في هذا السياق يتحدث ديبلوماسي غربي عن ما يقوم به الفرنسيون في لبنان، بعد اجتماع باريس، فيقول: "يظن الفرنسي أنه يقود سيارة وبرفقته أربعة ركاب، وإذ به يكتشف أنه يقود السيارة منفرداً، لأنه لم يدرك منذ البداية وجهة كل من الركاب الأربعة". فقد تنصلت كل الأطراف المشاركة في مؤتمر باريس من المقترح الفرنسي، ولا يعتبر أحد منهم أنه معني بهذه المبادرة القائمة على المقايضة. فحين حصل التنسيق في باريس، قيل إن هناك مرشحَين جديين هما سليمان فرنجية وجوزيف عون، فيما ثمة من يعتبر أنه تم فتح خيار جوزيف عون، وبالتالي يستغرب هؤلاء سبب عودة باريس إلى خيار المقايضة.
الموقف القطري
بالنسبة إلى الموقف السعودي والذي تؤكد مصادر ديبلوماسية أنه يتطابق مع الموقفين القطري والمصري، ويتقاطع أيضاً مع الموقف الأميركي، فسيكون في غاية الوضوح بهذا الاجتماع. إذ تكشف مصادر ديبلوماسية متابعة، بأن الوفد السعودي سيبلغ موقفه بوضوح بأنه لا بد من العودة إلى ما جرى الاتفاق عليه سابقاً، وعدم الانخراط في مسألة المقايضة، التي تقضي باختيار سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ونواف سلام لرئاسة الحكومة. وحسب المعلومات، فإن السعوديين سيطرحون موقفهم على قاعدة الاستعداد للتفاهم على الخيارات الأخرى، أما في حال أصر الفرنسيون على معادلتهم، وحظي ذلك بتوافق لبناني، فهذا سيكون شأن الفرنسيين واللبنانيين، ولن تكون السعودية مستعدة للانخراط في أي مساعدة أو استثمارات. وقد يصل الأمر إلى حدود اتخاذ إجراءات معينة رداً على مثل هذه الخطوة. يبدو الجانب السعودي واثقاً من موقفه. وهو يستند أيضاً على موقف قطري داعم، خصوصاً أن قطر قادرة على التواصل مع قوى لا تتواصل معها السعودية، بالإضافة إلى علاقتها الممتازة مع الولايات المتحدة الأميركية والجيدة مع إيران. كما أن قطر قادرة على التواصل مع غالبية القوى اللبنانية والكتل النيابية.
في المقابل، هناك من يراهن على نتائج الاتفاق الإيراني السعودي، وأنه يحتاج إلى وقت كي ينعكس على الساحة اللبنانية. ولكن الموقف السعودي بالاستعداد للاستثمار في إيران لا بد أن يكون له وقع وصدى على الساحة اللبنانية. فيما ثمة من يشير إلى وجوب قراءة الفرنسيين لمثل هذا التطور بين الرياض وطهران، طالما أن أي اتفاق يفترض الخروج بصيغة لا غالب ولا مغلوب. وبالتالي، لا يمكن انتخاب رئيس في لبنان يمنح الغلبة السياسية لطرف على حساب الآخر. كما لا يمكن لأحد أيضاً أن يراهن على أن أي اتفاق يمكن أن يتحقق من دون موافقة الثنائي الشيعي عليه.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها