

من بنود الإختلاف أيضاً، أن بكركي تؤيد الحراك في الشارع باستثناء اعمال التخريب، فيما الأطراف الإسلامية لم تؤيده لما حصل فيه من تجاوزات بحق ما تعتبره رموزاً لها ولطوائفها بالمذهبين السني أو الشيعي، وهذا أيضاً أحد بنود التباعد.
 

وعليه، اكتفت بكركي بعقد قمة مسيحية مسيحية جرى خلالها التأكيد على وجوب الإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية، لأن التأخير في إنتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي يعطل دور لبنان في اداء رسالته الوطنية والعربية.


وأشار البيان إلى ضرورة إبعاد لبنان عن سياسات المحاور الإقليمية والدولية، مطالباً بتعزيز دور الجيش وقوى الأمن دعماً لأدائها في المحافظة على إستقرار لبنان. كما طالب البيان بضرورة عدم تعطيل المؤسسات الدستورية والأمنية اللبنانية مشددين على أهمية الحوار الوطني لمعالجة الإختلاف وإدارة التعددية. ولحظ البيان في مكان ما الهواجس الإسلامية، إن لجهة دعم الحكومة ورئيسها، أو لجهة دعم مبادرة بري، وعليه فهي محاولة من المجتمعين لإنجاح القمة الروحية التي تأجلت إلى وقت لاحق، عدا عن ذلك فإن هذه القمة بحسب المصادر ليس باستطاعتها تقديم شيء عملاني، فليس لبكركي قوة او وزناً سياسياً يستطيع فرض المتغيرات بل يقتصر الأمر على الدعم والضغط المعنويين، فيما الأمور في مكان آخر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها