الملف الآخر الذي سيبحثه فرج مع الجهات الأمنية اللبنانية، وفق المصدر، هو محاولة إحياء فكرة الشرطة الفلسطينية داخل المخيمات في لبنان، وهو ما بدأ به خلال الأعوام السابقة، بتوافق بين لبنان والسلطة، وجرى تدريب مئات العناصر داخل مخيم الرشيدية، لكن فشل المشروع لعدة أسباب، منها أن هذه الشرطة الفلسطينية كان أداؤها ضعيفاً في اختبارات عديدة، خاصة في المعارك التي جرت ضد جماعات مناهضة لفتح في مخيم عين الحلوة.
كما أن الأزمة اللبنانية ألقت بثقلها على هذا الملف، وساهمت بعرقلة السير به. لكن المصدر الفلسطيني يقول إنه من غير المرجح إعادة إحياء الفكرة لأسباب عديدة، منها أن إعادة طرح الفكرة سيوحي أنها موجهة ضد ما يُقال عن نشاط فصائل فلسطينية بجنوب لبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومنها إطلاق صواريخ في نيسان الماضي. وستكون متزامنة مع اعتقالات تقوم بها السلطة الفلسطينية تستهدف مقاومين في جنين ونابلس وغيرهما.
تهدئة في الضفة
ويقول المصدر إن فرج سيحاول الالتقاء بعدد من مسؤولي الفصائل الفلسطينية المؤثّرة، لدفعها باتجاه التهدئة في الضفة الغربية، متذرّعاً بتهوّر الحكومة الإسرائيلية اليمينية، وأن ردود فعلها غير محسوبة غالباً، كما أن فرج سيسوّق الحجج بأن تصاعد المقاومة في الضفة سيدفع المجتمع الإسرائيلي إلى التوحد مجدداً بوجه "التهديدات الفلسطينية".
وسيعرض فرج، وفق المصدر، على هذه الفصائل إطلاق سراح عناصرها في جنين خصوصاً، مقابل ما يدعوه "تخفيض العنف في الضفة". ليتساوق بذلك مع جهود رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لفرض التهدئة في الضفة من خلال خطوات اتبعها عباس، منها زيارته لجنين، ودعوته لاجتماع يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.
خلافات داخلية
ولا يغفل المصدر عن الإشارة إلى اللقاءات التي سيعقدها فرج مع القيادات الفتحاوية في لبنان، لمناقشة عدد من الملفات البارزة، منها: الخلاف داخل الهلال الأحمر الفلسطيني، وسيحاول حل الخلاف القائم بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، والسفير الفلسطيني أشرف دبور من جهة، ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني من جهة أخرى، خصوصاً وأن بعض المصادر تربط بين ماجد فرج وما حصل من سجال إعلامي بين اللجنة والمنظمة مؤخراً (راجع "المدن")، معتبرة أن فرج غير راض عن أداء قيادة المنظمة في لبنان، ويسعى إلى تغييرات جذرية تعيد تنشيط أدائها.
زيارة ماجد فرج إلى بيروت لها أهميتها، ليس فقط بسبب قيادته للمخابرات العامة منذ عام 2009، بل بسبب الملفات العديدة التي يديرها، ومنها ما هو داخل المجتمع الفلسطيني في لبنان، وما يمكن أن يلعبه من دور في المستقبل، خصوصاً أنه الخليفة المرجّح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها