الإثنين 2023/09/11

آخر تحديث: 19:38 (بيروت)

عين الحلوة: وقف إطلاق نار آخر.. مع وقف التنفيذ!

الإثنين 2023/09/11
عين الحلوة: وقف إطلاق نار آخر.. مع وقف التنفيذ!
ارتفعت حصيلة اشتباكات المخيم حتى الآن إلى 8 قتلى (المدن)
increase حجم الخط decrease
لم يعد خافياً على أحد أن الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة أصبح يدور في حلقة مفرغة: اشتباكات عنيفة، وقتلى وجرحى ودمار ومصادرة لحياة مخيم ومدينة.. ثم مساع واجتماع لوقف إطلاق النار.. فبيان يؤكد عليه وعلى خطوات تليه، تبقى حبراً على ورق، ومع وقف التنفيذ، رغم تأكيد الأطراف المعنية رسمياً التزامها به. فللميدان بيان آخر يكتب بدماء تراق وبيوت تهدم وأمن مخيم ومدينة يستباح.

اجتماع مع "الأمن العام"
فلم تمض لحظات على الإعلان عن التوصل لوقف جديد لإطلاق النار مساء الإثنين، إثر اجتماع مطول لهيئة العمل الفلسطيني المشترك مع المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، حتى اشتدت الاشتباكات مجدداً في المخيم.
الاجتماع الذي دعا إليه اللواء البيسري، تخلله نقاش مستفيض حول تطورات الوضع في المخيم وأفق الحل. وصدر عن المجتمعين بيان أكد على الوقف الفوري لإطلاق النار، وعلى تشكيل لجنة لمتابعة ملف تسليم المتهمين باغتيال العميد العرموشي ورفاقه وعبد فرهود.وهو بيان شبيه بالبيان الذي صدر عن اجتماعات سفارة فلسطين إثر الاشتباكات السابقة قبل نحو الشهر.
وذكرت مصادر مطلعة أن حركة حماس اقترحت خلال الاجتماع إضافة بند ثالث، وهو إزالة جميع المظاهر المسلحة وسحب المسلحين من الشوارع. وعرضت أن تقوم هي -أي حماس- بمبادرة باتجاه الإسلاميين للتفاوض معهم بخصوص تسليم المطلوبين. لكن هذا الاقتراح قوبل برفض حاسم من فتح!

قائد الجيش
وكان قائد الجيش العماد جوزيف عون استقبل في اليرزة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، أشرف دبور، بحضور أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، حيث جرت متابعة التطورات في مخيم عين الحلوة.
وعلى خط محاولات التوصل لوقف اطلاق النار  في المخيم يتوقع أن يصل إلى لبنان مساء اليوم عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، موفداً من الرئيس الفلسطيني حيث يلتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين وقيادة فتح في لبنان لهذه الغاية.

وقائع اليوم الخامس من الاشتباكات
في ما بدا سباقاً محموماً بين وقائع الميدان والمساعي المذكورة، مضى اليوم الخامس على اشتباكات مخيم عين الحلوة محملاً بالمزيد من التطورات المتسارعة على هذين الصعيدين، ومثقلاً بالمزيد من القتلى والمصابين، فيما لا يبدو الحل قريباً على الأقل ميدانياً!
تركزت الاشتباكات اليوم الإثنين على وسط المخيم وتحديداً على محور جبل الحليب -حي حطين، الذي سجلت فيه فتح بعض التقدم وميزه نجاح الحركة في استهداف مجموعة مسلحة للإسلاميين في الحي المذكور بقذيفة صاروخية، أدت لإصابة اثنين منهم على الأقل، كانت المفاجأة أن احدهما ويدعى عز الدين داوود (الشهير بإسم عزو ضبايا) هو من بين المطلوبين البارزين الثمانية المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني العميد أبو اشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه، نهاية تموز الماضي، حيث أصيب ضبايا بجروح خطرة في رأسه، وتم نقله إلى مستشفى الراعي.وذكرت مصادر فتح في البداية أنه فارق الحياة. لكن مصادر طبية في المستشفى المذكور قالت انه متوف سريرياً وأن حالته ميؤوس منها. كما أفيد عن إصابة المطلوب يوسف شبايطة في الحي نفسه. وتحدثت أوساط فتح عن إصابات أخرى أوقعتها في صفوف هذه المجموعة. وارتفعت حصيلة اشتباكات المخيم حتى الآن إلى 8 قتلى وأكثر من مئة جريح.
وسبق ذلك مقتل عنصرين لفتح وإصابة عنصرين آخرين، في هجوم في حي حطين، الذي شهد اشتباكات بين الطرفين، استمرت خلال النهار عنيفة حيناً ومتقطعة أحياناً، بعد ليل هادى نسبياً تخللته بعض خروقات متفرقة.

صيدا المقفلة
وكما في الأيام الأربعة السابقة، طات قذائف ورصاص الاشتباكات الأوتوستراد الشرقي جنوبي صيدا وطريق الحسبة المحاذية للمخيم وبعض أحياء محيط ووسط المدينة، فيما شهدت المدينة إقفالاً لسراياها الحكومي وعدد من المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة، وبعض المرافق العامة الواقعة في مرمى نيران المخيم، وانعكست شللاً في الأسواق التجارية للمدينة. وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف في تصريح له: إن الاشتباكات المؤسفة المستمرة في مخيم عين الحلوة منذ الخميس الماضي، وما قبله بشهر، أصابت وتصيب مدينة صيدا في الصميم، لأن ما بين صيدا والمخيم أكثر من احتضان جغرافي من مدينة لمخيم، بل هو احتضان لقضية وحق فلسطيني على مدى عقود وأجيال، وإن صيدا الحاملة دوماً لهموم وشجون ومطالب الشعب الفلسطيني والمدافعة عن حقوقه الوطنية العادلة والمحقة، حزينة اليوم لما يجري في عين الحلوة من تقاتل عبثي، يدفع ثمنه في النهاية أصحاب هذه القضية مزيداً من الدماء والدمار والتهجير، كما تدفع ثمنه مدينة صيدا من أمنها واستقرارها ومن اقتصادها.
وأضاف: ان تداعيات استمرار هذه الاشتباكات من أمنية وحياتية وإنسانية واقتصادية تطال كل القطاعات ومنها القطاع التجاري. وهي انعكست وتنعكس شللاً كلياً في حركة الأسواق في المدينة. إننا نناشد المتقاتلين في المخيم حقن الدماء ووقف اطلاق النار من أجل تجنيب أبناء المخيم والجوار لبنانيين وفلسطينيين مزيداً من المآسي، وتجنيب صيدا مزيداً من المعاناة. وأننا نستنكر بشدة استهداف مراكز الجيش اللبناني في محيط المخيم بقذائف الإشتباكات، متمنين الشفاء العاجل للجرحى العسكريين".

بيان حزب الله
وتعليقاً على الاشتباكات، أصدر حزب الله بياناً جاء فيه: "يعرب حزب الله عن بالغ أسفه للاقتتال الدائر منذ أيام في مخيم عين الحلوة، والذي أدى الى سقوط عدد من الضحايا والجرحى، وتدمير الممتلكات وتهجير جديد لأبناء الشعب الفلسطيني، وطالت شظاياه المناطق المجاورة والمجمعات الدينية والمؤسسات التربوية ونقاط الجيش اللبناني والطرقات القريبة".

وأضاف البيان: "إننا نؤكد بشكل صريح لا مجاملة فيه لأحد أننا ضد هذا الاقتتال ونرفضه بالمطلق، ونعتبر أن المستفيد الوحيد منه هو العدو الصهيوني، والمتضرر الأكبر منه هو  الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية، ففي الوقت الذي يخوض فيه مجاهدو المقاومة الفلسطينية في الداخل أعظم الملاحم لتحرير تراب فلسطين يحصل هذا القتال العبثي في مخيم عين الحلوة، والذي يدمر البشر والحجر ويعمق المأساة، ويضر بشكل كبير بالوحدة الوطنية الفلسطينية ومستقبل العمل الوطني".

وقال الحزب: "إننا ندعو إلى وقف لاطلاق النار بشكل فوري، والالتزام بكل مندرجات وآليات الحل التي يتم التوافق عليها في إطار العمل الوطني الفلسطيني، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوى الفاعلة والمؤثرة".  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها