اسرائيل تكثف غاراتها شمال الليطاني.. وجيشها يلوّح بتوسيع الحرب

وعلى وقع التصعيد الذي شهدته الجبهة الجنوبية للبنان، إثر تصعيد حزب الله لعملياته ضد المواقع الإسرائيلية، أشار الإعلام العبري إلى أن "سماء الشمال بدت هذه الليلة مثل سماء الجنوب (غزة) وهذا فقط القليل من قدرة حزب الله". وقالت وسائل إعلام اسرائيلية إن "وابل الصواريخ من لبنان في الصلية الأخيرة لم نشهده منذ عام 2006". وختمت: "لليوم الثاني على التوالي أطلق حزب الله وابلاً مركزاً من عشرات الصواريخ على المستوطنات الشمالية ويبدو وكأنه ارتقاء درجة أخرى، وكأن ذلك استعداد للحزب للدخول في الحرب."

الاستعداد الإسرائيلي
من جهته، هدد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، اليوم الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد حالياً لتوسيع الحرب إلى لبنان، والاستمرار في شن هجمات ضد حزب الله. وقال غوردين خلال اجتماع مع رؤساء السلطات المحلية للبلدات القريبة من الحدود اللبنانية، إن "هدفنا هو تغيير الوضع الأمني في الشمال بشكل يسمح لنا بإعادة السكان بأمن وبشعور بالأمن".
وأضاف، "نحن حازمون من أجل تغيير الواقع الأمني، الذي بات يتغير في هذه الأيام، ونواصل الاستعداد لتوسيع الحرب وشن هجوم، وهذه هي مهمتنا". وتابع غوردين أنه "سنستمر في تنفيذ المعركة الدفاعية، واستهداف حزب الله وسلب قدراته. ومهمتنا هي الدفاع عن سكان وبلدات الشمال. والطريقة التي نعمل من خلالها، وأعتزم الاستمرار بها، هي الشراكة الكاملة معكم ومع السكان. وسكان الشمال هم قوتنا من أجل الاستمرار، وهم الدعم الذي سمح بالإنجازات التي توصلنا إليها حتى الآن في الشمال".

منسوب المواجهات
ميدانياً، نعى حزب الله الشهيد محمد علي فياض "لواء الحسين" مواليد عام 1997 من بلدة أنصار في جنوب لبنان، وحسن حسين خليفة "عمار" مواليد عام 1989 من بلدة الصرفند وسكان بلدة الغازية في جنوب لبنان. فيما ارتفع منسوب المواجهات عصر يوم الجمعة، فأعلن حزب الله عن تنفيذ عدد من العمليات قائلاً: "استهدفنا ‏ثكنة كيلع للجيش الإسرائيلي في الجولان المحتلّ "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"‏. أعلن حزب الله في بيانات متتالية صدرت بفارق دقائق بينها، استهداف مواقع إسرائيلية "بالأسلحة الصاروخية". وقال في بيانات متتالية إن مقاتليه استهدفوا "عند الساعة 3:30 من بعد ظهر يوم الجمعة 09-02-2024 ‏موقع ‏زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وأصابوه إصابة مباشرة". ‏كما استهدفوا "عند الساعة 4:00 من بعد ظهر يوم الجمعة 09-02-2024 ‏موقع ‏المالكية بالأسلحة الصاروخية، وأصابوه إصابة مباشرة". ‏و"عند الساعة 4:35 من بعد ظهر يوم الجمعة 09-02-2024 ‏موقع ‏بيّاض بليدا بالأسلحة الصاروخية، وأصابوه إصابة مباشرة". كما تبنى "حزب الله" تنفيذ عملية ثانية اليوم، حيث قال إن مقاتليه استهدفوا عند الساعة 14:20 دبابة "ميركافا" في موقع "البغدادي"، ما أدى إلى إصابتها وتدميرها. وأعلنت اذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه تم إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخيّة من لبنان صوب شمالي البلاد، فدوت صافرات الإنذار، في كريات شمونة، و"شمير"، و"كفار بلوم"، وبلدات حدودية أخرى.

في المقابل، أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل مؤلف من طابقين في بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل، ما أدى إلى تدميره. وحسب ما تم التداول به من معلومات، فالمنزل هو عبارة عن مركز لحركة أمل. كما ألقى الطيران الإسرائيلي صاروخين جو- أرض تصاعدت جراءهما سحب الدخان الكثيف. واستهدفت مسيرة معادية منزلًا في مركبا غير مأهول على الطريق العام، مما أدّى إلى اشتعال النار فيه. وعملت جمعية الرسالة للإسعاف الصحي والهيئة الصحية على إخماده ولم يسجل سقوط إصابات.

العدو الإسرائيلي استهدف بشكل عنيف خراج بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار، كما بلدة بليدا في قضاء مرجعيون. وإلى ذلك، سجلت مساء غارة اسرائيلية على منطقة اللبونة- وادي حامول في الناقورة، وغارة اخرى على بلدة الخيام. وتزامناً، استهدف قصف مدفعي جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي، وأيضاً الأطراف الحدودية للناقورة، ناحية الخط الأزرق من الجنوب في القطاع الغربي.