الأربعاء 2015/08/12

آخر تحديث: 18:33 (بيروت)

خلية القاصرين في طرابلس : اسئلة ومخاوف

الأربعاء 2015/08/12
خلية القاصرين في طرابلس : اسئلة ومخاوف
صدمة لدى اهالي طرابلس (المدن)
increase حجم الخط decrease
تزداد "البلبلة" في الاحياء الشعبية في طرابلس، بعد سلسلة مداهمات قامت بها فرق من مخابرات الجيش اللبناني في الزاهرية والقبة والتربيعة والسويقة وحارة النشار أسفرت عن توقيف 8 قاصرين، لا تتعدى اعمارهم الـ18 سنة، تبين بعد التحقيق معهم أنهم "متورطون في تأسيس خلية ارهابية"، وفق ما قال مصدر أمني لـ"المدن".

وفي حي التربيعة لا تزال المخاوف قائمة من تورط اسماء فتيان جدد، كانوا على اتصال بهذه المجموعة، التي كانت تنسق، وفق المصدر الامني نفسه، مع "الفار شادي مولوي وابو مالك التلي، لتنفيذ عدد من التفجيرات وزرع قنابل موقوتة واستهداف لمراكز تابعة للجيش".

وأحدث خبر القاء القبض على "الخلية" صدمة لدى اهالي وسكان القبة والتربيعة والزاهرية والسويقة والدبابسة، التي ينتمي اليها الاولاد، وهم ووفق بعض الاهالي "عاديون"، ولم "يكن لدى اي منهم اي مظهر يدل على ارتباطه بأحد".

ويؤكد الشيخ نبيل رحيم، المتخصص بالجماعات الاسلامية، في اتصال مع "المدن" ان "هذه المجموعات هي نتيجة تراخي بعض الاجهزة الامنية في متابعة ملفات بعض من ورد اسمهم في تحقيقات خلية حبلص وما تبعها من خلايا اخرى، كانت على تنسيق مع الارهابي شادي مولوي، وشقيق اسامة منصور"، مشيراً الى ان "الحل هو باستعادة هيئة علماء المسلمين والمشايخ دورهم، وتأسيس ما يشبه خطة طوارىء لمنع هذه الظواهر". واذ قلل رحيم من "الظاهرة المستجدة" عددياً، لم ينفِ "تواصل بعض الموتورين من هؤلاء الشباب الذين، يحتاجون الى النصح، بمجموعات تستغل حماسهم وغضبهم في الشارع وشعورهم بمظلومية ما، من أجل مآرب يقعون في النهاية في شرك ظلامها. وهي مآرب لا تجد لها اي صوت او مؤيد في المدينة". موضحاً ان "هؤلاء الفتية مغرر بهم وتحاول بعض الاطراف احتواءهم لتشكيل ما يعرف بفزاعة أمنية في الشمال".

في المقابل، لم يستبعد مصدر امني في حديثه لـ"المدن" ان تكون هذه المجموعات على اتصال مباشر بجبهة "النصرة"، مشيراً الى ان "بعض الفتية في اعترافاته اكد انه تواصل عبر فايسبوك وعبر واتسآب بمولوي والتلي مباشرة، ولا تزال خطوط هؤلاء قيد التتبع"، موضحاً ان "هناك اسماء كشفت في التحقيقات وقد تدل على خيوط كثيرة وتكشف ربما عن خلايا نائمة، ومخابرات الجيش تعمل على تتبع بعض الاشخاص الذين يعتقد انهم على تنسيق مباشر بمولوي، ولا تزال اسماؤهم قيد الكتمان الى حين الايقاع بهم".

واشار المصدر الى ان "الامساك بشخص من آل الكيلاني بالتعاون مع الامن العام، ساعد في الامساك بخيوط هذه المجموعة. فالكيلاني اوقف في مطار رفيق الحريري الدولي حين كان يحاول الفرار الى البرازيل وبناءاً على التحقيق معه اعترف بمحاولته تجنيد هؤلاء القاصرين واقناعهم بضرورة تنفيذ مثل هذه الاعمال". وكان احد القاصرين الذين تم القبض عليه، بعد اعترافات كيلاني، كشف في سياق التحقيق معه عن اسماء هؤلاء الفتية، وهم اعترفوا ان مولوي طلب منهم تنفيذ بعض الاعمال المخربة.

ووفق المصدر الامني فإن "القاصرين قد يكونوا جندوا من قبل النصرة وباشراف من مولوي المؤيد للتنظيم المتطرف، من أجل اخلال امن المدينة، واستهداف الجيش وافراده"، موضحاً ان بعض القاصرين اكد في التحقيق انهم تدربوا على كيفية صناعة اربطة متفجرة وتشغيلها، وانهم كانوا ينوون رميها في مناطق النزاع الخامدة بين باب التبانة وجبل محسن، لكنهم لم يصلوا بعد الى مرحلة تنفيذ وتحضير هذه الاعمال، فهم كانوا يهيئون من أجلها".

ويوضح الشيح رحيم لـ"المدن" ان "هؤلاء الفتية لا يشكلون خطراً كبيراً كما يتم الاستدلال والايحاء عبر الاجهزة الامنية وبعض وسائل الاعلام. هم مجرد فتية يجب إخضاعهم الى لجنة توعية دينية، وغسل دماغهم مما زرع في رؤوسهم، فهم بالنهاية مجرد قاصرين لا يعرفون نتائج ما سيفعلونه".

واكد المصدر الامني ان "الافعال على خطورتها، التي كانت ستنفذ، كانت تشمل ايضاً تفجيراً انتحارياً كان سينفذه احد الفتية قرب مركز مخابرات الجيش في شارع المرابطون، القريب من كنيسة مار مارون، لكن القاصر لم يعمل على تنفيذ المخطط، ورفض ما طلبه منه الكيلاني بنفسه، وكان الامساك به ساعد في احباط هذه المخططات"، مشيراً الى ان "التحقيقات مستمرة وان الموقوفين لا زالوا تحت اشراف فريق تحقيق من القضاء العسكري، يرافقهم مندوب من شعبة الاحداث".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها