الجنوب و"أطياف" حرب تموز: غارات وقصف ونزوح

كأنه يوم من أيام حرب تموز 2006. هكذا بدا المشهد الجنوبي، منذ ما بعد ظهر اليوم الاثنين تحديداً، حين تحولت منطقة القطاع الغربي، على الحدود اللبنانية الفلسطينية، إلى مسرح للغارات الحربية الإسرائيلية والقصف المدفعي الثقيل، الذي طاول جوار وبلدات عيتا الشعب، الضهيرة، يارين، مروحين، رميش، بيت ليف، يارون، وصولاً إلى أطراف ياطر وزبقين، في قضائي صور وبنت جبيل، وشمل أيضاً ابراجاً لحزب الله، ولا سيما أحد الأبراج في منطقة جبل بلاط في بلدة مروحين. وكان اللافت بعد أكثر من ثلاث ساعات من القصف أن حزب الله المستنفر بأعلى الدرجات، لم يرد على هذا القصف حتى الآن، وهو الذي سبق ونفى أي مسؤولية له عن الاشتباك مع قوات الاحتلال، في محلة بلدة الضهيرة في منطقة صور والقريبة من علما الشعب، والتي تبنتها لاحقا "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

النزوح..
فجبهة الجنوب، التي تحركت مع تطورات عملية طوفان الأقصى في غزة، ابتداء من منطقة مزارع شبعا، حيث شن حزب الله هجوماً يوم الأحد على ثلاثة مواقع للاحتلال، تقع في أراضٍ لبنانية، ولم تجر فيها عملية ترسيم الحدود عام 2000، ولا يشملها الخط الازرق، استعادت صورة النزوح الكبير وخصوصاً في القرى والبلدات التي استهدفها القصف بعد ظهر الاثنين، لا سيما عيتا الشعب والضهيرة ومروحين ويارين وغيرها، والتي غادرها الكثير من أهلها باتجاه صور، بعدما استهدفت فيها المنازل بشكل مباشر، وتسبب القصف بأضرار وإصابة عدد من المواطنين، وأيضاً ازدحام محطات الوقود بالسيارات، التي توجهت لتعبئة خزاناتها، خوفاً من انزلاق الأمور أكثر فأكثر..

الجهاد الإسلامي
في هذا الوقت، اعتبر ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، أن العملية التي نفذتها سرايا القدس، "لا تهدف إلى جر لبنان إلى حرب، وهي عملية اقتحام وليست تسللاً، وقد جاءت لتصوب وجهة السلاح الفلسطيني الحقيقية، كما تهدف إلى اقشال توطين الفلسطينيين في لبنان".

اليونيفيل
وقال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان "جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل رصدوا بعد ظهر هذا اليوم (الاثنين) انفجارات بالقرب من بلدة البستان في جنوب غربي لبنان".

وأضاف: "وبينما نعمل على جمع المزيد من المعلومات، فإن رئيس بعثة اليونيفيل، اللواء أرولدو لاثارو، على اتصال مع الأطراف المعنية، ويحثهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل، لمنع المزيد من التصعيد والخسائر في الأرواح".

الجيش اللبناني
كما أعلن الجيش اللبنانيّ في بيان، أنّ "خراج بلدتَي الضهيرة وعيتا الشعب ومناطق حدودية أخرى تعرّض إلى قصف جوي ومدفعي من جانب العدو الإسرائيلي".
ودعت قيادة الجيش "المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم".