الخميس 2024/04/04

آخر تحديث: 18:40 (بيروت)

القضاء العسكري يحقق بتفجير "اليونيفيل": الألغام حديثة

الخميس 2024/04/04
القضاء العسكري يحقق بتفجير "اليونيفيل": الألغام حديثة
لاقت حادثة التفجير اهتمامًا قضائيًا وأمنيًا واسعًا (المدن)
increase حجم الخط decrease

تصدرت قضية التفجير الذي تعرضت له عناصر تابعة لقوات حفظ السلام الدولية (اليونيفيل) في جنوب لبنان، الواجهة، داخل القضاء اللبناني، ما أدى إلى فتح تحقيقات موسعة للتعرف على أسباب هذا الاستهداف الأمني وتداعياته، التي تتزامن مع عمليات عسكرية تصعيدية في جنوب لبنان بين عناصر حزب الله والجيش الإسرائيلي.

ولاقت هذه الحادثة "الحساسة" اهتمامًا قضائيًا وأمنيًا واسعًا، للتأكد من طبيعة هذا الاستهداف، إن كان انفجارًا ناجمًا عن مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخًا بعد ملاحقة الدورية خلال تحركاتها، فانفجرت الألغام الموجودة في الأرض، أم أنها ناجمة عن دوس أحد العناصر على أحد الألغام المزروعة هناك.

ألغام حديثة
وكانت عناصر تابعة لقوات حفظ السلام المعروفة بالـ"يونيفيل" قد تعرضت لإنفجار في جنوب لبنان وعلى مقربة من منطقة رميش الجنوبية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر مع مترجم لبناني الجنسية كان برفقتهم. ومع إنتشار معلومات تتحدث عن تعرضهم لصاروخ أطلق من مسيرة إسرائيلية، أبعدت التحقيقات الأوليّة هذا "السيناريو" لتؤكد أن الأسباب التي أدت إلى هذا الحادث تعود لألغام مزروعة في الأرض. 

وحسب مصدر قضائي بارز لـ"المدن"، فإن أسباب هذا الحادث "هو انفجار لغم أرضي بالعناصر، وتم التأكد من عدم تعرضهم لمسيّرة إسرائيلية خلال تحركاتهم". ووفقًا للتحقيقات الأولية، وحسب معلومات "المدن"، فإن التحقيقات التي جرى تنسيقها بين الجيش اللبناني والقوات الدولية أكدت وجود ثلاثة ألغام مزروعة في الأرض، وبعد توسع التحقيقات تبيّن أنها ألغام حديثة. أي أنها لا تعود لمخلفات حرب تموز العام 2006، ولم يتبيّن أسباب زرعها في الأرض والهدف المرجو منها.

وأكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ"المدن" أن أحد هذه الألغام انفجر بالعناصر وأدى إلى إصابتهم، وتم تفكيك الألغام الأخرى، بعد الكشف على المنطقة والإستعانة بخبير متفجرات. وإن كانت التحقيقات الأولية لم تتوصل بعد إلى الأطراف المسؤولة عن زرع هذه الألغام، والأهداف من هذا العمل الأمني، إن كانت بغرض التعرض لقوات اليونيفيل خلال تحركاتهم، أم أن إسرائيل هي التي وضعتها في جنوب لبنان بالتزامن مع الضربات العسكرية بين عناصر حزب الله والجيش الإسرائيلي. إلا أن مصادر قضائية رفيعة أوضحت لـ"المدن" أن نتائج التحقيقات ستبيّن الجهة المسؤولة عن هذا الحادث، بعد التأكد من نوعية هذه المتفجرات.

اتهام حزب الله؟
وقد وجهت إسرائيل إتهامًا مباشرًا لحزب الله بهذا التفجير، إذ أعلن أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن حادثة اليونيفيل ناجمة عن تعرض الدورية لعبوة ناسفة كان قد زرعها حزب الله في المنطقة سابقًا. إلا أن التحقيقات القضائية لم تحدد بعد الجهة المسؤولة عن زرع الألغام، خصوصًا أن حزب الله قد أعلن سابقًا عن إحباط محاولة إسرائيلية للتسلل إلى أحد المناطق الجنوبية القريبة من بلدة رميش.

حوادث سابقة
وأثارت هذه الحادثة تساؤلات كثيرة خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها دوريات اليونيفيل لحوادث خلال تحركاتها، كما أن العلاقة بين حزب الله وقوات اليونيفيل تكتنفها الإشكالات خلال المرحلة الأخيرة، كحادثة العاقبية التي أسفرت عن مقتل الجندي الإيرلندي شون روني من قوات الأمم المتحدة، ومن ثم إطلاق سراح المتهم محمد عياد الذي سلمه حزب الله للقضاء، وكذلك الإشكال الذي وقع بعد دخول سيارة تابعة لليونيفيل إلى ناحية حي السلّم حيث جرى توقيفها ومصادرة الأجهزة والكاميرات الموجودة معها، وتسليم العناصر للجنة الأمنية والتحقيق معهم. وكان آخرها ما تعرضت له دورية أخرى لليونيفيل يوم الإثنين الماضي في برعشيت الجنوبية بعد مهاجمتها وثقب عجلاتها ووضع علم حزب الله عليها.

لذلك، فإن التحقيقات في هذه القضية ستكون حساسة جداً.. على أمل أن تكون إسرائيل أو جهات مشبوهة أخرى هي المسؤولة عن زرع تلك الألغام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها