من جهتها، أوضحت الرّئاسة الفرنسيّة "الإليزيه"، أنّ "ماكرون وبن سلمان عبّرا عن قلق مشترك حيال الوضع في لبنان، وكرّرا عزمهما على العمل معًا للمساعدة في إخراج البلاد من الأزمة العميقة الّتي تمرّ بها". وبيّنت أنّهما "أشادا بديناميّة علاقتهما الثّنائيّة، ولا سيّما لناحية تعميق التّعاون في مجالَي الاقتصاد والثّقافة"، مشيرةً إلى "أنّها بحثا أيضًا في المجالات الّتي يمكن تعزيز هذا التّعاون فيها، خصوصًا في ما يتعلّق بقضايا الدّفاع والطاقة".
السفيرة غاريو
وبعد حصول هذا الاتصال، برزت حركة السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو التي التقت برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأعلنت السفيرة بعد اللقاء: "بحثت الأوضاع الراهنة في البلد مع الرئيس ميقاتي مثلما نقوم به بانتظام مع رئيس المجلس النيابي ومع كل الأطراف السياسية. واتفقنا بأن هناك حاجة ملحة للحوار ولحسن سير المؤسسات ولانتحاب رئيس للجمهورية ولتشكيل حكومة جديدة.
أضافت: "أن تدهور الأوضاع المعيشية للبنانيين تدعونا لأن نكون قادرين على الاستجابة لكل احتياجاتهم، واتفقنا بأن الأحوال باتت طارئة وملحة، ويجب استعادة زمام المبادرة على أسس تستند إلى الحوار البناء".
السفير البخاري
من جهته استكمل السفير السعودي وليد البخاري جولته على المسؤولين، وقد التقى برئيس حزب الكتائب سامي الجميل. وأفاد المكتب الإعلامي في الكتائب أن "اللقاء المطول تناول آخر المستجدات في المنطقة ولبنان، لا سيما الملف الرئاسي، حيث جرى تشديد على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، على أن يكون قادراً على مواكبة المرحلة التي يمر فيها لبنان وينكب على معالجة كل الملفات، لإخراج البلد من أزماته وفك عزلته عن العالم".
وأعرب البخاري عن ثقته في "تطلعات الشعب اللبناني وإرادته في الخروج من الأزمات، لا سيما أن لبنان عودنا على مناعته تجاه الأزمات وقدرته على النهوض منها".
سامي الجميّل
وبعد اللقاء، اعتبر رئيس الكتائب أن "الخفة في التعاطي مع الأمور وعدم احترام المؤسسات والدستور والقوانين وغياب الوعي اللازم لنتائج القرارات التي تتخذ، جرت البلد إلى توترات وأدت إلى خلق حال انقسام نحن في غنى عنها، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته من جر البلد إلى هذا المكان، وليس من قام برد فعل".
وقال: "إن الأجدى أن نضع أنفسنا في حال استنفار لإنقاذ لبنان واللبنانيين، بدل التلهي بسخافات ليست سوى نموذج عن كوارث أكبر أوقعتنا فيها الخفة في التعاطي مع الملفات، ومنها الملف الاقتصادي الذي يديره أشخاص لا يفهمون في الموضوع". وأشار إلى أن "الأولوية يجب أن تنصب على قراءة ما صدر عن مندوبي صندوق النقد الدولي والتحذيرات التي أطلقوها حول فظاعة الكارثة الاقتصادية المستمرة، كأنه لا يكفي أن نكون وصلنا إلى قعر الهاوية، بل نقوم بالحفر لنقع أكثر"، مؤكداً "الحاجة إلى شخصيات تملك الرؤية الضرورية لإنقاذ لبنان".
وقال: "نحن اليوم ندق ناقوس الخطر، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والذهاب فوراً إلى انتخاب رئيس للجمهورية، يكون حقيقة قادراً على جمع اللبنانيين وإنقاذ لبنان. وهذا يحتاج إلى مؤسسات، وتلك لا يمكن أن تتفعل، إلا بانتخاب رئيس للجمهورية عبر دورات انتخاب متتالية، وأن يخفف الجميع من طموحاته في السيطرة على البلد وفرض وجهة نظره وأصدقائه وحلفائه على اللبنانيين، والانتقال إلى البحث الجدي في شخصيات تستطيع أن تجمع اللبنانيين وتكون في الوقت عينه متمسكة بسيادة لبنان واستقلاله، ولديها الاستعداد للغوص في كل الإصلاحات المطلوبة اقتصادياً أو سياسياً".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها