أدوار دولة قطر في الوساطات وحل النزاعات، وفي العمل على معالجة عدد من أزمات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حملها معه وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، الدكتور محمد عبد العزيز الخليفي، خلال جولة أوروبية.
الخليفي الذي يزور العاصمة الفرنسية باريس، عقد سلسلة اجتماعات، ناقش فيها تطورات المنطقة، بما فيها الملف اللبناني، الذي حضر في اجتماع مع المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان وفريق عمله، الذي يضم أيضاً مسؤولة معهد الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية، السفيرة السابقة في لبنان آن غريو. وقد جرى البحث في الاجتماع بتطورات الأوضاع في لبنان وغزة والمنطقة ككل، مع التشديد على ضرورة استمرار المساعي لوقف الحرب على غزة، والمساعدة في سبيل الوصول إلى اتفاق سياسي شامل في لبنان، يعيد تشكيل السلطة ويضع البلاد على سكة الإصلاحات.
وبعد اللقاء، كتب الخليفي في تغريدة على حسابه على موقع "إكس": "سررت اليوم بلقاء عدد من المسؤولين الفرنسيين، في إطار شراكتنا الاستراتيجية مع الجمهورية الفرنسية. وتباحثنا سبل التنسيق الوثيق حيال عدد من القضايا المتصلة بالشرق الأوسط وإفريقيا".
استراتيجية دولة قطر في مجال الوساطة الدولية
وكان الخليفي قد عرض يوم الإثنين الفائت في الجلسة الافتتاحية لمنتدى "حوار أمستردام 2024"، الذي يعقد في هولندا، استراتيجية دولة قطر في مجال الوساطة الدولية. مؤكداً التزام بلاده بتقديم وتسهيل المساعدات الإنسانية، ومساعي الوساطة من أجل وقف الحرب على غزة. ولفت في كلمة له خلال الجلسة، التي حملت عنوان "استراتيجية دولة قطر في مجال الوساطة الدولية"، إلى الدور المهم الذي تضطلع به دولة قطر في مجال الوساطة وحل النزاعات. مشيراً إلى أنه في ظل تعقيدات المشهد العالمي، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن الدول الصغيرة يمكنها أن تمارس تأثيراً كبيراً في تعزيز السلام والاستقرار. ومؤكداً في هذا الصدد أن "قطر تمثل نموذجاً لمثل هذه الدولة".
وقال إن الحرب على قطاع غزة تهيمن حالياً على الأجندة العالمية، مشيراً إلى أن قطر تلتزم بتقديم وتسهيل المساعدات الإنسانية ومساعي الوساطة والمبادرات الدبلوماسية، الرامية إلى وقف الحرب على غزة. وأضاف: "تكمن قوة قطر في قدرتها على التكيف، والمشاركة الدبلوماسية في نهج ثنائي ومتعدد الأطراف مع شركائها والمجتمع الدولي".
وحسب وزارة الخارجية القطرية، أوضح الخليفي أن المبدأ الأساسي الذي تسترشد به الوساطة القطرية هو التزامها الثابت بالحوار باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية لحل النزاعات. مذكراً بأن القانون الدولي يلزم الدول بحل نزاعاتها وخلافاتها بالطرق السلمية، ومع ذلك، فإنه لا ينص على آلية معينة، مما يسمح للدول باختيار السبل الدبلوماسية أو القضائية.
لقاء مع نواف سلام
يشار إلى أن الخليفي كان قد التقى أيضاً في لاهاي برئيس محكمة العدل الدولية، القاضي اللبناني نواف سلام، وقال: "تعد المحكمة أقدم صرح قضائي دولي، ويساهم قضاتها في ترسيخ مبادئ القانون الدولي على أساس الوقائع المعروضة على المحكمة، كما تلعب دوراً حاسماً في تعزيز السلم والأمن الدوليين. سررت اليوم بالحديث مع معالي رئيس المحكمة القاضي نواف سلام".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها