الغارات تضرب شبكات الكهرباء والمياه.. والحزب ينعى شهيدين

يومٌ واحد يفصلنا عن دخول الاشتباكات المسلّحة بين حزب الله وقوات الجيش الإسرائيليّ، شهرها الخامس؛ وبالرغم من كون هذه الاشتباكات، لم تكن طيلة الشهور الخمسة الأخيرة، ذات وتيرة مستقرة، متقطعةً وضمن قواعد اشتباك محدّدة، إلا أن واقع الجبهة الجنوبيّة يشهد مؤخرًا تصعيدًا غير اعتياديّ، شذّ عن هذه القواعد، بما ينذر بسيناريوهات جديدة قد تُطرح على الطاولة الدبلوماسيّة، وكذلك في الميدان نفسه.

إذ أفادت تقارير إسرائيليّة عن طلب الجيش الإسرائيليّ، اليوم الأربعاء 7 شباط الجاري، من المشافي المتواجدة شمال الأراضي المحتلة، بالعمل الفوريّ على البحث عن مواقع لإقامة مهابط بديلة للطائرات المروحيّة، تحسبًا لتعرّض المهابط الحاليّة لضرّرٍ في حرب محتملة على الجبهة اللّبنانيّة. وهذا الطلب جاء بعد ليلةٍ طويلة، كان قد حلّق طيران الاستطلاع الإسرائيليّ طوال ساعاتها فوق قرى القطاعين الغربيّ والأوسط جنوبي لبنان، وصولًا إلى مشارف مدينة صور وبعمق جنوبيّ غير اعتياديّ، وفق بعض التّقارير الميدانيّة. فيما أفادت أخرى عن تحليق الطيران الإسرائيليّ فوق بعض المدن اللّبنانيّة كبيروت وطرابلس.

وكان هجوم بصواريخ مضادة للمدرعات استهدف موقع لجيش الاحتلال الإسرائيليّ في منطقة "مرغليوت" الحدوديّة أمس الثلاثاء، أسفر عن إصابة جنديين في جيش الاحتلال نقلا للعلاج في مستشفى "زيف" في صفد، وهما بحالة مستقرة، فيما جرى إخراجهما من المشفى لاحقًا.

وقام الطيران الإسرائيليّ بغارةٍ على محطة ضخّ مياه الوزاني في سهل الوزاني، نجم عنها أضرار ماديّة، فيما أسفرت هجمات أخرى للاحتلال عن تضرّر بنيويّ لشبكتي الكهرباء والمياه والطرق العامة والفرعيّة، في عدّة قرى وبلدات جنوبيّة متاخمة للخطّ الأزرق. واستهدف الطيران الحربيّ المُسيّر عدّة مواقع، فيما أعلن الحزب استهدافه لمواقع إسرائيليّة. فيما أفادت تقارير عن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان نحو موقع إسرائيلي في تلال كفرشوبا.

وعند الحاديّة عشر صباحًا، وبينما كانت حركة أمل تشيع مقاتيلها الثلاثة الذين سقطوا أمس، نعى الحزب مقاتلًا له، في بيانٍ قال فيه: "بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد محمد جعفر عسيلي (ولاء) مواليد عام 1975 من بلدة أنصار في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس". وبعدها بنصف ساعة، نعى الحزب مقاتلًا آخر، قائلًا: "بمزيد من الفخر والإعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد حسين محمد شمص (مهدي) مواليد عام 1995 من بلدة اللبوة في البقاع، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس".

ونهاراً استهدفت غارتان للطيران الحربي الإسرائيليّ أطراف بلدة مروحين، فيما أغارت مُسيّرة إسرائيليّة على بلدة الخيام جنوبي لبنان، استشهد على إثرها أحد المواطنين وجرح شخصين آخرين. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ، في بيان، عن استهداف الاحتلال لمبنى عسكريّ في مروحين، قائلًا: "قصفنا خلال الليلة الماضية بنى تحتية عسكرية لحزب الله في قرية بني حيان". وأضاف البيان: "رصدنا إطلاق صاروخ نحو مزارع شبعا من جنوب لبنان، وسقط في منطقة مفتوحة، وصاروخ آخر نحو شتولا، وهاجمنا بالقصف المدفعي مصادر إطلاق النار".

بينما أشار حزب الله في بيان: "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، استهدف ‌‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 01:45 من بعد ظهر يوم الاربعاء، ‏موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة و‏تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيطه ‏بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيهما إصابات مباشرة".

وفي بيانٍ آخر قال الحزب: "استهدفنا التجهيزات الفنية في موقع راميا وحققنا إصابةً مباشرة". هذا ونقلت الوكالة الوطنيّة للإعلام عن إطلاق بالونات حراريّة في أجواء قرى قضائي النبطيّة وصور. كما واستهدفت بلدة الخيام ومحيطها، بأربعة غارات ظهر اليوم. فيما توجهت فرق "الرسالة" للإسعاف إلى المنطقة.