ووفق المصادر، الخيارات أمام المجلس الدستوري صعبة جداً. ففي ظل الغموض الحالي الذي يلف مالية الدولة، واقتراب موعد رحيل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وفي ظل الفراغ الرئاسي وعدم عقد جلسات تشريعية، تتعقد الأمور أكثر حيال إمكانية تأمين تمويل ميزانية الانتخابات. ورد قانون التمديد يعني العودة إلى الدوران في الحلقة المفرغة عينها التي سبقت دعوة الهيئات الناخبة سابقاً. وبالتالي، قرار المجلس الدستوري المرجح، لإبعاد كأس السم عنه، هو عدم اتخاذ أي قرار. وحينها يصبح قانون التمديد نافذاً تلقائياً بعد الثاني من حزيران. وتعود طابة إجراء الانتخابات البلدية إلى ملعب القوى السياسية، التي قررت التمديد للمجالس البلدية لمدة عام.
خيار رفض التمديد
ووفق المصادر، تتعدد وجهات النظر داخل المجلس الدستوري بين من يريد تثبيت القرار الأولي الذي أبطل قانون التمديد، وتكريس حق الاقتراع ودورية الانتخابات. وبين من يرى أن هكذا قرار سيؤدي إلى فراغ على المستوى المحلي. فالمجلس الدستوري لا يستطيع تحديد موعد للانتخابات، بل ينظر بدستورية القانون الذي صدر عن المجلس النيابي. وجل ما يستطيع القيام به هو إبطال قانون التمديد، وإرفاق قراره بالدعوة إلى انتخابات بلدية فوراً.
وتضيف المصادر، كلمة "فوراً" ليس لها أي تبعات عملية أو إلزامية. بمعنى آخر، يلقي المجلس الدستوري المسألة على عاتق وزارة الداخلية، التي تصبح ملزمة بدعوة الهيئات الناخبة، لكن من دون أي مفعول يثبت إجراء الانتخابات في المهلة التي تحددها الوزارة.
وتلفت المصادر إلى أنه سبق ودعت وزارة الداخلية الهيئات الناخبة ولم تجر الانتخابات، لأن الحكومة لم تؤمن التمويل، ولم يعمل المجلس النيابي على تأمين الاعتمادات المالية. بل قرر الأخير تشريع التمديد. وفي حال قرر "الدستوري" إلغاء قانون التمديد يضع وزارة الداخلية أمام إشكالية تغطية الفراغ إلى حين إجراء الانتخابات، وتأمين التمويل لها. والأمران بحاجة إلى جلسة تشريعية للمجلس النيابي. ما يفضي إلى الحلقة المفرغة السابقة، التي يمكن المجلس الدستوري تجنبها بعدم التوصل إلى قرار بشأن الطعون.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها