يوم جنوبي دموي: 5 شهداء للحزب و2 لسرايا القدس

ظهر اليوم الإثنين 12 شباط الجاري، استشهد أربعة أشخاص، بغارتين إسرائيليتين على منزلين في بلدتي طيرحرفا ومارون الراس في الجنوب اللّبنانيّ، فيما نجا مسؤولٌ في حزب الله من استهدافٍ مباشر ومتعمد من قبل الجيش الإسرائيليّ طال سيارته على الطريق العام في بنت جبيل بالقرب من مشفى بنت جبيل الحكوميّ.

وقد نعى حزب الله في مواجهات الجنوب كلاً من محمد باقر حسان بسام "خميني" مواليد عام 1989 من بلدة عيناثا، وعلي أحمد مهنّا "مالك" مواليد عام 1988 من بلدة مارون الراس، حسين جميل حاريصي "ساجد" مواليد عام 1994، وحسن أحمد ترمس "كرار" مواليد عام 1988، وأحمد حسين ترمس "هلال" مواليد عام 1991 من بلدة طلوسة. كما أصدرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، بيانا نعت من خلاله اثنين من مقاتليها، جاء فيه: "بأسمى آيات الفخر والاعتزاز تزُف سرايا القدس إلى شعبنا الفلسطيني المجاهد وإلى الأمتين العربية والإسلامية كلاً من الشهيدين المجاهدين: محمد موسى فارس (39 عاما) ‘أبو جهاد‘، وسليمان شحادة سليمان (33 عاما) ‘أبو طالب‘".

وقالت مصادر مقربة من حزب الله إن "غارة إسرائيلية استهدفت رابط حزب الله في بلدة مارون الراس"، وهي تسمية يطلقها الحزب على مسؤوليه المحليين في البلدات الواقعة في نطاق نفوذه. وأدت الضربة إلى إصابة المسؤول المحلي محمد عبد الرسول علوية "إصابة بالغة وحرجة، نقل على إثرها إلى المستشفى للعلاج"، وفق هذه المصادر. فيما قال الجيش الإسرائيلي، إن طائراته أغارت على سلسلة أهداف تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بما في ذلك سيارة استقلتها عناصر من الجماعة في منطقة مارون الراس. وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة "إكس" أنه جرى أيضًا تدمير عدة بنى تحتية في مناطق العديسة والخيام في جنوب لبنان.

هذه الاستهدافات حصلت بعد ليلةٍ عصيبة عاشتها البلدات والقرى الجنوبيّة، بالتّوازي مع موجة من القصف المدفعيّ الإسرائيليّ العنيف، وإطلاق مستمر للقنابل المضيئة فوق القرى المتاخمة للخطّ الأزرق، وسط تحليق الطيران الاستطلاعي فوق قرى صور وبنت جبيل وبكثافة غير اعتياديّة. وقد طال قصف الاحتلال اليوم، بلداتٍ ومناطق بينها الخيام وطيرحرفا ومارون الراس والعويضة والعديسة، وأطراف الضهيرة وجبل اللبونة.

هذا فيما أعلن حزب الله، في بيانٍ له اليوم، تنفيذه لـ1013 عملية ضدّ مواقع إسرائيليّة وتجمعات للجيش الإسرائيلي خلال 127 يومًا، أي منذ 8 تشرين الأوّل الفائت، ولغاية 11 شباط الجاري.

والواقع الميدانيّ متسق مع تأجّج الاشتباكات المسلّحة بين حزب الله والجانب الإسرائيليّ، التّي وصلت في الأيام الأخيرة إلى تصعيدٍ غير مسبوق، جعل من احتماليّة الحرب الشاملة قريبةً وواردةً أكثر من أي وقتٍ مضى، ذلك بالرغم من المفاوضات بين أطراف النزاع والزيارات الرسميّة المستمرة والجهود الدبلوماسيّة الحثيثة لوقف التصعيد أو تداركه بالحدّ الأدنى.

وفي سياقٍ متصل، استقبل أمين عام حزب الله حسن نصرالله، الأمين العام لـ"حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين"، زياد نخلة. وحسب البيان الصادر عن الحزب، تمّ عرض "لآخر المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية ميدانياً وشعبياً وسياسياً، وأوضاع جبهات الدعم والمساندة التي يُقدمها محور المقاومة في الساحات المختلفة، وتم التداول حول الاحتمالات القائمة والتطورات المتوقعة سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السياسية".

وأكد "الطرفان ضرورة الثبات ومواصلة العمل بقوة لتحقيق النصر الموعود".