الجمعة 2023/09/08

آخر تحديث: 00:12 (بيروت)

"انتكاسة" أمنية بعين الحلوة: فصل جديد لمعركة لم تُحسم

الجمعة 2023/09/08
"انتكاسة" أمنية بعين الحلوة: فصل جديد لمعركة لم تُحسم
الاشتباكات استمرت لأكثر من ساعة بشكل متواصل
increase حجم الخط decrease

بغض النظر عمن يتحمل مسؤولية خرق وقف إطلاق النار، الذي صمد نحو الشهر في مخيم عين الحلوة، إلا أن ما شهده المخيم ليل الخميس من تجدد للاشتباكات وبشكل عنيف بين حركة فتح من جهة، ومجموعات إسلامية مسلحة على محور البركسات (معقل الأولى)– حي الطوارئ (معقل الثانية)، أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الوضع الأمني في المخيم قابل في أية لحظة للانفجار، مع بقاء كلا الطرفين على سلاحه واستنفاره وتموضعه في مواجهة الآخر، ورفض كليهما إخلاء مجمع مدارس الأونروا، الذي تحول هو الآخر إلى محور تماس مباشر بينهما، بينما أتاحت أسابيع الهدنة -إذا صح التعبير- لكلا الطرفين استكمال جهوزيته العسكرية لمعركة حسم لا يزال فتيلها حاضراً وجاهزاً للاشتعال. وقد لا تكون انتكاسة ليل الخميس سوى بروفة لها!

فلم تكد الخطوات الميدانية التي اتفقت عليها هيئة العمل الفلسطيني المشترك، التي تضم مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية بما فيها الإسلامية، لتثبيت دائم لوقف إطلاق النار في أعقاب الاشتباكات العنيفة والأكثر دموية التي شهدها المخيم على عدة محاور بين الطرفين، نهاية تموز الماضي، إثر اغتيال قائد الأمن الوطني العميد أبو أشرف العرموشي (فتح) وأربعة من مرافقيه وأحد الإسلاميين ويدعى عبد فرهود، واستمرت لأيام وأسفرت عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وعن نزوح آلاف الفلسطينيين واللبنانيين من المخيم وحي التعمير، وتضرر مئات الوحدات السكنية فيهما.. حتى اشتعل المخيم من جديد باشتباكات انحصرت هذه المرة بمحور واحد (البركسات-الطوارئ) واستمرت لأكثر من ساعة بشكل متواصل، قبل أن تنجح الاتصالات المكثفة التي جرت على أكثر من مستوى فلسطيني ولبناني في المخيم وخارجه، في لجم نيران الاشتباكات وإعادة الهدوء إلى المخيم، ولو حذراً مع تسجيل بعض الخروقات ليلاً.

كيف انهار وقف اطلاق النار في عين الحلوة؟
بعيد التاسعة من مساء الخميس، بدأت الأخبار ترد من المخيم عن إلقاء قنبلتين تباعاً على محور البركسات-الطوارئ. ولم يمض نصف ساعة حتى بدأت تسمع أصوات إطلاق النار بكثافة، أعقبه إطلاق قذائف صاروخية. ومن ثم اتخذت شكل اشتباكات عنيفة على المحور نفسه، استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة.

وتضاربت المعلومات بداية حول من بدأ بالقاء القنبلتين واطلاق النار، وسط تبادل اتهامات بين فتح ومجموعات إسلامية مسلحة كل للآخر بالمسؤولية عن خرق وقف اطلاق النار. ففي حين أعلنت فتح أن مراكز تابعة لها في البركسات تعرضت لهجوم كبير من قبل من وصفتهم بالتكفيريين في حي الطوارئ، وأن مقاتليها يتصدون لهم.. أشارت مصادر "الشباب المسلم" في المخيم إلى أن عناصر غير منضبطة من فتح هي من بدأت بإلقاء القنابل وإطلاق النار.

وعلمت" المدن" أن سبب الانتكاسة الأمنية الجديدة في عين الحلوة هو "معركة إخلاء مجمع المدارس" التابع للأونروا، والواقع على خط التماس بين البركسات والطوارىء، حيث كان اجتماع لهيئة العمل الفلسطيني المشترك عصر الخميس، انتهى إلى اتفاق على البدء بخطوات عملانية لإخلاء المجمع، الذي لا يزال محتلاً من قبل فتح والمجموعات الاسلامية المسلحة منذ الاشتباكات الماضية، ويرفض كوادر من كلا الطرفين إخلاءه قبل أن يفعل الآخر، لأنه سيصبح مكشوفا أمامه.
في هذا الوقت كانت القذائف الصاروخية والرصاص الطائش المستخدم بكثافة في الاشتباكات يطال بعض أحياء صيدا القريبة من المخيم، في وقت كان أكثر سكان وقاطني محيط محور الاشتباكات فلسطينيين ولبنانيين قد نزحوا إلى منطقة الموصلي ومستديرة السراي، طلباً لملاذ آمن.
وبعيد العاشرة والنصف ليلاً نجحت الاتصالات التي جرت بين قيادتي القوى الإسلامية وفتح، ودخلت على خطها أيضاً فاعليات صيداوية وقيادات أمنية لبنانية، في الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، لم يترجم على الأرض بشكل كلي إلا بعد نحو نصف ساعة.
وأسفر تجدد الاشتباكات عن وقوع عدد من الجرحى تم نقلهم إلى مستشفيات صيدا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها