الثلاثاء 2024/02/06

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

وزير خارجية فرنسا في بيروت: إحياء اتفاقية نيسان 1996؟

الثلاثاء 2024/02/06
وزير خارجية فرنسا في بيروت: إحياء اتفاقية نيسان 1996؟
"فرنسا لن تسمح لإسرائيل بتوجيه ضربات للبنان" (المدن)
increase حجم الخط decrease
زيارة استكشاف وتعارف، إضافة إلى نقل أجواء ورسائل دولية وإسرائيلية للبنان، في إطار المساعي الفرنسية المبذولة لتجنب المزيد من الصراع.
بذلك يمكن وصف زيارة وزير الخارجية الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورنيه، الأولى إلى لبنان. يأتي سيجورنيه إلى بيروت من تل أبيب، التي ناقش فيها مع المسؤولين الإسرائيليين في تطورات الوضع في جنوب لبنان، وسط تسريبات إسرائيلية تشير إلى أن النقاشات كانت متوترة جداً مع المسؤولين الإسرائيليين، ما دفع بالوزير الفرنسي للقول إن باريس لا يمكنها أن تتخلى عن دعم لبنان، أو تسمح لإسرائيل بتوجيه ضربات له. مشدداً على أنه في حال توسعت الحرب، فإن فرنسا ستكون مضطرة للتدخل عسكرياً لحماية 20 ألف فرنسي يقيمون على الأراضي اللبنانية. ولم يصدر أي توضيح حول ماهية التدخل العسكري الفرنسي، وإذا سيكون مرتبطاً بتهديد ورفع السقف، ام أنه تدخل عبر الطائرات لإجلاء الرعايا من حملة الجنسية الفرنسية.

تكامل مع الأميركيين والبريطانيين
حسب ما تشير مصادر متابعة للزيارة، فإن المباحثات التي عقدها الوزير الفرنسي مع اللبنانيين كانت إيجابية. وهي لا تخرج عن سياقات ما يبحثه الأميركيون والبريطانيون، في إطار السعي للوصول إلى تخفيف التوتر وتكريس التهدئة ومنع التصعيد. والتشديد على وجوب إيجاد حل ديبلوماسي للأزمة القائمة. ونقل رسائل تتصل بهذا السياق.

وقد بدأ سيجورنيه زيارته بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، ومستشار الرئيس برّي محمود بري، "حيث تناول البحث تطور الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان". واكتفى الوزير الفرنسي، لدى مغادرته بالقول: "لن أعلق الآن. سوف أعلق لاحقاً".
بعدها انتقل الوزير إلى السراي الكبير للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال سيجورنيه خلال لقائه ميقاتي: "انتخاب الرئيس مسألة أساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة". وعلى جدول أعمال زيارته السريعة لقاء مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش جوزيف عون.

بعد لقائه وزير الخارجية، قال بوحبيب: "الفرنسيون تهمهم سلامة لبنان، وسيجورنيه نقل الجو الاسرائيلي، وسعيهم لإعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم، بينما نريد سلاماً كاملاً وانسحاباً كاملاً". أضاف: "فرنسا لديها اقتراحات للحل غير جاهزة بعد". وتابع: "حذرنا من قيام الإسرائيليين بحرب، وأبلغنا سيجورنيه أننا نريد اتفاقاً على إظهار الحدود البرية". وقال: "الحوار دائم مع حزب الله على مستوى الخارجية ورئاسة الحكومة ولا خلاف معه إطلاقاً". وتابع: "نقترح المساعدة من قبل المجتمع الدولي لتأمين تواجد أكبر للجيش لتجنيد 7 آلاف عنصر والفرنسيون مهتمون بهذا الأمر".
وتقترح فرنسا تكريس الاستقرار في الجنوب، انطلاقاً من تعزيز دور الجيش اللبناني وعمل قوات الطوارئ الدولية ووقف العمليات العسكرية، وإمكانية إعادة تفعيل عمل لجنة مراقبة اتفاقية نيسان 1996 والتي كانت فرنسا شريكة فيها إلى جانب أميركا مع لبنان وإسرائيل.

بو حبيب يحتجّ
ديبلوماسياً أيضاً، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بو حبيب، أنه "لن تكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لأن ذلك سيؤدي لتجدد الحرب". وشدد بو حبيب خلال مداخلة عبر قناة "العربية"، على أنّنا "لن نقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع إسرائيل". واعتبر أن "الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة الكافية للانتشار على الحدود"، مشيراً إلى "وجود مشكلة يعاني منها الجيش ألا وهي النقص بالعدة والعتاد".

من جهة أخرى استدعى بوحبيب السفير البريطاني هاميش كاول وسلّمه برقية احتجاج، على خلفية تخطي وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون وزارة الخارجية في زيارته الأخيرة إلى بيروت. وهذا الاستدعاء هو الثاني من نوعه، بعد حادثة مماثلة أدت إلى استدعاء رئيس البعثة في آذار 2023، لعدم احترام بريطانيا للأصول الديبلوماسية وعدم إبلاغ السفارة وزارة الخارجية بأمر زيارة وزير الخارجية البريطاني حينها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها