الأحد 2023/10/29

آخر تحديث: 15:50 (بيروت)

"طوفان الأقصى.. لبنان يُلبيّ": حماس تحتشد في وسط بيروت

الأحد 2023/10/29
"طوفان الأقصى.. لبنان يُلبيّ": حماس تحتشد في وسط بيروت
تزامنت التظاهرة مع تظاهرات مركزية في عواصم عديدة (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease

في الرقعة الممتدة بين ساحة العازارية ومحيط مسجد الأمين، وسط بيروت، صباح اليوم الأحد 29 تشرين الأول، احتشد الآلاف المُندّدين بالمقتلة الدمويّة الحاصلة في غزّة والمستمرة منذ ثلاثة وعشرين يومًا، تلبيةً للدعوة التّي أطلقتها "الجماعة الإسلاميّة" في لبنان وحركة "حماس" منذ نحو يومين، لتظاهرةٍ مركزيّة تحت شعار "طوفان الأقصى، لبنان يُلبي". تزامنت مع التّظاهرات المركزيّة التّي غزّت العواصم العربيّة والآسيويّة والأوروبيّة.

وقد احتل المشهد "الحماسويّ" واجهة العاصمة، التّي اعتادت على الحشود العفويّة والمُنظمة، الغاضبة والمتضامنة، طيلة الفترة السّابقة. إلا أن اللافت، كان تنوع الحضور (الذي جاء من مختلف المناطق اللّبنانيّة وتحديدًا من صيدا وطرابلس)، والذي لم يقتصر وحسب على الأنصار من اللاجئين الفلسطينيين، بل ضمّ أعدادًا لا يُستهان بها من اللبنانيين، من أنصار "الجماعة الإسلاميّة" وكذلك أفرادًا من المجتمع المدنيّ.

تظاهرة مركزيّة
ووسط حضور أمنيّ روتينيّ (والهيئة الصحيّة الإسلاميّة)، طوّق محيط التّظاهرة وكذلك مداخل شرق بيروت والأشرفيّة، كالجميزة والسّوديكو والأوتوستراد المؤدي لمرفأ بيروت، اجتمعت الآلاف أمام المنبر الذي توالت عليه الخطب المُندّدة والتّي توعدت الجانب الإسرائيليّ بـ"طوفانٍ أكبر سيُطيح بما تبقى من إسرائيل، وأن حركات الجهاد الإسلاميّ لم تضعف، بل تستمد قوتها من التّضامن العالميّ، وتضامن الحلفاء، كحزب الله، شاكرين إياه على الوقوف معهم في محنتهم وخصوصًا على الحدود اللّبنانيّة الجنوبيّة". فيما استنكر ممثلو الحركة، الإجرام الحاصل بحقّ المدنيين في غزّة وقتل الأطفال والنسوة والشيوخ في مجازر مستمرة، وغالبيتهم من النازحين إلى جنوب قطاع غزّة. وكذلك "الصمت العربي السّياسيّ إزاء ما يحصل"، معتبرين أن بعض السّاسة العرب هم من المتخاذلين والمتواطئين بنكبة أهل غزّة.

وقد رُصد بين صفوف حملة أعلام حماس والجماعة الإسلاميّة والفلسطينيّة، تواجد أعلام لحزب الله وحركة أمل. فيما حضرت أعداد غفيرة من النسوة بثيابهن الفلسطينية التّقليديّة، وحضر الرجال والأطفال بالكوفيات، فيما اعتمد شطرٌ من الشباب ارتداء أغطية الوجه السّوداء، التّي يرتديها مقاتلو "كتائب القسام". فيما لوحظت تغطية إعلاميّة دوليّة واسعة إلى الجانب التّغطية المحليّة، ويُعزى هذا الفضول الإعلامي الخارجيّ، لحقيقة كون التّظاهرة هي دعوة رسميّة أطلقتها حماس. بينما اعتمد غالبية المصورين الأجانب تحديدًا، تصوير الشبان الملثمين، الذين أطلقوا الصرخات التضامنيّة و"التكبيرات"، فضلًا عن حمل بعضهم مجسمات للصواريخ والبندقيات.

تظاهرة مثيرة للجدل
وقد جاءت هذه التّظاهرة في توقيتٍ اعتبرته بعض المصادر الصحافيّة، حساسًا، بيّد أن الدعوة لهذه الوقفة قد أثارت الريبة والسّخط لدى بعض الأطراف اللّبنانيّة، التّي دعت بدورها لوقفة احتجاجيّة، على اعتبار أنها كفيلة بتوريط لبنان بحربٍ مع الجانب الإسرائيليّ، كان من المُزمع تنفيذها ظهر الأمس، السبت، أمام المتحف تحت شعار "الوحدة الوطنيّة أولًا.. مسلمين ومسيحيين نحمي لبنان بتحييده عن الحرب"، لم يُحدد فيها الجهات الداعيّة، وأُلغيت لاحقًا ولم يلبها سوى عدد ضئيل جدًا من المتظاهرين.

وفيما تتكاثر الدعوات مؤخرًا، والتّي ترمي للتضامن والاستنكار وحسب، من دون رفع الشعارات التّي من شأنها استفزاز نذر يسير من اللّبنانيين الذين يرفضون أي تورط عسكريّ مع إسرائيل، خصوصًا أن الفكرة وحدها كانت كفيلة بإرساء حالة من الشلّل الاقتصاديّ الذي تمظهر في تعطل الحركة التّجاريّة والخدماتيّة.. أو إثارة الهلع في صفوف المواطنين الذين بدأ بعضهم بالنزوح من المناطق التّي قد تُستهدف، أكان في بيروت أو ضاحيتها الجنوبيّة.

وهذا بالضبط ما لم يُلحظ في تظاهرة اليوم المركزيّة، إذ أن غالبية الخطب استقرت على الشعارات "الثوريّة" والتّي لم تضع لبنان في خانة الدول المعنيّة بالحرب مباشرةً، بل صنفته على أساس أنه من الدول الشقيقة الداعمة. لكن يُرصد بين الحين والآخر، أهازيج ردّدها بعض الأنصار، تدعو أمين عام حزب الله حسن نصرالله، للتدخل، مثل "يا سيد يلا..".

هذا فيما تبقى المدينة على حالة الاعتكاف ذاتها التّي تشهدها منذ نحو أسبوعين، والتّي يُمكن تفسيرها بحال الهلع والتّوجس والتّرقب عند البعض. لكنها أيضًا كفيلة بإبراز الانقسامات التّي بدأت تتجلى تباعًا في المشهد اللّبنانيّ، أكانت سّياسيّة أو اجتماعيّة، فيما يبدو صعبًا قياسها نظريًا في الوقت الحالي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها