حضور عون كان بهدف التأثير على النواب المتمنعين، والذين فضلوا ترشيح أحد أعضاء التكتل ابراهيم كنعان للرئاسة، طالما أن اسمه مدرج في اللائحة التي يحملها الراعي إلى فرنسا. إذ -حسب المعلومات- يحمل الراعي خمسة أسماء لبحثها مع ماكرون، على قاعدة أن قوى المعارضة بإمكانها ان تتوافق على أحد منها. وتضم الأسماء، قائد الجيش جوزيف عون، جهاد أزعور، ابراهيم كنعان، زياد بارود، ونعمت افرام. فيما تتجه الغالبية في المعارضة إلى تبني ترشيح أزعور.
في موازاة اجتماع تكتل لبنان القوي، والذي طال كثيراً، لما تخلله من سجالات ونقاشات بلغ بعضها حداً من التوتر رفضاً لخيارات باسيل.. كان عدد من النواب الممثلين عن كتل متعددة، كحزب القوات، الكتائب، تجدد، وبعض من نواب التغيير، يعقدون اجتماعاً أيضاً للبحث في دعم ترشيح جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، على أن يستمر التواصل مع مستقلين ومع اللقاء الديمقراطي لإقناعهم بهذا الخيار. وكان يفترض أن يتوجه نائب من تكتل لبنان القوي للالتحاق باجتماع النواب الآخرين ليكون الموقف موحداً.
بيان "لبنان القوي"
ولم يحسم التكتل خياره، بسبب اعتراض خمسة نواب منه على خيار باسيل في تبني ترشيح ازعور. إذ لم ينجح باسيل في تليين موقفهم. وقد صدر عن الاجتماع بيان جاء فيه: "عُرِضَت بالتفاصيل الخيارات والتوجهات السياسية المطروحة، وأدلى النواب بآرائهم، حيث تم في النهاية التأكيد على المسار المتفق عليه سابقاً، والذي يقوده رئيس التكتل لجهة التوافق مع المعارضة على مرشح لرئاسة الجمهورية، يتمّ الإعلان عنه بعد تحديد الاحتمالات واكتمال المشاورات في ما يخصّ البرنامج وآلية الإنتخاب وتأمين أوسع تأييد نيابي له، على قاعدة التوافق وليس الفرض. وإذا تعذر ذلك، التوجه إلى تنافس ديمقراطي عبر التصويت في مجلس النواب. مع تأكيد التكتل قناعته ان انتخاب رئيس جمهورية ونجاحه في هذه المرحلة، يتطلّب توافقاً وليس تحدياً من أحد ضد أحد".
رفض مسيحي
في باريس، كان الراعي صريحاً حيال رفض المسيحيين لمحاولة فرض مرشح رئاسي عليهم، لأن الرئاسة تمر عبر المسيحيين وبكركي. وهو ما أبلغه البطريرك أيضاً لدوائر الفاتيكان. أبدى الجانبان الفرنسي والفاتيكاني تفهماً للموقف، وكان تشديد على ضرورة اتفاق اللبنانيين على انتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن. على أن يكون ملتزماً برنامج الإصلاح والعمل على معالجة الأزمات.
ناقش الراعي مع ماكرون في مسألة الأسماء، والتي يمكنها تحقيق الفوز، باعتبار أنها أسماء غير مستفزة وتوافقية، فيما شرح الفرنسيون وجهة نظرهم للراعي. وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن الفرنسيين أبدوا تفهماً لكل ما يجري في لبنان من ردود فعل، وكرروا أنهم يؤيدون ما يتوافق عليه اللبنانيون، بشرط إنجاز الانتخابات الرئاسية سريعاً.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها