أما المفاجأة، فكانت بوصول الوفد الوزاري والأمني إلى دمشق، برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، في 23 تشرين الأول 2023، أثناء انشغال لبنان والعالم بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والمواجهات على الجبهة الجنوبية للبنان. وقد عكست هذه الزيارة إصرار لبنان الرسمي على التعامل مع اللجوء السوري كعامل متفجر ووحيد في لبنان.
ومقابل وصف السوريين بـ"اللاجئين الاقتصاديين"، بذريعة استفادتهم من المساعدات الأممية وتنقلهم الدائم بين لبنان وسوريا، ثمة إصرار على التعامل مع الوجود السوري بمعزل عن سياقه التاريخي. وذلك رغم جذوره العميقة، وهو وجود يعود لخمسينات القرن الماضي، مع قدوم عمال سوريين للعمل بالزراعة الموسمية وفي القطاعات الصناعية والعقارية، إضافة إلى قدوم عائلات سورية من الطبقتين الوسطى والعليا وحصول بعضها على مراسيم التجنيس.
والسؤال الاشكالي الذي تطرحه حلقة "تركيب": كيف لدولة عاجزة عن رعاية شعبها، أن تكون مسؤولة عن مصير شعبين داخل بلد واحد؟ وما هو الأكثر خطورة، الوجود السوري أم غياب سياسات الدولة بحالات السلم والحرب؟
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها